تتغير الأمور في المنطقة، لكن البعض يرفض التعاطي مع التغير والتغيير .. ليست الاشارات الصادرة تشير إلى الصورة التي تتكون وإلى المشهد الخلفي الذي يتم اخراجه، بل هي المعلومات ايضا، ومع ذلك ثمة دول لا تريد ان تصدق، كأنما باتت السياسة علاقات شخصية يمكن تطويعها بناء على قبلة فوق الخد او ربت على الكتف او طلب عبر الهاتف ..
التغيير الواضح ليس من لايراه، الجميع امام تفاصيله التي تتخذ قواعد لها في منطقة كان لايمكن قبل مدة قصيرة ان نصدق انه يحصل .. ولكي نصدق نحن من يكتب ويقرأ ويتابع، علينا ان نراجع الملفات، وان نشهد على الهواتف التي تحركت بين منطقتين كانتا مسدودتين وفيهما استحالة الاتصال، اضافة الى ان بعض العرب أنفسهم شاءوا التغيير فغيروا وقرأوا عن بعد ان الدنيا لن تعود بعد فترة كما هي عليه وان الامر مرهون باتخاذ المواقف التي قد تجعل مثلا من الرئيس الاميركي أوباما سيد القرن لاتخاذه قرارا متقدما جدا تجاه ايران بالذات .
الجزء المهم من التغيير ما يحصل في الملف النووي الايراني، وقبلها ما حصل اثناء انعقاد الأمم المتحدة من اتصال بين الرئيسين الايراني والاميركي، وما احدث من رجة وضجة، بل ما أدى الى تفاقم الاضطراب عند البعض الذي يرفض حتى الآن ان تتقدم ايران والولايات المتحدة الى هكذا خطوات ، وبالتالي ان يتحسن مزاج المنطقة فتتحسن اموره الى الحد الذي قد نشهد تأثيرا على الساحة السورية، مع اني لا أحب استعمال كلمة الساحة، بل في الملف السوري الشائك الذي يحتاج الى وقفة هادئة تكون فيها اللاعبان الكبيران ايران والولايات المتحدة ضمن افق جديد فيه بعض التبريد الذي يحتاجانه كي ينعتقا من شكل العلاقة القائمة الآن والتي مازالت تؤدي الى تصعيد في سوريا، بات مفهوما صعوبة حله الا من خلال ايران والولايات المتحدة بالذات.
شيء كبير يجب الاعتراف بنشوئه في منطقتنا الملتهبة .. لاقاه بعض العرب اعترافا به، والبعض تحاشاه ومازال يعمل على انه لم يحصل. هذا الشيء الاستثنائي ليس عاديا، وليس لعبة بوكر تعتمد على الحظ، بل على مهارة اللاعبين الاساسيين اللذين انخرطا في اجوائها. وأحسب ان حتى الغرب الهرم بات يتجلى اعرابا عن وثوقه بهذا التغيير الذي يطل بوجه حسن الطلعة تعلوه ابتسامة شفافة تنم عن رضاه. وحين يتخذ الغرب موقفا مساعدا للخطوة الامركية الايرانية، فانه يبني على تقدير اميركي ان الأمور تقترب من مساحة مقبولة ، خصوصا وان الحوار حول الملف النووي بات المفتاح الذي قد يجعل من باب العلاقات المقبلة نصف فتحة وصولا الى فتحة كاملة.
الوحيدة التي ترتعش من هكذا مشهد هي اسرائيل التي تسعى لأن تحيل ملف النووي الى نهاية سوداء، وبالتالي الى عودة على ذي بدء، فيظل الايراني برأيها مطاردا حتى يتم القبض عليه وتأديبه بطريقتها المعهودة، التي يبدو انها سراب حتى الآن وقد تظل كذلك.
ومع ذلك لابد من الاعتراف بان الصورة التي يجري تظهيرها تدق على قلوبنا نحن ابناء المنطقة لأن نجاحها سيعني الكثير، خصوصا بالنسبة الى الأزمة السورية والعديد من الملفات العالقة اضافة الى الصورة ذاتها التي ستكون جديدة موقعة بغياب البعض من رافضيها.
الأحد 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2013
التغيير والصورة التي تظهّر
الأحد 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2013
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
20 /
2182171
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
26 من الزوار الآن
2182171 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 21