الخميس 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

الطلاب الفلسطينيون النازحون:تعليم بـ«شق النفس»

بقلم: انتصار الدنان *
الخميس 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

فتحت المدارس في المخيمات الفلسطينية أبوابها لاستقبال الفلسطينيين النازحين من سوريا، وفق خطة ممنهجة ومحدّدة.
وقد وضعت وكالة «الأونروا» خطة لتأمين الكتب المدرسية والقرطاسية لهؤلاء، ولتوزيع الطلاب على المدارس في مخيم عين الحلوة وغيره من المخيمات، وعلى مدارس في عدد من المناطق المجاورة لتلك لمخيمات، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، «اليونيسيف»، و«مؤسسة أنيرا». وبلغ عدد الطلاب المسجلين حتى 16 أيلول الماضي 6687 طالباً. ومع توالي تدفق الطلاب الفلسطينيين من سوريا عملت «الأونروا» على توظيف معلمين إضافيين. وتعمل الوكالة على تشجيع الأهل على تسجيل أولادهم في المدارس.
وكانت فرحة الطلاب كبيرة ببدء العام الدراسي، فمحمد، وهو طفل نازح من مخيم اليرموك إلى «عين الحلوة»، وهو في الصف الرابع الأساسي، يعرب عن سعادته لأنّه سيذهب إلى المدرسة. يقول محمد: «بعدما نزحنا إلى لبنان، ولم نعد نستطيع العودة إلى بيوتنا في سوريا، كان يجب علينا أن نداوم في المدرسة، وقد تسجلت في مدرسة صفد وسأدرس وفق المنهاج اللبناني وإن كان صعباً. وإذا لم يتم تأمين الكتب، فسأشتريها».
أما إسلام، البالغ من العمر عشر سنوات من مخيم جرمانا في سوريا، فيقول: «نزحنا بعد القصف، وأنا في الصف الخامس الأساسي، وقد تسجلت في مدرسة بمخيم عين الحلوة، وسأتعلم وفق المنهاج اللبناني، وقد التحقنا بمعهد في المدرسة للتدرب على هذا المنهاج، والمدرسة ستؤمن لنا الكتب والقرطاسية».
ولكن ماذا عن الأهل، وكيف يرون عودة أولادهم إلى المدرسة؟ فمحمود الذي نزح من مخيم اليرموك لديه ابنتان، واحدة في الصف الأول، وأخرى في الصف الثاني. يقول: «حضرت معلمات إلى مركز النزوح وسجلن ابنتَي في مدرسة الأونروا، بعدما قمت بتصوير شهاداتهما. ولكن دوامهما سيكون بعد الظهر، وسيتم تعليمهما وفق المنهاج المحلي. ويوجد نحو 250 طالباً فلسطينياً نازحاً من سوريا في المدرسة، وبسبب عدد الطلاب الكبير تم استحداث دوام دراسي إضافي، والأونروا ستؤمن الكتب والقرطاسية والحقائب».
أما عدنان صالح، من مخيم السيدة زينب، لديه سبعة أولاد، ستة منهم في المدرسة. يقول صالح: «أولادي يضعون الكتب في أكياس نايلون لأنني لا أستطيع شراء حقائب لهم، أما الكتب والقرطاسية فهي مؤمنة من الأونروا».
ويشير المسؤول عن مركز الإيواء في مدرسة الكفاح للنازحين الفلسطينيين من سوريا خالد زعيتر، إلى أن «الأونروا وضعت خطة لاستيعاب 2400 طالب فلسطيني نازح حتى الصف السابع في مدرستي: صفد والسموع في عين الحلوة. أما الطلاب فوق الصف السابع، فسيتم استيعابهم في مدارس خارج المخيم».
ويلفت إلى أنّ «دوام التدريس سيكون مسائياً، وإذا كان هناك فائض من الطلاب فسيتم استيعابهم في مدرسة ثالثة. أما بالنسبة إلى الكتب والقرطاسية فسيتم التعامل معهم أسوة بالطلاب الفلسطينيين في لبنان».
وفي حال عجزت الأونروا عن تأمين مستلزمات الطلاب النازحين كلها، فستعمل الجمعيات والمؤسسات الإغاثية على تعويض النقص، «لأن النازحين يعانون مشاكل اقتصادية واجتماعية، والمؤسسات أصبحت إمكاناتها ضعيفة، لا سيما أنّ عدد النازحين كبير وفي تزايد يومي. ومسألة التعليم مهمة، لكنّها ليست من أولوياتنا، إذ يمكننا تأجيل بت مسألة التعليم، لكن لا يمكننا تجاهل الرعاية الصحية ومعالجة الأمراض المزمنة كالسرطان وغسيل الكلى والإعاقة الدائمة»، وفق زعيتر.
ويوضح زعيتر أن «استحداث دوام ثان للطلاب النازحين وفق البرنامج اللبناني، جاء لأن مدارس عين الحلوة تكاد لا تسع طلاب المخيم الأصليين. وقد قامت الأونروا بتوظيف كادر جديد للتعليم بعد الظهر وتم تخصيص ميزانية لذلك، والأساتذة هم فلسطينيون من لبنان وسوريا. وهناك طلاب نجحوا السنة الماضية، على الرغم من اختلاف المنهاج وصعوبته».
يضيف: «اصعب ما نعانيه هو تأمين مستلزمات الطلاب، لأن إمكانات الجمعيات أصبحت محدودة جداً، وسنطلق صرخة لمساعدتنا لأنه من المعيب ترك الطلاب النازحين من دون تعليم وفي الشوارع».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2178558

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2178558 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40