الأربعاء 25 أيلول (سبتمبر) 2013

الإرهاب جزء من الشبكة الدولية للجريمة المنظمة

الأربعاء 25 أيلول (سبتمبر) 2013 par عاطف الغمري

هل ما تشهده بلادنا من أعمال عنف دموي، وممارسات إرهابية، تستثيرها شهوة الدمار وسفك الدماء، هي حالة قائمة بذاتها في منطقتنا، أم أنها جزء من ظاهرة موجودة في دول أخرى عديدة، سواء ارتبطت ببعضها بصورة مباشرة، أم بصورة غير مباشرة؟

كثير من الخبراء المتخصصين، تعرضوا لهذا الموضوع بالدراسة والتحليل، وأحد الذين يعتبرون على المستوى الدولي مرجعاً في رصد هذه الظاهرة، هو البروفيسور ماكس ج . مانورا رينغ، أستاذ العلوم السياسية وأستاذ الاستراتيجية العسكرية بكلية الحرب، التابعة للجيش الأمريكي، والذي شغل مناصب متعددة، في الجيش، ووكالة المخابرات العسكرية .

وقد تطرق أخيراً لموضوع زعزعة الاستقرار في دول أخرى، بصور متنوعة، يتولى تنفيذها مواطنون من هذه الدول فيما يعرف بالحرب بالوكالة warly proxy أو عن طريق وكلاء محليين .

ومن المعروف أن النظام السياسي في الولايات المتحدة، يعتمد بدرجة كبيرة على رؤية وأفكار خبراء ومفكرين، يسمح لهم النظام السياسي بهذا الدور الذي يختص به قطاع من النخبة المتميزة، التي تمثل العقل السياسي للدولة، بطريقة تعوض نقص وعي وعلم المواطن الأمريكي العادي، بالسياسة الخارجية، وهو ما يجعل هذا القطاع من النخبة شريكاً في صناعة قرار السياسة الخارجية .

. . يقول البروفيسور مانوا رينغ: هناك الآن نوع جديد من الحرب، تشتعل في أرجاء مختلفة من العالم: في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، وآسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط . ينشط فيها جيل جديد من الإرهابيين، وعصابات الشوارع، والجريمة المنظمة، ومهربي المخدرات، وتجار السلاح .

وبالطبع قد تختلف الشعارات التي ترفعها كل من هذه المنظمات على عملياتها، حسب الظروف المحلية التي تتواجد فيها . وهي تختار الشعار الذي تكون له جاذبية تغري الذين تستهدف هذه المنظمات انضمامهم إليها، سواء كان الإغراء مادياً، أو رغبة في المغامرة، أو انجذاباً لشعار ديني يؤثر في البسطاء .

ويقول مانوا رينغ: يتركز اهتمام هذه المنظمات على الكسب المادي، وعلى السيطرة على قطعة من أرض الدولة، تسمح لها بمدى أوسع من حرية العمل، وتوسيع نشاطها في تهريب السلاح، والأفراد، والمخدرات، والسيارات، وإحاطة عملياتها بالترويع، والقتل، والاختطاف، والسرقة، وغسيل الأموال .

]لاحظ تطابق ما رصده من نشاط لهذه المنظمات مع ما يجري الآن في سيناء[ .

ويرى أن ما يجعل كل هذا نوعاً جديداً من الحرب، هو أنها تستهدف الأمن القومي، وسيادة الدولة، وأن هذه المنظمات تقحم أجندة سياسية، على عملياتها الإرهابية، والمعادية للقانون .

وحسب تشخيصه فإن هذه الحروب غير النظامية، تمثل نمطاً محتملاً للنزاعات في النظام الدولي الجديد، وأن الولايات المتحدة سوف تكون آجلاً وعاجلاً، متورطة في الكثير منها، سواء مباشرة أو بشكل غير مباشرة .

كان لافتاً للنظر ما تحدث به مانوا رينغ عن زعزعة الاستقرار، بصور ينفذها مواطنون من الدولة المستهدفة .

وهو ما يظهر بشكل صريح في ممارسات جماعات الإرهاب في سيناء، فهناك دول خارجية لها استراتيجيات، تملك خططاً وآليات للتنفيذ . وهي تستغل هؤلاء المواطنين، إما لكون بعضهم قد أصبحوا عملاء ينفذون مخططاً أجنبياً، وإما عن طريق اختراق المخابرات الأجنبية لهذه الجماعات . وهو أمر معروف، وكتب عنه ضباط سابقون في المخابرات الأمريكية . ولهذا نلاحظ أن هذه الجماعات، تتمثل كعدو لها، جيش الدولة، الذي يعد خط الدفاع الأول عن الدولة وأمان وسلامة شعبها، من أي أطماع خارجية . . أي أنها تحولت بصورة أو أخرى، إلى أداة في خدمة أعداء الوطن، سواء عن وعي، أو عن جهالة .

ثم إن ما تفعله هذه الجماعات الإرهابية في سيناء، يخدم بشكل أساس استراتيجية تفتيت مصر إلى دويلات، وفصل جزء منها، وهو ما رفعت رايته جماعات الإرهاب في سيناء، التي تتمسح بالدين، والذي يحرم كل هذا .

إن العالم قبل نهاية النظام الدولي القديم، بانهيار الأنظمة الشمولية عام ،1989 كان محكوماً بقواعد الصراع بين القوتين العظميين (الولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي)، ومنذ نهاية هذا الصراع، وطيّ صفحة الحرب الباردة، فقد شهدت المناطق الإقليمية في العالم، ظهور ما أصبح يعرف باللاعب غير الدولة the man state actors والذي يضم جماعات الجريمة المنظمة، والإرهاب، ومهربي السلاح، وغيرها، والتي تحركها دوافع غير وطنية . ولذلك فإن القوى الخارجية الطامعة في السيطرة على مناطق ودول معينة، ضماناً لمصالحها الاستراتيجية، وجدت في نوعيات من هؤلاء اللاعبين ضالتها، بحيث إنهم يؤدون دور زعزعة استقرار هذه الدول، وأن يثيروا فيها الفوضى بما يحول دون استقرارها وتقدمها، وبحيث تبقى دولاً ضعيفة، أو مستأنسة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2177317

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

3 من الزوار الآن

2177317 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40