الجمعة 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

نتنياهو: جبهة عربية -« إسرائيلية» ضد إيران

الجمعة 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 par صالح عوض

وصلت البجاحة بقادة الكيان الصهيوني أن يسخروا من عقول العرب ومن مشاعرهم ومن مقومات شخصيتهم إلى درجة أنهم يفرضون عليهم بند الصداقة فيما هم يقتلون أولادهم وينهبون أرضهم ويدنسون مقدساتهم ويفعلون فيهم الأفاعيل.. والغريب حقا أن معظم الإعلاميين العرب والمثقفين العرب والمناضلين العرب الذين نراهم ينهمكون في المعارك الداخلية يصمون آذانهم عن مثل هذا السخف والاحتقار الذي يوجه إلى العرب ودولهم..

نتنياهو يطرح على الدول العربية مشروع التحالف في جبهة واحدة ضد إيران.. إن ذلك يعني بوضوح أن نتنياهو يفترض أو يريد أن يجعلنا نفترض أن الخصومة بين الدول العربية وإيران أكبر من تلك التي بين إسرائيل والدول العربية.. ولعل نتنياهو سمع مثل هذا الكلام من هذا الحاكم أو ذاك، الأمر الذي يعني بلا شك ضياع البوصلة وفقدان المنهج والسير في التيه.. وكأن إيران هي التي تحتل فلسطين وتقتل أهلها وتضرب سوريا.. وقتلت مئات الآلاف من المصريين..

صباح أمس نقلت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو قال في مقابلة مع الصحافي الأمريكي تشارلي روز: “إن هناك اليوم فرصة ذهبية أمام الدول العربية للتحالف مع إسرائيل لصد الخطر الإيراني”

وعبر نتنياهو عن غيظه من مفعول دبلوماسية “الابتسامات الإيرانية” حسب وصفه، وقال إنه يفضل ألا يحظى بمقالات المديح في الصحف وأن يصر على قول ما يؤمن به، في إشارة واضحة للتغطية الإعلامية الأمريكية الواسعة والمرحبة للرئيس الإيراني، حسن روحاني، على إثر تصريحاته الأخيرة.

ولكن لا بد من الانتباه أن الكيان الصهيوني لا ينتظر الدول العربية لفتح النار على إيران في أكثر من موقع. فالحرب دائرة من زمن طويل، فلقد أكدت صحيفة التليجراف البريطانية اغتيال قائد برنامج الحرب الإلكترونية في إيران “مجتبى أحمدي”، حيث عثرت السلطات الإيرانية على جثته في منطقة نائية بمدينة كراج شمال غرب العاصمة طهران.. وتم العثور على جثته مقتولا بشكل احترافي حيث تلقى رصاصتين في القلب مباشرة، ووقعت الجريمة من مسافة قريبة للغاية، مما يعني أن المهاجمين سيطروا عليه وأطلقوا النار عليه من مسدس واحد.

ويعد أحمدي أرفع مسؤول أمني إيراني يتم اغتياله مؤخرا، عقب سلسلة اغتيالات بدأت منذ عام 2007 واستهدفت خمسة علماء نوويين بالإضافة إلى اغتيال قائد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني... واتهمت إيران المخابرات الإسرائيلية “الموساد” بالوقوف خلف الجريمة واغتيال قائد برنامج الحرب الإلكترونية بإطلاق الرصاص عليه..

بعد هذا البيان الواضح لم يبق شيء مخفي من المقاصد الصهيونية. فهل يجوز التردد في السعي الحقيقي بين الدول العربية وإيران لعقد تحالفات حقيقية تنقذ الدول العربية من سطوة إسرائيل وتحميها من التفرد الذي يسرع في تفجيرها من داخلها.. العقل والمنطق والمصلحة تدعو الدول العربية وإيران إلى إيجاد صيغ التحالف والتعايش وعدم ترك فرصة للأجانب لاختراق هذه العلاقة فالعرب والإيرانيون إخوة في حضارة واحدة وتاريخ واحد ومستقبل واحد تجمعهم ثقافة واحدة وعدو واحد.. للأسف لم نسمع بعد من أية دولة عربية موقفا يرفض دعوة نتنياهو للتحالف.. فهل سنسمع؟؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2178938

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2178938 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40