الخميس 15 آب (أغسطس) 2013

قوى المقاومة تدعم حماس

الخميس 15 آب (أغسطس) 2013 par د. عبد الستار قاسم

تتعرض قوى المقاومة ومن يساندها لهجمات إعلامية وعسكرية وإرهابية واقتصادية ودعائية قاسية جدا، ولا تكاد جهة عربية أو إسلامية مقاومة أو واقفة في وجه إسرائيل والهيمنة الأمريكية تنجو من المؤامرات ومختلف أنواع الضغوط والتضييبق والخنق.

تتعرض إيران لضغوط هائلة، وكذلك حزب الله وسوريا، وكذلك حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي تعرضت لحربين إسرائيليتين للقضاء عليها ومحو المقاومة نهائيا من غزة. ليس فقط هذه الجهات تتعرض للهجمات، وإنما تتعرض كل المؤسسات والتنظيمات والأحزاب والأشخاص الذين ما زالوا يمسكون على الجمر لمختلف أنواع القهر والقمع والتنكيل من ذات الجهات العربية والأجنبية المؤيدة لإسرائيل وللهيمنة الأمريكية على المنطقة.

حماس اليوم في دائرة الضوء وهناك تهديد لها يستند إلى حد كبير على ظنون أن الجيش المصري سيأخذ إذنا من إسرائيل للهجوم على غزة تحت ذريعة القضاء على الإرهاب. ومثلما استنجد فلسطينيون بإسرائيل عامي 2008 و 2012 للقضاء على حماس والجهاد ولجان المقاومة الشعبية، هناك من يستنجد الآن بالجيش المصري لكي يسوي الأمر مع حماس على اعتبار أنها مؤيدة لمرسي وداعمة لفئات مقاتلة في سيناء. أي أنهم يستنجدون بإسرائيل لأنه لا يمكن للجيش المصري أن يتحرك في سيناء إلا بتصريح إسرائيلي. هناك في الساحة الفلسطينية من يرى في إسرائيل حليفا استراتيجيا، ويعي تماما أن وجوده السياسي والشخصي مرتبط بإسرائيل، وأن هزيمة إسرائيل ستقوض دعائم وجوده.

حماس أخطأت وتسرعت في مواقفها تجاه ما يحصل في بلدان عربية، وكان من المفروض أن تلتزم الحياد، وألا تقف في مواجهة قوى لن تجد غيرها داعما وقت الأزمات. لقد فضلت حماس في بعض المواقف العصبية الحزبية على مبدأ وحدة المقاومة في مواجهة إسرائيل وأنظمة الخيانة العربية والهيمنة الأمريكية. لكن هذا لا يبرر أبدا ترك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المعركة لوحدها. حماس قوة فلسطينية كبيرة في مواجهة إسرائيل، ويجب الوقوف معها والدفاع عنها، وتقديم مختلف أنواع الدعم لها.

الاختلاف مع حماس في بعض المواقف لا يبرر التفريط بالمبدأ. ضعف حماس ضعف لتيار المقاومة، وقوتها قوة لتيار المقاومة مهما بلغت الشقة بين مختلف أطراف هذه المقاومة. مبدأ الوحدة مقدس، وكذلك مبدأ مواجهة العدو، ومبدأ التحرير، وكل النشاطات اليومية والاعتيادية يجب أن تنتهي إلى خدمة المبادئ والرؤى بعيدة المدى التي من شأنها تحقيق استقلال الأمة والسير بها نحو العطاء والتقدم.

المقاومة الفلسطينية الفاشلة

تشتعل البيانات والانتقادات ضد سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في كل مرة تقدم فيها تنازلا، أو تبدي مزيدا من التخاذل والخنوع والنذالة؛ وتدق جهات فلسطينية كثيرة على رأسها حركات المقاومة الفلسطينية طبول اللطم والبكاء على فلسطين ومصير الشعب الفلسطيني. تنتهي الأمور عند الردح انتظارا للردح القادم. سلطة الحكم الذاتي تسير من خزي إلى خزي، وفصائل الرفض تجري من لطم إلى لطم. والأدهى من ذلك أن بعض الرداحين واللطامين يذرفون الدموع نهارا، ويلوذون إلى أحضان السلطة ليلا.

المسألة في غاية البساطة، ونحن لسنا بحاجة إلى توظيف جهود مكررة لشجب أعمال السلطة ولعنها، فهذه سلطة وجدت لكي تكون وكيلا أمنيا وإداريا، وهي لا تملك من أمرها شيئا إلا في بعض القضايا الصغيرة والهامشية التي لا تعني الاحتلال. وهي سلطة لا تخرج عن كونها شللا يتآمر بعضها ضد بعض على حساب الشعب الفلسطيني، وهي لا يمكن أن ترتقي أبدا إلى مستوى الدفاع عن حقوق شعب فلسطين لأنها لو كان لها أن ترتقي لما سمح الاحتلال الصهيوني بقيامها. يتحدث أركان السلطة عن تمسكهم بالحقوق الوطنية بالثوابت الفلسطينية في وسائل الإعلام، لكنهم من الناحية العملية يهدمون كل ما هو فلسطيني وينفذون سياسات تمكن الصهاينة من رقابنا وأرضنا. وهم يتبعون سياسات تهدم الأخلاق وتمزق المجتمع، وترسخ التبعية، ويفتحون أبوابا للمسّ بأعراض الناس بخاصة في أماكن في رام الله.

إذن أين المشكلة؟ المشكلة في فصائل المقاومة الفلسطينية التي لا تصنع شيئا، ولا تحاول تسيير السياسة الفلسطينية. هذه فصائل تمتلك القدرة على رد فعل لا قيمة له يتمثل بالاستنكار والشجب، لكنها في النهاية تكرس قيادة سلطة رام الله للشعب الفلسطيني، وتكرس هيمنة إسرائيل والولايات المتحدة على القرار الفلسطيني. تسألهم فيقولون إنهم لا يملكون حرية العمل في الضفة الغربية. لقد فتشت في كتب التاريخ لأجد مقاومة احتاجت إلى إذن أو تصريح من أعدائها للقيام بواجبها فلم أجد.

حتى بعض وسائل إعلام المقاومة تعطي مساحات واسعة لرجالات السلطة لشرح وجهات نظرهم، بل وتنافق لهم في كثير من الأحيان.

يبدو أن فصائل المقاومة مرتاحة تماما لما تقوم به السلطة لأن ذلك يوفر عليها الكثير من الجهد والتعب. ما دام هناك من يستسلم ويلعنه جزء من الناس، فلماذا أكلف نفسي عناء المقاومة؟

هذا أمر واضح بالنسبة للاستيطان. نحن نلعن الاستيطان في وسائل الإعلام، لكننا ندعمه عمليا. نحن لا نقوم بأي شيء على الإطلاق لمواجهة الاستيطان، ونلاحق أي فلسطيني يقذف حجرا على مستوطن ونودعه السجن. أبناؤنا يبنون المستوطنات، وآلاف منهم يعملون في المنشآت الزراعية والصناعية الاستيطانية. هناك اوروبيون يقاطعون المستوطنات والمستوطنين، بينما يبيت بعضنا في أحضان المستوطنات. السلطة تدعم الاستيطان من الناحية العملية، وفصائل المقاومة والمعارضة لا تختلف في سلوكها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2181422

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2181422 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40