الجمعة 25 حزيران (يونيو) 2010

ناشطة إسرائيلية تعتنق الإسلام ولا تعترف بالكيان الصهيوني

فضائية «روسيا اليوم»
الجمعة 25 حزيران (يونيو) 2010

التقت عدسة قناة «روسيا اليوم» الناشطة اليسارية الإسرائيلية طالي فاخيما التي اعلنت إسلامها في مدينة أم الفحم، وذلك بعد انتظارها الطويل في رحلة اقتناعها النهائية بالأمر.

نص المقابلة :

- طالي التقينا مسبقاً وسألتك حينها هل تنوين إعتناق الإسلام جاوبتني بالنفي القاطع ما الذي حدث وما الذي استجد؟

* بسم الله الرحمن الرحيم، صحيح ففي تلك الفترة لم أعلم بما قد يحدث وحينها بدا ما قلته وكأنه نهائي، لكن في الحياة هناك عدة أمور تحدث، وفي الحقيقة انني عشت في مجتمع إسلامي فترة طويله إلا انني لم التق بشخص هناك يعيش حياته وفقاً للمبادئ الإسلامية ، وعندما شاء الله وحدث وفتح الباب أمامي اعتنقت الإسلام واليوم انا والحمد لله موجودة بمكان آخر وبشكل نهائي.

- هل من شخصيات معينة أثرت بك وكيف اعتنقت الإسلام؟

* نعم صحيح انني اعيش ومنذ فترة في مجتمع عربي مسلم وبإطار إسلامي إلا انني لم أقابل أي شخص يعيش وفقاً للطريق الإسلامي إلى ان قابلت الشيخ رائد صلاح، وعندما قابلته فتح امامي باب الإسلام ومن هنا فهمت واستوعبت أن علي ان اتعلم شيئاً آخر وان افهمه فدخلت هذا المجال هذا الباب الذي انفتح امامي كان بفضل الشيخ رائد صلاح.

- وما الذي وجدته بالإسلام وعما بحثت؟

* الشيء الاول الذي جذبني هو التواضع الحقيقي في الإسلام، التواضع كمنهج للحياة، في الإسلام وجدت كل شيء، اتعلمين بأن الدين الإسلامي بالنسبة لي يتضمن كل شيء وليس مثل المصدر الذي اتيت منه فهو لا يحتوي إلا على نفسه ويأكل نفسه يضطهد نفسه. عدا عن ذلك الديانة الإسلامية جاءت بعد اليهودية ومكتوب في القرآن انه الكتاب المقدس الأخير وحقيقة هو الكتاب الأخير ولم يحدث أو يأت شيء آخر جديد من بعده، وانا حقاً اتقبل وأؤمن بهذا واتقبل ما هو مكتوب به.

- طالي حياتك مليئة بالتناقضات من مجندة اسرائيلية تدعم خط آرييل شارون الى فتاة يسارية تدعم زكريا زبيدي واليوم فتاة مسلمة كيف تفسرين هذا الكم من التناقض؟

* الاهم من التفسير هو انني اوجه الأسئلة لنفسي واجاوب عنها لنفسي انا واضحة في هذا، وردود الفعل المختلفة في المحيط المجاور حول مراحل حياتي اعتقد انها نتيجة لما هو موجود في داخل كل شخص منا وليس بالضرورة الأمر يتعلق بي انا. صحيح انني امر ومررت في مراحل معروفة على الصعيد الجماهيري وانت تعلمين ان ردود الفعل متفاوتة وهذا يعود للمصدر ومكان كل شخص ومن شخص لشخص يختلف، انا كشخص لدي الكثير من الاعداء ولا يوجد لي مناصرين، وهذا شيئ شخصي وحتى عندما كنت تحت الأرض في زنزانة المخابرات الاسرائيلية، نمت جيداً. اتعلمين انه رغم كل شيئ انا واضحة مع نفسي وهذا الأهم.

