الأربعاء 19 حزيران (يونيو) 2013

العدو يطيح «بالدولتين» والمستوطنون يصعّدون وكيري يهرع للتخفيف!

الأربعاء 19 حزيران (يونيو) 2013

تصعيد العدو

اعترفت شرطة الاحتلال، أمس، بقيام مجموعات “تدفيع الثمن” خلال الليل بثقب إطارات نحو 28 مركبة تابعة لمواطنين عرب، وكتابة شعارات مناهضة لهم في بلدة أبو غوش شمال القدس المحتلة .

واعتبر المحامي نضال عثمان أن “القيادات الدينية اليهودية التي تبث روح الكراهية مسؤولة عن هذه الجرائم، ومن دون محاكمة المحرضين من غير الممكن وقف هذه الأعمال” . وأضاف أن “عدم إعلان منظمة دفع الثمن منظمة إرهابية يحد من صلاحيات المخابرات في التحقيق والاحتجاز وتمديد الاعتقال، وفي تحديد بنود الاتهام التي بناء عليها تكون الأحكام مرتفعة أو منخفضة” . وأشار عثمان إلى أن “رئيس الوزراء نتنياهو رفض أن يساوي بين الإرهاب اليهودي والإرهاب الفلسطيني” .

وقالت الناطقة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري “خلال ساعات الليل (الفائت) قامت مجموعة على ما يبدو أنها من مجموعات تدفيع الثمن بكتابة شعارات (تدفيع الثمن) وعبارات (عرب بره) و(عرب اخرجوا أو (انصهروا)، على جدران منازل بلدة أبو غوش” . وأضافت أنهم “قاموا بثقب إطارات نحو 28 مركبة كانت تقف في أحد الأحياء في البلدة” . وفي محاولة تضليلية للتنصل من جرائم المستوطنين، زعمت المتحدثة أن “الوحدة المركزية لمكافحة الجرائم في ما يسمى “لواء القدس” تقوم بأعمال الفحص والتحقيق في كامل ملابسات ظروف وحيثيات هذه الواقعة التي تعود للجرائم القومية أو ما يعرف بتدفيع الثمن” .

وتتكرر اعتداءات المستوطنين المتطرفين بشكل يومي على ممتلكات الفلسطينيين تحت شعار “تدفيع الثمن” في الضفة الغربية حيث يقومون باشعال الحرائق في سيارات الفلسطينيين وحقولهم ويحرقون ويقتلعون أشجار الزيتون . وامتدت أعمال “تدفيع الثمن” إلى القدس والقرى والمدن المحتلة عام ،48 من تخريب وإحراق سيارات وأماكن عبادة وتدنيس مقابر .

ونادراً ما يتم القبض على الجناة، وإذا تم القبض عليهم تكون الأحكام بحقهم مخفّفة بحسب حقوقيين “إسرائيليين” وفلسطينيين . ورفض المجلس الوزاري المصغر برئاسة رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو قبل يومين الإعلان عن مجموعات “تدفيع الثمن” كمنظمة إرهابية . وقال عوفير غندلمان الناطق باسم رئيس الوزراء “الإسرائيلي” “تم الإعلان عن مجموعات تدفيع الثمن كتنظيم محظور” .

في الأثناء، شرع أسير فلسطيني من سكان قطاع غزة في الإضراب عن الدواء لإهماله طبياً من جانب إدارة سجون الاحتلال .

وقال “نادي الأسير”، في بيان، إن الأسير مراد أبو معليق القابع في سجن “إيشل” يعاني التهابات حادة في الأمعاء الغليظة وعلى إثر ذلك خضع لعملية جراحية لاستئصال جزء من الأمعاء، كما يعاني إصابة في ساقيه حيث أصيب فيهما أثناء اعتقاله جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليه في حينه .

ووجه ثلاثة أسرى مرضى في سجني “مجدو” و”إيشل” نداء استغاثة إلى المؤسسات الحقوقية المحلية والعربية والدولية، للضغط والعمل من أجل إنقاذ حياتهم، وهؤلاء هم سامي عريدي (33 عاماً)، المحكوم 19 عاماً، محمد مرداوي (34 عاماً)، ونبيل مغير (31 عاماً) وكلاهما يقبع في سجن “إيشل” الذي تواصل إدارته تواصل عزل الأسيرين سامي عسيلة وضرار أبو سيسي في ظروف قاسية .

