الخميس 12 أيلول (سبتمبر) 2013

أين يقف “الإخوان” من العدوان الأميركي المحتمَل ضد سورية؟

الخميس 12 أيلول (سبتمبر) 2013 par حسين العطوي

فشل الجماعات المسلحة في تحقيق هدفها في إسقاط النظام في سورية، وظهور مؤشرات قوية على اقتراب الجيش العربي السوري من تحقيق النصر، خصوصاً مع بدء هجومه الواسع في ريف دمشق، دفع واشنطن إلى التحرك لشن العدوان ضد سورية لمنع نظام الرئيس الأسد من تحقيق النصر، لأنه يشكل انتصاراً لحلف المقاومة، وهزيمة استراتيحية لـ“إسرائيل” والمشروع الأميركي في المنطقة.

على أن التهديد الأميركي بالعدوان على سورية طرح الأسئلة بشأن موقف “الإخوان المسلمين”، وأين هم من هذا العدوان؟

يبدو واضحاً أن الموقف المعبر عن جوهر الإسلام لا يكون فقط في رفض العدوان الأميركي على سورية، بل في إعلان الوقوف إلى جانبها في مجابهة العدوان، وهذا الموقف لا يحتمل التردد والتأويل، أو المواقف الرمادية، وهو يستدعي من كل جهة حريصة على مصالح الأمة، وتدرك الخطر الآتي من المشروع الأميركي الصهيوني، أن تبادر سريعاً إلى وضع الصراعات العربية الداخلية جانباً، وتعلن أن الأولوية التي لا تتقدمها أي أولوية، تقتضي الاستنفار وحشد طاقات الأمة لدعم سورية والتصدي للعدوان الأميركي عليها، ومجابهة الأنظمة والجماعات التي تنخرط في العدوان وتؤيده وتدعمه، لكن ما هو الموقف الذي اتخذته جماعات “الإخوان المسلمين”؟

من خلال مراقبة ما صدر حتى الآن، علناً أو عبر مصادر، تبيّن:

أولاً: موقف “رمادي” عبّر عنه حزب “جبهة العمل الإسلامي” في الأردن، الذي أعلن “أن التحالف العسكري الذي يعد لتوجيه ضربات عسكرية ضد سورية، لن يكون تدخله لمصلحة الشعب السوري، إنما يستهدف بالدرجة الأولى تحقيق المصالح الصهيونية والأميركية، وذلك بإضعاف هذا البلد وتمزيقه”، غير أنه في الوقت نفسه عمد إلى إدانة ما زعمه إقدام النظام السوري على ارتكاب “الجرائم” بحق المدنين، بما فيها جريمة استخدام الكيماوي..

ثانياً: موقف حركة “حماس” أُعلن عبر مصدر في الحركة لـ“سلاب نيوز”، وتمثل في القول: “إن الحركة لم تتخلَّ عن محور المقاومة، رغم رفضها المطلق لعمليات القتل التي تجري في سورية، إلا أنها لن تقف صامتة أمام أي عدوان خارجي على سورية تخوضه أميركا وإسرائيل، وقد يدفع الحركة نحو الرد كونها تمثل إحدى دول محور المقاومة، والذي ما زالت تعتبر نفسها ضمنه”.

ثالثاً: موقف الصمت المطبق من قبل جماعة “الإخوان” في بقية الدول العربية، لا سيما تونس، ومصر.

هذه المواقف تؤكد ما يلي:

1ـ أن موقف “الإخوان” في الأردن لم يرقَ إلى مستوى إعلان الوقوف إلى جانب سورية في التصدي لأي عدوان أميركي، بل انضم إلى تحالف قوى العدوان باتهام النظام في سورية باستخدام السلاح الكيماوي.

ما يعني أن موقفه لم يتبدل إنما جاء “رمادياً” نتيجة الوضع الحرج الذي وجد نفسه فيه، والنابع من المعارضة الشعبية القوية للعدوان.

2ـ موقف باهت وخجول من قبَل “حماس”، التي لم تجرؤ على إعلان موقف علني بالاستعداد للرد على العدوان على سورية، وبالتالي مراجعة موقفها من النظام المقاوم الذي وقف إلى جانبها في أشد المراحل التي كانت فيه قياداتها عرضة للملاحقة دولياً عربياً.

3ـ إن صمت جماعات “الإخوان” الأخرى يعكس تأييدها للعدوان، لتمكين “الإخوان” في سورية، وحلفائهم من تعديل موازين القوى لمصلحتهم، غير أن جماعات “الإخوان” المذكورة لا تريد إعلان موقفها هذا بهدف تجنب نقمة الرأي العام العربي المعارض للحرب والمعادي بشدة لأميركا.

وهكذا يمكن القول إن التهديد الأميركي بشن العدوان على سورية لم يدفع “الإخوان” إلى مراجعة موقفهم مما يجري في سورية، في وقت لا يقبل أنصاف المواقف والمساومة على المبادئ، أو الصمت واتخاذ موقف الحياد عندما يتعلق الأمر بالجهاد الحقيقي ضد أعداء الأمة والدائرين في فلكهم من حكام وقوى.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2165379

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165379 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010