الاثنين 12 آب (أغسطس) 2013

لماذا القدس تحديداً؟

الاثنين 12 آب (أغسطس) 2013 par محمد عبيد

إعلان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان، في مدينة القدس المحتلة، الأربعاء، لا يحمل جديداً يذكر، باستثناء أن حملة “العلاقات العامة” و”تبييض الوجوه” التي تقودها واشنطن ما زالت مستمرة، كما أنه يضع أكثر من علامة استفهام حول الهدف من أن تكون استضافة الكيان لجولة المفاوضات، حسب الدور، في القدس تحديداً .

الكيان المحتل لا يتوقف عن محاولاته تثبيت الوقائع على الأرض، فعندما تم الاتفاق على استضافته أولاً جولة التفاوض، بعد الجولة الأولى التي جرت في واشنطن مؤخراً، لم يكن مكان عقد الاجتماع محل استفهام، إلا أنه كان في الوقت ذاته أمراً متوقعاً أن تعمل العقلية “الإسرائيلية” في إطار استكمال مسلسل تهويد القدس المحتلة، وتحويلها إلى ما يراد أن يكون “عاصمة موحدة” للكيان .

المفارقة المؤلمة أن حديث المفاوضات، فلسطينياً على الأقل، جاء مع تأكيد وضع ملفات ما يسمى “الوضع النهائي” على الطاولة، التي تشمل العاصمة والحدود ووقف الاستيطان، لكن الممارسة “الإسرائيلية” تثبت العكس تماماً، فمجرد وضع القدس في الواجهة يعني أن هذه المفاوضات لن تفضي إلى نتيجة تذكر، على المستوى الفلسطيني، لكنها على المستوى “الإسرائيلي” تحقق نتائج وإنجازات كثيرة .

أهم هذه النتائج تبييض صفحة الكيان، وإبرازه كأنه معني بالحل، رغم أن ممارساته تثبت أنه يستخدم المفاوضات وسيلة لكسب الوقت، لاستكمال مخططاته الهادفة إلى مزيد من الضم والتوسع والتهويد، ويكفي ما كشف عن دعم حكومة بنيامين نتنياهو لجماعات صهيونية متطرفة تعمل على مشروع إنشاء ما يسمى “الهيكل الثالث” المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك، وتسويقها نماذج ومقاطع فيديو لمجسمات لهذا البناء على شبكة الإنترنت .

اللعبة “الإسرائيلية” مكشوفة تماماً وواضحة المعالم، والتعويل على إحداث اختراق من خلال المفاوضات الحالية، التي لم يجد “الوسيط” الأمريكي، خيراً من سفيره السابق لدى الكيان، السياسي المتصهين مارتين إنديك، للعب دور المبعوث الخاص للمفاوضات، يبدو مجرد كلام ذهب أدراج الرياح منذ اللحظة الأولى، حين أكد الكيان أنه ماضٍ في مسلسل الاستيطان، باعتماده خططاً جديدة لتوسيع مستوطنات وإقامة أخرى، وتشريعه نقاطاً وبؤراً استيطانية عشوائية .

وحين تسمع التصريحات المختلفة من قادة الكيان ومجرميه، التي تؤكد رفض أي مشروع تسوية، التي تشدد على أن المفاوضات مجرد “قربة مقطوعة” ينفخ فيها الأطراف من دون جدوى، فإنك تصل إلى يقين بأن الجاري حالياً هو “عملية من أجل العملية”، لا “عملية من أجل السلام”، يحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إيهام الجميع بأنها كذلك، من خلال أكثر من تصريح وتأكيد، وليس أبلغ من تعبيره عن ذلك، بدعوته طرفي التفاوض إلى ما سماه “تنازلات معقولة”، ليس معروفاً أي عقل يعني بها .

إذا كان الوضع كذلك، فلماذا التفاوض؟ وحتى لو افترضنا جدلاً أنه قد يفيد، فكيف يقبل الطرف الفلسطيني أن يحشر في زاوية تشريع احتلال القدس من خلال قبول عقد جولة المفاوضات فيها؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165505

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165505 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010