عريقات وحل الدولتين

طالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الاثنين، الحكومة الإسرائيلية بموقف واضح من تصريحات وزير الاقتصاد الاسرائيلي التي قال فيها إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية›.
وأضاف أبو ردينة ‹هذه تصريحات خطيرة صادرة عن وزير في الحكومة الاسرائيلية التي تواصل عمليات التوسع والاستيطان والمماطلة والتهرب من تنفيذ أية التزامات، اضافة الى فرض شروط لأية مفاوضات›.
وأشار إلى أن هذه التصريحات ليست فقط رسالة لإدارة الرئيس اوباما، التي تبذل جهوداً متواصلة لإحياء عملية السلام، وإنما تشكل تحديا ورفضا واضحا لكل الجهود المبذولة والتي تحاول انقاذ ما يمكن إنقاذه، مطالبا المجتمع الدولي، وتحديدا الادارة الأمريكية بإدانة هذه التصريحات الخطيرة والمدمرة ضد كل من يؤمن بحل الدولتين والسلام العادل، وبإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وجدد ابو ردينة الموقف الفلسطيني المتمسك بالسلام العادل والشامل المبني على الاعتراف بحل الدولتين ووقف الاستيطان وإطلاق سراح الاسرى.
بدوره دعا الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين المجتمع الدولي الى «مواجهة الواقع « وإدراك حقيقة ماتسعى إليه إسرائيل من خطط لتدمير حل الدولتين».
وقال عريقات: «في الأيام القليلة الماضية، صدرت العديد من التصريحات من قبل المسؤولين الإسرائيليين، وخاصة من وزارات الخارجية، الدفاع والشؤون الدينية وغيرها، وبيانات واضحة حول الموقف الرسمي الإسرائيلي الرافض لحل الدولتين المبني على أساس حدود عام 1967. ان هذه البيانات تؤكد مرة أخرى نية إسرائيل الدفع باتجاه قتل حل الدولتين «.
وأضاف « تأتي هذه التصريحات تماشيا مع سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو ، بما في ذلك توسيع المستوطنات، وهدم المنازل، وعمليات الإخلاء وسحب الهويات. ان هذا جزء لا يتجزأ من خطة إسرائيل لإفشال أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، عن طريق ضم القدس وتغيير «الستاتس كو» في المدينة، إضافة الى ضم وادي الأردن ومناطق واسعة أخرى من دولة فلسطين المحتلة «.

وجدد أبو ردينة الموقف الفلسطيني المتمسك بالسلام العادل والشامل المبني على الاعتراف بحل الدولتين ووقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى.

وتابع عريقات: «إن الحكومة الإسرائيلية عازمة على تدمير الجهود الذي يبذلها جون كيري. وان دعوات نتنياهو لاستئناف المفاوضات ما هي إلا كلام فضفاض , فالحكومة الإسرائيلية غير جادة بشأن السلام والشيء الوحيد الذي تسعى اليه إسرائيل هو ترسيخ احتلالها وإلغاء الحقوق الفلسطينية «.
ودعا عريقات المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته « على المجتمع الدولي ان يتوقف عن المطالبة باستئناف المفاوضات لأجل المفاوضات بل عليه المطالبة في تحقيق العدالة من أجل تحقيق السلام. ينبغي إخضاع إسرائيل للمحاسبة التي تخلت عن العدالة والسلام بممارساتها العدوانية اليومية و مواصلة التحريض ضد فلسطين وشعبها «.
يذكر ان خلال الربع الأول من عام 2013، قامت الحكومة الإسرائيلية بتصعيد البناء في المستوطنات بنسبة 335٪ مقارنة مع الربع الأخير من عام 2012.
وكان وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بنيت، رئيس «البيت اليهودي»،قال صباح أمس الاثنين خلال مؤتمر صحفي في القدس المحتلة ، إن حل الدولة الفلسطينية وصل إلى نهاية مسدودة.
وفي اجتماع لما يسمى بـ»المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية»، عقد في القدس، قال بنيت إنه «بذل الكثير من الجهود لوقت طويل في أمر لا فائدة منه. يجب أن نبني ونبني ونبني». وبحسبه «لو استثمرت الأموال التي صرفت على الكافيار في المناسبات التي انشغلت بموضوع الدولة الفلسطينية في بناء بدائل لكان كل شيء يبدو مغايرا».
وبحسب بنيت فإن «السلام يصنع بين الناس». وقال أيضا «لم تكن هناك دولة فلسطينية أبدا.. يجب تغيير القرص وأن نقول إننا هنا لأن هذا بيتنا». مضيفاً أنه «يجب الانتقال من الآن إلى إدارة الأمور بحيث تكون فكرة الدولة الفلسطينية من خلفنا».
وتطرق بنيت إلى تصريحات عضو الكنيست عوفر شيلاح (يش عتيد)، الأسبوع الماضي، والتي جاء فيها أن «الاحتلال يفسد المجتمع الإسرائيلي والجيش والعدالة الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي والوعي الإسرائيلي واللغة الإسرائيلية». وأضاف أن «التفكير في أن العالم سيعتاد على ذلك يبدو مثلما كان يتحدث به البيض في جنوب أفريقيا».
وفي رده على ذلك، قال بنيت «أولئك الذين يتجرأون على القول «الاحتلال مفسد»، وكل اليوم منشغلون بالاحتلال.. احتلال.. أي احتلال؟ كيف يمكن أن تكون محتلا في بيتك؟ هذا بيتنا». - على حد تعبيره -.
وفي رده على تصريحات بنيت، قال وزير العلوم والتكنولوجيا يعكوف بيري (يش عتيد): إن مثل هذه التصريحات تسيء لجهود السلام. وقال إنها «تمس بنسيج العلاقات الحساس، وبالظروف لبناء جسور اقتصادية وخطوات لبناء الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبحسب بيري فإن «إقامة دولة فلسطينية هي مصلحة إسرائيلية وجودية، فحل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمنع إقامة دولة ثنائية القومية ونهاية الصهيونية».
ونقل عن حركة «سلام الآن» قولها إن تصريحات بنيت تمثل نوايا الحكومة ويجب أخذها بجدية.
يذكر أن نائب وزير الأمن داني دانون قد صرح ، في مقابلة مع موقع «ذي تايمز أوف إزرائيل»، أن الحكومة تعارض حل الدولتين، وتبذل أقصى جهودها من أجل صد محاولة إقامة دولة فلسطينية.وقال «إن فكرة إقامة الدولة الفلسطينية وهم وهذه الدولة لن تقوم كفوا عن اللعب بعقول الناس «.