- دفعت ثمن مواقفك وسجنت ما الذي تعرضت إليه بالسجن؟

* من جهتي، السجن الإسرائيلي كانت لحظاتي الأولى التي حصلت بها على الحرية الكاملة فهذه الفترة كانت فترة تحرر لي. الضحية او المسكين هو من وضعني في السجن ولست انا ... حين كنت في السجن لفترة سنتين ونصف حاول اليهود زيادة معاناتي من خلال التعذيب او الإغتصاب وامور أخرى لكن الحمد لله رب العالمين على كل شيئ فحين يحفظك الله فان كل خططهم لن تنال منك، لكن من جهتي ما حصل هو اكبر تقدير لي فالقبوع في السجن هي الحرية بعينها فالحرية ان تفعل ما تؤمن به حتى لو كان الثمن اعتقالك او الموت او أي شيئ فهذه هي الحرية.

- انت موجودة اليوم في قرية عارة عرعرة هل لك أي اتصال مع الشعب الاسرائيلي اليهودي؟

* انا في تواصل مع والدتي وعمتي عدا عن هذا لا يوجد أي اتصال لي مع المجتمع الصهيوني انا منقطعة عنهم ولا اتعامل مع المؤسسات الصهيونية انا لا ادفع ضرائب ولا يدفعون لي وحتى انني لا املك حساباً خاصاً بي في البنك فانا لا اعترف بدولة اسرائيل واعتبرها عدوة صهيونية.

- وانت تعتبرين عدوة صهيونية وفقاً للشارع الاسرائيلي الذي يصفك ايضاً بالمخربة؟

* هذا شيء متبادل فانا استوعبهم كاعداء وليس اكثر من هذا.

- وهل تحاولين الاندماج بالمجتمع العربي الآن؟

* لا انا لا احاول الاندماج بالمجتمع العربي لكنني احاول العيش في المجتمع العربي. الحديث يدور عن مجتمع عربي فلسطيني ينزف دماً، مظلوم. قابع تحت سيطرة ارهابية شرسة وعلى مدار اكثر من 60 عاماً ومن جانب آخر هناك تخوف مني ومن الطبيعي ان يكون هذا التخوف واحياناً يظنون باني مدسوسة ولذا لا احاول الاقتراب من الناس. صحيح انني ادعم الحركة الاسلامية لكن لا يوجد لدي أي علاقة او عمل مع الحركة الاسلامية وانا لا اقترب من اي منظمة سياسية. وبالطبع هناك اشخاص يتقبلونني ولا يتخوفون مني ويتقبلوني كطالي وانا ممتنة لهم . ومع هذا احافظ على حياتي الخاصة بهدوء ولم آت الى هنا لهدف اجتماعي انما الموضوع هو سياسي وأؤمن بانه وبمشيئه الله ستزول دولة اسرائيل وعندها سيسرني الاندماج المطلق بالمجتمع المسلم وكما قلت سابقاً اليوم المجتمع العربي ينزف ومتألم ومجروح بعد هذا الكم من الحكم الإرهابي الشرس.

- وكيف تقيمين سلوكيات المجتمع الإسرائيلي؟

هناك شراسة وحكم ظالم وسلوك حكومي ارهابي وهذه الامور ليست بالجديدة علي ولا تفاجئني وانا اتوقع منهم التطرف اكثر وسيتطرفوا بسلوكهم اكثر. السياسة الصهيونية موجودة في مراحلها الأخيرة وهم موجودون في نقطة لا عودة منها، انا اعتقد بانه بعد فترة وليست بعيدة وبدأنا نلاحظ هذا بعد اسطول الحرية، مع اننا هنا نحن معتادون على هذه الشراسة كل يوم، لكن العالم هو الذي بدأ يتغير اتجاه الحكم الصهيوني والناس فهموا كذب وخباثة اسرائيل وهي لم تعد قادرة على حماية نفسها والدفاع عن جرائمها بطرقها وانشاءالله سنحظى برؤية الحرية.

- المجتمع الاسرائيلي لم يتقبل اشهارك الإسلام وفسر هذا ان هناك أسباب أخرى تدفع طالي باعتناق الإسلام ألا تعتقدين ان حياتك اليوم باتت بخطر اكبر؟

* اولاً وقبل كل شيئ هناك خطر على حياتي من الحكومة نفسها وبالطبع من الاشخاص المنساقين وراء الحكومة، لكن الحمد لله رب العالمين على كل شيئ وما مكتوب لي سيحدث وان قدر لي ان أموت شهيدة فسأقول الحمد لله رب العالمين فهذا افضل شيئ ممكن ان يحدث لي.

