أطلقت البحرية الليبية نيرانها تجاه قارب ضم عددا من الفلسطينيين والسورين الفارين من جحيم الحرب المفروضة على سوريا فأصاب محركاتها بالعطب مما أدى إلى غرق القارب بمن فيه وبلغ عدد الضحايا حتى ساعة إعداد الخبر مائتي لاجئ فلسطيني وسوري بينهم الأطفال والنساء والشيوخ، وقد تكرّرت مآسي الهاربين الفلسطينيين والسوري البحرية جرآء تعرّضهم للاستهداف من قبل الدول التي لجأوا إليها ممرا للجوء إلى أوروبا عبر البحر وكان آخرها حادث الغرق الذي تسبت به قبل ذلك مكاردات البحرية المصرية قبالة شواطئ الأسكندرية، وقد أعلنت مقاطعة رام الله وتلفزيونها عن حداد عام فيما تركت اللاجئ الفلسطيني لمصيره خلال هذه الحرب الضروس ولم تقدّم سوى المداخلات الشكلية على المستوى السياسي مع الدولة السورية، في حين تعرّضت مخيمات اللجوء في سوريا إلى انتهاكات وحصار واقتحامات العصابات التكفيرية غير مرة بتسهيل من مسلحين ينتمون لبعض الفصائل الفلسطينية ودعم ميداني منها.
وفي الوطن المحتل ،أصيب العشرات من المواطنين بحالة اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز خلال مواجهات في بلدة جبع جنوبي مدينة جنين، فيما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الخليل، واتهمت شابين من بلدة دير سامت التابعة لمدينة دورا بعلاقتهما بقتل ضابط “إسرائيلي” في الأغوار، وقامت بتشريد 7 عائلات فلسطينية في الأغوار الشمالية بحجة القيام بمناورات عسكرية .
وقال شهود عيان ومصادر محلية إن 7 آليات عسكرية للاحتلال اقتحمت البلدة ظهر أمس وجابت شوارع البلدة بطريقة استفزت الشبان الذين صدوهم بالحجارة والزجاجات الفارغه في منطقة عين الشرقية وأطلق الجنود وابلاً من القنابل الغازية والصوتية على الشبان ومنازل المواطنين، ما أدى إلى وقوع إصابات في حالة اختناق . وتمركزت قوات الاحتلال في المنطقة لمدة ساعة ومن ثم تمركزت على المدخل الرئيسي لبلدة جبع دون أي مداهمات لمنازل المواطنين او اعتقالات .
وذكر نادي الأسير في محافظة الخليل أن قوات الاحتلال شنت فجر أمس حملة اعتقالات واسعة النطاق في عدة مناطق في محافظة الخليل طالت عدداً من المواطنين عرف منهم الطفل سيف الدين حسين الخضور البالغ من العمر 14 عاماً من بلدة بني نعيم . وقال والد الأسير إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال ترافقهم الكلاب البوليسية اقتحمت البيت في ساعة متأخرة من الليل وعاثوا خراباً في البيت قبل اعتقال نجلهم . كما قامت قوات الاحتلال في جبل جوهر جنوب شرقي الخليل باقتحام منزل المواطن محمد رسمي الحداد وبتحطيم الباب الرئيسي وحجز كل أفراد العائلة في غرفة واحدة وتحطيم أثاث البيت، وقاموا بعد ذلك باعتقال ابنه ثائر البالغ من العمر 20 عاماً واعتدت عليه بالضرب علماً أن قوات الاحتلال كانت قد اعتقلت شقيقه فيصل قبل أسبوعين حيث لا يزال رهن التحقيق في سجن عسقلان المركزي . وفي وسط الخليل وتحديداً في منطقة وادي ابو كتيلة اقتحم عشرات الجنود منزل المواطن عادل موسى أبو عياش وقامت بتحطيم البيت الرئيسي وتفتيش البيت واعتقال ابنه .
وأخطرت قوات الاحتلال صباح أمس شفهياً سبع عائلات من منطقة بزيق في المضارب البدوية في الأغوار الشمالية بإخلاء المنطقة لمدة يومين بحجة إجراء مناورات عسكرية .
