الأربعاء 30 حزيران (يونيو) 2010

عالجوا منذر ارشيد

بقلم / ابو فاطمة الزهراء
الأربعاء 30 حزيران (يونيو) 2010

مشكلة حركة «فتح» قبل أن تكون بقيادة الصف الأول هي في الحقيقية في المسرح الذي وقف عليه هذا الصف، بالأقرب لهذا المسرح فالأقرب، وخاصة مجموعة من العسكريين الفاشلين قبل السياسيين الفاشلين، لأن السياسيين الفاشلين على الأقل وضعوا خطط وشكلوا هجمات معينة في اوقات متفرقة نجحوا بعدد منها، فهم لم يكونوا فاشلين على الآخر وحتى النهاية، لكن نظراؤهم العسكريين الفاشلين هم المصيبة الكبرى في «فتح»، فمعظمهم وخاصة الذين هربوا من كل المعارك المصيرية تقلّدوا الرتب وأصبحوا مثل مونتجمري ورومل في النياشيين.

من الصعب الكتابة عن أشخاص بعينهم فهي مسألة محرجة، ولكن هذه المرة يستحق الأمر الكتابة عن شخص لأنه يحتاج من يفوقه من تخبطه، واحد من هؤلاء الاشخاص الجنرالات بالاسم هو منذر ارشيد وهو مثال على مثل هذه النماذج من أسباب الفشل في «فتح»، والذي صّدع رأس الناس قبل المؤتمر السادس الذي عقده دايتون لهم بالمعارضة وطرد أكثر من مرة من مواقع الفتحاويين ومنع من الكتابة فيها ومنها موقع «الملتقى الفتحاوي»، على أساس أنه كان أيامها ابو المبادىء والثورية والوطنية، وعندما قام بترتيب أوضاعه مع دحلان ونال الرتبة التي كان يلهث خلفها، انتهى عنده موسم الحمص واشاع انه منع من دخول بيت لحم التي كان رئيس بلديتها يوماً، ونام في قبورها ستة أشهر عندما كان يسوق الغضب على الشهيد ياسر عرفات، وبقي في عمّان ينعم بالتفاهم مع جماعة مؤتمر بيت لحم بمزايا وفوائد واضافات الرتبة الجديدة، وفي مقابلها لا يدق أسبوع إلا وهو كاتب مجموعة اسطر منثورة هنا وهناك في التهجم على أبو اللطف تحديداً كدفعة على فواتير تسوية أوضاعه ونيل رتبته وفوائدها.

مشاكل ارشيد لا تقف عند هذه التسوية لأن مثله وأمثاله كثيرون قاموا بنفس ما قام به بالضبط، وصحيح انه أكثرهم في التردد على باب ابو اللطف سابقاً قبل حفلة المؤتمر وحفلة تسوية وضعه ورتبته، لكن مثله كثر في هذه الموضوعة، وهو يختلف عنهم في أن الجنرال المذكور يعاني من مجموعة معقدة من الأعراض المرضية لم تنفع أموال «فتح» التي صرفها عليه الشهيد أبو عمار في علاجه منها، والشيزوفرانيا التي يعاني منها هذا الشخص تهون عند مصيبة اعتقاده أنه كاتب ألمعي مرة وشاعر مرة، ومرة درويش صوفي مبشّر سوبر دولكس، ومرة محلل استراتيجي من طراز دوبلكس، أوصلته بعد عدة مشاجرات في اكثر من موقع وصحيفة لأن يفتتح موقعاً على الانترنت التي تحوي ما تحوي كما هو معروف وينصّب نفسه فيها رئيس تحرير، دون الحاجة طبعاً لمراجعة قواعد الاملاء ولا النحو ولا الصرف ناهيك عن أمية الأفكار وتفككها وعدم ترابطها وأحياناً تفككها بشكل لافت، والمشكلة الكبيرة قصة روايات أحياناً كثيرة تكون متضاربة وبها نسبة كذب لا بأس بها من التجني على العباد والبلاد.

