الثلاثاء 9 تموز (يوليو) 2013

فتنتنا وقود بقائهم

الثلاثاء 9 تموز (يوليو) 2013 par بركات شلاتوة

الغليان والعنف والقتل والدم القاني الذي يجتاح بعض العواصم العربية حوّل الأنظار عن القضية المركزية للأمة وهي فلسطين، وأراح “إسرائيل” من كوابيسها وجعلها تضع قدماً على أخرى، بل تمضي في مشاريعها التدميرية التوسعية بوتيرة مجنونة من دون حسيب أو رقيب . وبعد أن كان الكيان الصهيوني يتوجس من موقف عربي موحد، أي موقف أصبح مستريحاً من هذه الكوابيس، بل يتابع ما يدور ويتمنى المزيد من القتل والدم والدمار لأنه لطالما أعلى جدار أمنه وبنى كيانه على جماجمنا .

خلال السنوات الماضية، كان مجرّد تلويح المتطرفين الصهاينة بتدنيس الحرم القدسي بالتجوّل في ساحاته، سبباً كافياً لتقوم قيامة أمة الإسلام من أقصاها إلى أقصاها ضد الاعتداءات الصهيونية وتدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتعم المسيرات العالم تعبيراً عن السخط والرفض . اليوم أصبح دخول الصهاينة إلى المسجد الأقصى مجرّد نزهة يمكن القيام بها في أية لحظة من دون أي تعليق . كيف لا والأمة منشغلة بفتنة دينية مذهبية حبكت خيوطها جيداً وبانقسام عمودي في أغلبية البلدان العربية بين مؤيّد ومعارض وبين موافق ورافض، حتى أن البيت الواحد وصله هذا الانقسام .

غزة لم تمض عليها أيام كالظروف التي تعيشها حالياً حيث أطبق حصارها وأغلقت معابرها ودمرت أنفاقها ونضب ماؤها وانقطعت محروقاتها وأغطش ليلها وثقل يومها وجاع أطفالها ويحوم الموت حول مرضاها، وبرغم كل ذلك، فإن العالم نسي أمرها وتركها لمصيرها .

والأكيد أننا لن نخرج من هذه الدوامة طالما لم نقتنع بأن الكرسي تكليف لا تشريفاً وأن القتل والتدمير لن يخدم أي طرف والكل خاسر وسيدفع الثمن، أما الرابح فهم أعداء الأمة والمتصيدون في مياهها العكرة .

لذا، على المصريين أن يكفوا عن التقاتل وليجلسوا إلى طاولة الحوار للتفاهم ورسم المستقبل، كما أن سوريا مدعوة لوقف النار والحوار من خلال جنيف أو غيرها، لإيجاد صيغة للتوافق ووقف سفك الدم، كذلك فإن اللبنانيين مدعوون للمحافظة على بلدهم لأنه أصغر من أن يتحوّل إلى مزارع خاصة ومربعات أمنية، لتجنيبه ويلات الحرب الداخلية وإبعاده عن أطماع “إسرائيل” التي تتربص به وتنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليه، كما على التونسيين ابعاد شبح التطرّف عن بلادهم، لأنه ما دخل بلاداً إلا وتركها كومة من الركام، لأن وحدة التونسيين تمثّل حائط صد ضد التطرّف . وعلى الليبيين إبعاد شبح الحرب الأهلية عن بلادهم .

أما بالنسبة للفلسطينيين، أما آن لهم طي صفحة الانقسام، ألم تنضج المصالحة بعد أعوام من الوعود واللقاءات والجولات والتوقيعات . هلا توحدتم لتواجهوا عدوكم وتبنوا دولتكم بقوتكم وصمودكم لا باستجداء الفتات؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2181429

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2181429 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40