الصحافة تفتح باي باي الدولتين

عن “الدولة الفلسطينية” افتتاحية الخليج الاماراتية

لم يكن الفلسطينيون والعرب بحاجة إلى إعلان “إسرائيلي” صريح بأن الدولة الفلسطينية لن تقوم، وأن صفحتها طويت، كما أعلن مؤخراً وزير الاقتصاد “الإسرائيلي” تعتالي بينت رئيس حزب “البيت اليهودي”، ومن قبله نائب وزير الحرب داني دانون .

كانت كل الدلائل والمؤشرات طوال سنوات المفاوضات تؤكد أن “إسرائيل” لا تريد تسوية، بل هي تستخدم المفاوضات وسيلة للإيحاء بأن التسوية ممكنة، وهي بذلك تخدع العرب بأن يثابروا على التمسك بوهم سيبقى وهماً .

وعندما شاركت “إسرائيل” في مؤتمر مدريد ،1991 أعلن رئيس وزرائها آنذاك اسحق شامير، أن الكيان سيشارك في مفاوضات لن تنتهي، أي أنه كان حدد سقف مشاركة “إسرائيل” بالمفاوضات فقط، أي بالكلام وتقديم أفكار أو مقترحات لن تكون قابلة للتطبيق، لأن خيار تل أبيب هو الإبقاء على الاحتلال واستكمال عملية التهويد، وأن المفاوضات هي مجرد غطاء .

منذ ذلك التاريخ، لم تنقطع المفاوضات بين “إسرائيل” من جهة، وبين الفلسطينيين والعرب من جهة أخرى، بمشاركة الراعي الأمريكي “النزيه جداً”، وتنقلت هذه المفاوضات من مكان إلى آخر، وأبرمت فيها اتفاقات وتفاهمات، لكن كل شيء كان مجرد حبر على ورق .

وصدرت وعود من الرؤساء بيل كلينتون وجورج بوش والحالي باراك أوباما عن “حتمية” حل الدولتين، بل ضربت مواعيد ومواقيت لقيام “دولة فلسطينية قادرة على الحياة”، وظلت كلها وعوداً عرقوبية .

كم مرة زار وزراء خارجية الولايات المتحدة المنطقة بحثاً عن تسوية؟ وكم مرة تحدثوا عن احتمالات السلام وقيام الدولة الفلسطينية؟

إن المؤتمرات والأحاديث والاتفاقات والخطب الرنانة وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وعملية ما يسمى “التسوية” يمكن أن تملأ غرفاً بأكملها . . لكن واقع الأمر يؤكد أن لا “إسرائيل” ولا الولايات المتحدة تريد حلاً أو “دولة فلسطينية” .

السبب، أن موازين القوى هي التي تفرض شكل أية تسوية، وتحدد مسار أية مفاوضات . . فماذا لدى الفلسطينيين والعرب غير “السلام خيار استراتيجي”، ولا شيء غير ذلك؟

. . وكل “دولة فلسطينية” وأنتم بخير .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2165818

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165818 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010