ارشيد يبدو أنه تعلم مثلاً عربياً قديماً وجاهلياً يردده في أكثر من خربوشة من خرابيشه الدائمة، ألا وهو «أشبعتهم شتماً وفازوا بالإبل» وهو بذلك يعني يحاول أن يكون متذاكياً في وصفه لمواقف الوطنيين الذين أعلنوا رفضهم للعهر الذي جرى في «فتح»، وهو تعلّم المثل من المواقع التي كانت دوماً تطرده منها عندما كان عامل من نفسه مقاوماً ومعارضاً مثل «ملتقى دحلان» قبل ان يتصافيا ويرتبا مسألة رتبة ارشيد، مع انه لو فكّر ثانية في معنى هذا الذي يقوله ويردده لما استخدمه بتاتاً إذا كان صادقاً فيما يقول عن نفسه بأنه لا زال شريفاً ومتديناً، فأي إبل التي فازوا بها يا ارشيد؟ إبل السرقة وإبل العهر؟ مبروك على فائزي إبل العهر والسرقة فهذه قصة المثل الذي يضرب في نفس المواقف المماثلة، وإذا كنت صانع لنفسك صورة الدين والمتدين فمن الضروري أن لا تحض على السرقة بضرب هذا المثل الذي هو أنت معجب به، ولا تقبل أصلاً مبدأ السرقة ولا تشبع السارقين شتماً فقط بل تشبعهم رفساً إن استطعت، إلا إن كان رفسك لنفسك فهذا شيء آخر، أو كنت من المعجبين في السرقات وإبلها وعندها فإن تدينك هذا مجرّد غطاء مثل غطاء المقاومة التي قبضت على أساسها اثنين مليون دولار من حرس الثورة الايراني على اساس انها لكتائب الأقصى ولهفها مع اللهيفة وأنكرت بعدها الحكاية قبل أن تعود وتدعي أن أحد أقربائك قد قبضها باسمك!

لو تم فرز كل خربشات منذر ارشيد لما وجدت هذا التجرأ على أحد مثلما يتجرأ ارشيد على أبو اللطف، حتى لو كان في جزء مما يقوله ارشيد صحيح فإن هذه الطريقة هي منتهى النذالة وقلة الأدب وسوء الطوية وسواد النفس في التبختر على رجل محاصر ولا يمتلك لا أموال ولا أجهزة كما هو بالقطع يأتي في بال هذا القزم المريض، وانظر كيف ينهي دوماً كل حفلة ردح يخربشها بحلفانه الايمان المغلظة انه يحب الرجل وانه يريد له كل خير، هل بعد ذلك كله من عهر وفجور؟!

آخر ماركات ارشيد الذي يبدو مفتوناً بدبلجة عناوين لما يخربشه تخلط بين ما لا يجتمع إلا عنده، وضع خربشة بعنوان فاجر جديد هذه المرة ضد أحد الاصوات الشريفة الباقية في التصدي لحالة العهر (وسرقة الابل المغرم بها المنذر واحدة من تجلياتها الكثيرة)، لأن من أعطوه رتبة الجنرالية ليصرف فوائدها في شوارع عمّان يبدو باوت متضررين ومتأذين من وجود مثل هذه الاصوات والمنابر الواضحة، والعجيب أن واحدة أخرى من هذه المنابر التي طالما اشتبك صاحبها سميح خلف مع المنذر نفسه وتشاجرا يقوم بنشر نفس خربشة المنذر في موقعه مما يصيب المتابع بالحيرة الشديدة فعلاً، فإذا كانت هذه النماذج المريضة تدعي الشرفية والوطنية في مجالسها وأمام زبائنها فكيف تقوم هي نفسها بنصب عدة مدافعها التي لا تجيد غير خرابيطها على عناوين وطنية واضحة في خطابها وفي هذه الأوقات تحديداً ولصالح من ولأي غرض؟ عجبنا يا مثبت العقل والدين من فعل المجانين اللهم إلا أن يكون كل من يريد أن يفتل عضلاته على أبو اللطف يستسهل قذف هذه العناوين على اعتبار أنها الوحيدة التي لا زالت لم تعجب بإبل السرقة وغير مستعدة للمساومات على رتب جنرالات ولا رتب تقاعد مما يبدو أنها أهم أسباب الوطنيات المؤقتة عند كثير من العسكر الفاشلين بوجود هذه الأدلة الفاقعة.

من المؤكد ان رجلاً بمقام وتاريخ ابو اللطف صاحب قلب كبير وصاحب عقل وازن وانه يشفق على حالة كثيرين منهم واحد اسمه منذر ارشيد، وطبعاً هو يتبع حديث الرسول في عدم مؤاخذة المجنون حتى يفيق، وليته يكمل معروفه بالناس فيساهم في إكمال علاج هذا المريض حتى يشفيه الله من أمراضه المتراكمة، وندعوا أصحاب الأيدي البيضاء لمعالجة هذا المريض ففيه الثواب من الله تعالى ولا أراكم الله مكروهاً بعزيز.

ابو فاطمة الزهراء



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 79 / 2178587

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178587 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40