الأربعاء 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

الجيوش

الأربعاء 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 par زهير ماجد

يقال إن الجيوش ليس لها حنين سوى إلى سلاحها، وجميع من تدربوا على السلاح لقنهم مدربهم جملة أثيرية متكررة “اياك أن تسلم سلاحك إلى أي احد”. هذه القوة النابعة من البندقية أو من شتى أنواع السلاح، مصدر القوة، لكنها تظل أمام الشعب لحظة تعبير، وأحيانا مترددة.
لكن، هنالك محاولات دؤوبة لجعل الجيوش العربية عدوة للشعب، لشعبها تحديدا. الفكرة ليست جديدة، ولن تصير قديمة لأنها متجددة دائما. فالعالم العربي له جيوشه التي لها عقيدتها، كانت في السابق عقيدة موحدة لا أدري اليوم بعد التطورات المتعاقبة ما الذي حصل لها. ومع ذلك، هنالك ما يشبه المعلومة التي تؤكد انهم يريدون من جيش مصر شعبا، ضد شعب آخر هم المصريون غير الجيش. ويريدون من جيش سوريا ان يظل يقاتل جزءا من شعبه إلى ان يصير هذا الجزء كلاً. ويريدون من لا جيش ليبي ان يقاتل جيشه كما هو الحال في آخر صدام حين أسقط مسلحون عددا من الجيش النظامي الليبي في معركة عجائبية. وينطبق ذلك على الجيش اللبناني الذي يفلح بين الفينة والأخرى من دحر جزء من شعبه يسعى لتخريب الحالة اللبنانية، لكنهم يريدون منه ان ينقسم إلى مذاهب وطوائف كي يلتحق بقسمة الشعب اللبناني فيصير جيوشا تتقاتل فيما بينها. وكذلك هو الحال مع بقية الجيوش.
تولد الجيوش من الضرورات وليس فقط من الحاجة إليها .. كل فرد في الجيش مكلف للغاية كي يصبح محترفا ما فيه الكفاية. هنالك دول رئيسية بعدد الاصابع من تنتج سلاحا، والباقي يشتري ليملأ خزائنه احيانا بما لا يستعمله كي يصدأ في النهاية كما وجدوا دبابات للقذافي لم تتحرك من مكانها منذ ان تم شراؤها، من يبيع السلاح يفرض شروطه السياسية في نهاية الأمر. هذه الفكرة لا تحتاج للكثير من التأمل، لعلها بانت قبلا في مواقف حاسمة. لكن ايضا ثمة من يشتري السلاح من اجل المزيد من السمسرة، عرفنا في العالم عدة اسماء كانوا من اثريائه، فإذا بهم تجار سلاح من الطراز الرفيع.
فكرة ان السلاح زينة الرجال ليست موجودة الا عندنا نحن العرب.. قال لي أحدهم ذات مرة وانا أحمل كتابا، “ليتك تبدله ببارودة” .. كانت كلمة قاسية علي اكتشفت بعدها صحة اقواله حين تخربت المجتمعات العربية وصار لزاما على كل بيت ان يقتني انواعا من السلاح وليس نوعا واحدا فقط.
نعود إلى قصة الجيوش، هي موهوبة بتنفيذ الأوامر، لا تتراجع عندما يأتيها الأمر بالتنفيذ .. دورها في الداخل ضروري، لكنه مشكلة لاحقة .. اما من كان وضعه كالوضع السوري فله كل الحق استعمال جيشه والاستعانة بجيوش أخرى ان تتطلب الأمر . في سوريا لا يقاتل الجيش العربي السوري جزءا من شعبه ومن شعوب مختلفة بل عدو بكل معنى الكلمة.
ومع ذلك نحن مع الجيوش سواء قاتلة أو مقتولة، هي الأمل الذي لا أمل بعده ولا قبله .. هي الحي الذي يسمح لنا بالحياة لأنه لا يموت بل يتوالد بالضرورة، وهو المتراس الذي يحمي الشعب عندما تتحسس المؤامرات رأسه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 98 / 2177928

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177928 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40