- وبالسابق ايضاً تمنيت الشهادة.

* تمنيت ان اكون درعاً بشرياً، وطالما انني باقية في خضم الصراع فأنا على استعداد للموت في سبيل صراعي ولا يوجد لدي أي مشكلة مع هذا.

- هل مازلت على علاقة مع زكريا زبيدي وما هي طبيعة علاقتك اليوم؟

* نعم، صحيح انه بعد فترة معينة انفصلنا سياسياً بشكل غير لائق وكل منا ذهب في طريقه وبعد فترة طويلة تحادثنا بالهاتف وبالطبع نحن لسنا على ذات العلاقة كما في الماضي هناك مسافة سياسية بيننا وهناك جرح وخيبة امل سياسية لكني لا انظر لزكريا كعدو واعتقد ان الحكومة هي من تبحث وتريد الصدام بيننا وبما اننا تعاملنا مع الموضوع بحساسية وبمشاعر حساسة فقد انتهى الموضوع بشكل غير لائق. زكريا ليس عدوي كما ان فتح وحماس ليسوا اعداء، الحكم الصهيوني هو العدو ولا يجدر بنا ان ننسى هذا، وزكريا اتصل بي وهنأني على اسلامي.

- وهل من أي علاقة مع رجال المقاومة؟

* يحظر علي الدخول الى مناطق الضفه وحالياً ما زلت ممنوعة من هذا ربما ان لي بعض الاتصالات الخفيفة مع بعض المقاومين في جنين لكن حتى بلعين لا يمكنني الدخول اليها.

- وحتى زيارتك للقدس ليس امراً هيناً.

* لأنه لا يوجد لدي الحماية الكافية للوصول الى هناك... فهناك انا بحاجة لحماية كبيرة اكثر من مجرد اصطحابي لشخص واحد.. بالسابق كنت هناك وفي اخر زيارة لي للقدس تعرضت للهجوم والعنف رغم وجود الشرطة التي لم تتدخل ولم تحاول التدخل اثناء محاوله المس بي. انت تعلمين ان هناك دعماً حكومياً للأشخاص الذين يمسون باصحاب الموقف السياسي.

- كنت في صدد الكتابة لتلخيص سيرة حياتك أين انت من هذا اليوم؟

* اعتقد انه بامكاني البدء في الكتابة الآن بشكل افضل من الماضي فعلى مدار الفترة السابقة راودتني فكرة ان الموضوع لم ينته بعد وهناك امور ما زالت تحدث. انت تعلمين ان حياتي في حراك دائم واليوم انا موجودة في هدوء اكثر ولدي شعور باني ساتمكن من كتابة كل شيء من البداية حتى النهاية، وطيلة الوقت كانت لي محاولات للكتابة، كتبت وتوقفت لأني تساءلت ما هي النهاية والى أين ستصل، فما من نهاية كانت واضحة لي وما من اجوبة عن اسئلتي، واليوم انا اكثر روحانية وكاملة وعلى دراية.

- طالي يقال عنك بانك كتاب مفتوح لكن لكل شخص زاويته الخاصة ما الذي لم تكشفيه حتى الآن؟

* بالطبع فهناك امور لا اكشفها واحتفظ بها لنفسي. امور قد تكون كخصوصيات أي شخص آخر. وبشكل عام انا اشارك الجميع ومن يرغب في المعرفة عدا الإعلام الصهيوني الذي لا اتعامل معه، وتعلمين ان لكل شخص زاويته الخاصة وهذا شرعي وطبيعي وجيد والحديث لا يدور هنا عن السياسة أو الدين الإسلامي.


titre documents joints

لقاء فضائية «روسيا اليوم» الناشطة اليسارية الإسرائيلية طالي فاخيما بالصوت والصورة

25 حزيران (يونيو) 2010
info document : Flash Video
30.2 ميغابايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2165626

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2165626 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010