الاثنين 15 تموز (يوليو) 2013

هل يمر “برافر”؟

الاثنين 15 تموز (يوليو) 2013 par أمجد عرار

وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، قال ذات يوم “إذا أردت أن تميت قضية فشكّل لها لجنة” . هذه القاعدة الكيسنجرية معمول بها في المحافل الدولية، لا سيما حين يتعلّق الأمر ب “إسرائيل” وجرائمها بحق الفلسطينيين والعرب، وسرقتها أراضيهم وانتهاكاتها حقوق إنسانهم . وهي أيضاً قاعدة سارية المفعول في كثير من الدول المدمنة على وأد القضايا في تراب النسيان . لكن في “إسرائيل” تشكّل اللجان لشرعنة المخططات، وأحياناً لتقليم شجرة الصهيونية . هكذا يتم تشكيل لجنة بعد كل حرب، وأيضاً لإطلاق مشروع تهويدي أو استيطاني يراد له أن يخرج في زفّة مجللاً بطرحة سوداء من القوانين بنكهة الاحتلال .

في الشهر الأخير من سنة 2007 أعطى الكيان الصهيوني قوة دفع إضافية إلى مخطط تهويد النقب الفلسطيني المحتل العام ،1948 عندما شكّل “لجنة غولدبيرغ” تحت عنوان إعادة توطين بدو النقب الفلسطينيين . بعد سنة كاملة نفثت تلك الأفعى المسماة “لجنة” سمومها على شكل توصية بأن فلسطينيي النقب ليسوا مالكين لأرضهم . وبعد سنة أخرى شكّل الصهاينة لجنة ثانية حملت مسمّى “لجنة برافر” ومهمّتها تنفيذ توصيات اللجنة الأولى .

بعد سلسلة من الخطوات التي أراد لها الكيان أن ترتدي مساراً قانونياً، هو في الأساس والمبنى قانون الاحتلال، مرّر الصهاينة قبل أسبوعين مخطط “برافر” في “الكنيست” بالقراءة الأولى . أي أن مخطط الاستيلاء على أكثر من 850 ألف دونم من أراضي النقب، وتهجير زهاء أربعين ألف فلسطيني من بدو النقب واقتلاع نحو40 قرية، سيشهد تصعيداً نوعياً مغلّفاً بالشرعنة الباطلة، ومحاطاً بصمت دولي، بعضه تواطؤ، وبصمت عربي وإسلامي مخز ومعيب، بعضه إعلامي مشبوه، ووسط انقسام فلسطيني هو الترجمة الحقيقية لكلمة العار .

في الجزء الأخير من مشوار تهويد النقب، خلال السنوات القليلة الماضية، هدمت “إسرائيل” قرية العراقيب في النقب ثلاثاً وخمسين مرة، ولم تعقد الجامعة العربية أي اجتماع ولا حتى على مستوى الطباخين . وحدهم أهل العراقيب وقليل من المتضامنين معهم، كانوا يعيدون بناء القرية على وقع مغادرة الغزاة المغتصبين أطراف القرية .

اليوم ينبغي أن تقول الجماهير الفلسطينية في الوطن والشتات كلمتها الواضحة والصريحة بعنوان “برافر لن يمر” . الدعوة إلى يوم الغضب صدرت من الفعاليات القيادية لفلسطينيي ال 48 . لكن، مع ضرورة الاستجابة الفلسطينية الواسعة للدعوة، من المهم تذكير الصامدين في أرضهم المحتلة العام ،48 أن عليهم وضع حد لمهزلة المشاركة في انتخابات “الكنيست” الذي يشرعن مخطط التهويد، حتى لا يكونوا جزءاً من الشرعنة والغطاء، أو يكونوا معبرين عن فضيحة . هذه المشاركة “في الكنيست” لم تفرز سوى نموذجين من القيادات، الأول صوت لا صدى له ولا جدوى، والثاني جسر خطر للتطبيع الصهيوني العربي وتغليفه بالفكر المسموم بالفتنة .

من الواضح أن “إسرائيل” لن يرفّ لها جفن وهي ترى الفلسطينيين والعرب يسبحون في بحر دم مسفوك بأيديهم، وهي لن تكترث لقوم ينخرهم الانقسام، بعضهم يرفعون صور أشباه زعامات تحاصرهم وتتودّد لأعدائهم ولم تنطق باسم قضيتهم، مرة واحدة . لذلك لا عجب أن تهدم “إسرائيل” العراقيب للمرة المئة، فيما العرب غارقون في فتنة أولى وثانية وثالثة ورابعة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2177696

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

2177696 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40