في غضون ذلك، سمحت الرقابة العسكرية “الإسرائيلية” بنشر نبأ اعتقال ثلاثة شبان من بلدة دير سامت في دورا الخليل بتهمة قتل العقيد “الإسرائيلي” في الأغوار قبل أيام . وقال النبأ إن الشاب فريد طالب حروب وعمره (18 سنة) والشاب بشير أحمد عودة حروب وعمره (21 سنة) متهمان بتنفيذ العملية، واعترفا بأنهما قد وصلا إلى منزل القتيل في ساعة متأخرة من الليل قبل أسبوعين، وهذا ما يتطابق مع ما قالته زوجة القتيل مونيكا إنها شاهدت شابين فلسطينيين في محيط المنزل وأنها اشتبهت بمأربهما حينها، وقام جهاز “الشاباك الإسرائيلي” باعتقالهما على الفور بناء على معلومة الزوجة ومن هنا بدأ التحقيق
هذا فيما قررت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” أمس، وقف توريد مواد البناء إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، إثر مزاعم اكتشاف نفق حفرته المقاومة الفلسطينية من القطاع باتجاه فلسطين المحتلة عام ،48 فيما تحدث رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، بنيامين نتنياهو، لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي متباهياً بإنجازات جيش الاحتلال ومتهما الفلسطينيين بالتصعيد .
وأمر ما يسمى “منسق شؤون أعمال الحكومة الإسرائيلية” في الأراضي الفلسطينية المحتلة الميجر جنرال ايتان دانغوت بوقف نقل مواد البناء إلى القطاع حتى إشعار آخر عقب اكتشاف النفق . وقالت الإذاعة “الإسرائيلية” إن هذا القرار يأتي رداً على محاولات فصائل فلسطينية تنفيذ عمليات كبرى ضد “إسرائيل” وعقاباً لها سيتم وقف نقل البناء حتى إشعار آخر . وأكد رئيس لجنة إدخال البضائع إلى قطاع غزة المهندس رائد فتوح، إن الجانب “الإسرائيلي” أبلغ السلطة الفلسطينية ليل السبت/الأحد بوقف إدخال مواد البناء من دون أن يذكر أسباب المنع .
وكانت سلطات الاحتلال زعمت اكتشاف “نفق مفخخ” حفرته المقاومة الفلسطينية في جنوب القطاع قرب مستوطنة “عين هشلوشا” لغرض القيام بعملية فدائية .
وقالت مصادر عسكرية إن قوات من الجيش “الإسرائيلي” اكتشفت فتحات للنفق داخل الأراضي المحتلة عام 1948 والمحاذية للقطاع، مشيرة إلى أنها عملت أيامًا عدة لإبطال مفعول المتفجرات داخله . وأشارت المصادر إلى أنه تم حفر النفق بعمق خمسة عشر متراً وطوله كيلومترين ونصف الكيلومتر، وأنه كان عريضاً بشكل ملحوظ، دون أن تستبعد إمكانية أنه أُعد لاستخدامه في أسر جندي “إسرائيلي” أو خلال عملية عسكرية مستقبلية مع الجيش “الإسرائيلي” .
ولاحقاً، قال قائد الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال اللواء سامي ترجمان، إن النفق الذي أعلن عن اكتشافه، يصل طوله إلى 8 .1 كيلومتر، واستخدم في بنائه نحو 25 ألف لوح من الإسمنت بزنة 800 طن . ويمتد النفق من منطقة قريبة من بلدة خان يونس في القطاع، ويمتد على طول 5 .1 كيلومتر داخل الأراضي الفلسطينية، وحُدّدت بدايته تحت بيت من بيوت المنطقة، بينما يمتد مسافة 300 متر في الأراضي المحتلة عام 48 . وتم حفر النفق في القطاع على عمق 22 متراً، وداخل فلسطين المحتلة على عمق 18 متراً، وشمل خطوط كهرباء وخط هاتف وفتحتين في مقطعه الموجود في فلسطين المحتلة .
ومن جهته، قال نتنياهو “أريد أن أمتدح الجيش الإسرائيلي على كشف نفق الإرهاب في غزة، وهذا جزء من سياستنا، وهي سياسة حازمة ضد الإرهاب من خلال إحباطه والنشاط الاستخباراتي والعمليات التي تتم المبادرة إليها وردود الفعل” . وأضاف أن “الدمج بين العمليات الهجومية والمعلوماتية وسياستنا أدى إلى أن تكون هذه السنة الأكثر هدوءا منذ أكثر من عقد، ورغم ذلك فإننا نشهد تصاعداً في الأنشطة الإرهابية خلال الأسابيع الأخيرة” .
لكن الناطق باسم حركة “حماس” سامي أبو زهري، اعتبر إعلان الاحتلال عن كشف النفق انه جاء لتبرير الحصار والعدوان . وقال: “إعلان الاحتلال اكتشاف نفق على حدود غزة هو محاولة لتضخيم الأمور وتبرير استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي” .
RLS
