الاثنين 26 نيسان (أبريل) 2010

الاندبندنت: مفاوضات مقابل تعهد واشنطن بإلقاء اللائمة على من يقوضها ؟!

الاثنين 26 نيسان (أبريل) 2010

في صحيفة الاندبندنت تقرير لمراسلتها في القدس حول الدعوة العلنية التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ فرض حل لنزاع الشرق الأوسط، والتي جاءت كما تقول الصحيفة وسط الشعور بالإحباط بسبب رفض إسرائيل تعليق بناء منازل يهودية في القدس الشرقية ذات الأغلبية العربية.

تقول الصحيفة إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه النداء علنا، وإن تم إطلاقه من قبل عدة مرات سرا، وإنه جاء في ختام الزيارة التي قام بها جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وتنقل الإندبندنت من تقرير لوكالة رويترز للأنباء عن مصادر فلسطينية قولها إن ميتشل قد اقترح تسوية يبدأ فيها الفلسطينيون محادثات غير مباشرة مقابل تعهد غير مكتوب من قبل واشنطن بأن تلقي باللائمة علنا على أي طرف يتخذ إجراءات من شأنها التأثير سلبيا على المفاوضات.

إيران التي لا تكاد تغيب عن الصحف الغربية يوما ـ وعن وسائل الإعلام الالكترونية الحديثة لحظة ـ هي مشكلة الصين أيضا كما ترى صحيفة الفاينانشيال تايمز في افتتاحية لها.

تتناول الصحيفة مسألة بحث مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات جديدة على إيران، لترى أن موقف الصين يتزايد أهمية يوما بعد يوم. فأصوات روسيا وتركيا والبرازيل حيوية جدا، إلا أنه إذا ما قرر الصينيون استخدام حق النقض ضد فرض عقوبات جديدة على إيران فلن تكتب لهذه الحياة، أما إذا قرروا اتخاذ موقف أشد لتحجيم البرنامج النووي الإيراني فسيتم إقرار العقوبات الجديدة بالتأكيد، والجميع من الدبلوماسيين الأمريكيين إلى الجنرالات الإسرائيليين قد توافدوا على بكين لمحاولة إقناعها بذلك.

وتقول الصحيفة إن الصينيين قد يوافقون على اتخاذ إجراءات جديدة، إلا أنه من المرجح ألا ترقى هذه إلى العقوبات التي تصيب بالشلل والتي دعت إليها مرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. ونتيجة لذلك فمن غير المحتمل أن تحقق هذه العقوبات الدولية المرجو منها، وسيقترب الإيرانيون من بناء القنبلة أكثر وسينزلق الشرق الأوسط إلى حرب جديدة أو إلى سباق تسليح خطر يزعزع الاستقرار.

وترى الفاينانشيال تايمز المشكلة في أن الصين تميل إلى أن تتعامل مع المسألة الإيرانية ببساطة كورقة في لعبة بوكر دبلوماسية معقدة مع الولايات المتحدة تشمل كل الشؤون من التغيير المناخي إلى النقد. فإذا تنازلت الصين قليلا بشان إيران فإن ذلك يعود بشكل كبير إلى رغبتها في تخفيف الضغط في مسائل أخرى، لا لأنها مقتنعة حقيقة أن البرنامج الإيراني فعلي، ويشكل خطرا جديا على المجموعة الدولية.

وتفسر الصحيفة موقف الصين المتساهل هذا بحاجتها إلى الطاقة حيث يشكل البحث عن مصادرها الآن عصب السياسة الخارجية لبكين كما تقول الصحيفة. وإيران مصدر له قيمته من حيث توفير النفط والغاز الطبيعي.

السبب الآخر في رأي الصحيفة هو تنصيب الصين نفسها مدافعة عن السيادة الوطنية والعالم الثالث. كذلك قد تكون ترى أن وراء سياسة الولايات المتحدة إزاء إيران الرغبة في تثبيت الهيمنة الأمريكية على الخليج.

غير أن الصين في رأي الصحيفة ترتكب خطأ بعدم دعم فرض العقوبات لتحقيق هدف وقف البرنامج النووي الإيراني، لأنه ما لم يتم وقف البرنامج بالوسائل السلمية ـ كما ترى الصحيفة ـ فإن فرصة اندلاع حرب في الخليج تتعاظم، وعندها ستضطرب إمدادات النفط والغاز من منطقة الخليج وتشتعل الأسعار، وستكون الصين التي هي من أكبر مستوردي مصادر الطاقة هذه من أوائل الدول التي ستعاني.

الصحف البريطانية أعلنت نتيجة الانتخابات قبل أن يحل شهر إجرائها وأكدت أن الحكومة الجديدة هي حكومة ائتلاف ـ لكن ليس بين حزب العمال والأحرار الديمقراطيين كما كان التوقع دائما منذ رجحت استطلاعات الرأي عدم فوز أي من الحزبين الكبيرين في البلاد (المحافظين والعمال) بأغلبية واضحة ـ وإنما بين حزب المحافظين وحزب الأحرار الديمقراطيين، بعد أن قذفت استطلاعات الرأي بحزب العمال ورئيسه ورئيس وزراء البلاد جوردون براون بعيدا إلى المرتبة الثالثة.

غير أن في هذا الائتلاف الكثير من المفارقة، كما ترى جاكي آشلي الكاتبة في صحيفة الجارديان البريطانية، والتي تتحدث عن الفكرة السيريالية حول عقد صفقة بين حكومة من الأقلية المحافظة والأحرار الديمقراطيين، فمن أين نبدأ كما تقول آشلي ؟ أشد الأحزاب كراهية للأوروبيين ـوتقصد المحافظين ـ مع أشد الأحزاب تحمسا لهم؟ أكبر المدافعين عن نظام الردع النووي ترايدنت في تحالف مع معارضيه؟ الخطاب المعادي للمهاجرين يتأبط ذراع السياسة المؤيدة للهجرة؟ اقتصاد خفض الإنفاق وتقديم المساعدة للأثرياء مع سياسات إعادة توزيع الدخل التي يدعو إليها الأحرار الديمقراطيون؟

تقر الكاتبة بوجود بعض أوجه الشبه في سياسات الحزبين، إلا أنها ترى أن الهوة الساحقة بين دافيد كاميرون رئيس حزب المحافظين ونك كليج زعيم الأحرار الديمقراطيين ستجعل من هذه الائتلاف زواجا عبثيا بحق .

تقول آشلي إن الغرابة تتأكد في أن الكثيرين من الذين كانوا يوما ما في يسار حزب العمال، وكانوا يعتبرون أنفسهم اشتراكيين أو على الأقل راديكاليين، كانوا يفكرون في التصويت للأحرار الديمقراطيين، فهم يرون ـ في قضايا مثل الضرائب وترايدنت وأوروبا والهجرة وحقوق الإنسان والعراق والبيئة ـ حزب الأحرار الديمقراطيين على يسار حزب العمال، وكان يدعو هؤلاء إلى التصويت له من منطلق أنه بيتهم الطبيعي .

وهنا تتوقع الكاتبة ألا يعمر الائتلاف بين المحافظين والأحرار الديمقراطيين طويلا، لأن الضغوط التي سيمارسها أعضاء حزب الأحرار الديمقراطيين والاختلافات العضوية بين الحزبين ستنفجر إلى العلن، هذا فيما سيكون حزب العمال منشغلا بالتشرذم، وقد بدأت بالفعل التصريحات سرا لوسائل الإعلام حول المسؤول عما آل إليه حال الحزب، كما تقول الكاتبة.

هنا ترى الكاتبة أن الوسيلة الوحيدة لتفادي ذلك ـ والأمل الأخير في تحقيق تغيير سياسي تقدمي كما تريده ـ هو أن يبدل حزب العمال زعيمه، ويتماسك كأقلية، ويعقد صفقة مع حزب الأحرار الديمقراطيين لتغيير النظام الانتخابي واعتماد النسبية التي ستكون أكثر إنصافا لهم ، وهذا يعتمد ـ في رأي جاكي آشلي ـ على الحسابات الباردة، والتصويت التكتيكي والعقول المتزنة، لتتساءل في نهاية المقال ما هي فرص تحقيق ذلك؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2179038

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2179038 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40