السبت 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

رجلٌ استحق لقب الحكيم في زمن قلّ فيه الحكماء

السبت 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2013

هو مناضل فلسطيني ولد في مدينة اللدّ ويعتبر من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية لقبه أنصاره بالحكيم بعدما قالوا: «لكل ثورة حكيم ولثورتنا الفلسطينية حكيم واحد وهو جورج حبش» شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية حتى عام 2000. هو مؤسس حركة القوميين العرب.

نشأته

تعرض الحكيم للنزوح قسراً شأنه شأن معظم الفلسطينيين في نكبة عام 1948 من فلسطين حيث كان يتنقل حينها بين الجامعة الأميركية في بيروت وفلسطين إذ كان طالباً في كلية الطب في الجامعة.
بعد النكبة عاش حبش صراعاً نفسياً حاداً بين إكمال الدراسة أو التوقف عنها انتهى بإكمال الدراسة بناءً على إلحاح والدته بشكل خاص التي كانت تحلم أن تراه طبيباً.

الحياة السياسية والنضالية

ترك احتلال القسم الأكبر من فلسطين آثاراً عميقة في تفكير الحكيم وكانت مشاعره تتأجج بالغضب والتحدي وضرورة الرد على ما حصل. كانت جمعية العروة الوثقى في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1949 منتدى يهتم باللغة والآداب حولته مجموعة من الشباب من ضمنهم جورج حبش إلى منتدى للنشاط السياسي والفكري. ومن خلال بعض النشاطات حاول الشباب العربي الإجابة على أسئلة تفسر ما حصل في فلسطين وكيف حصل ذلك؟ وما هو الرد؟.

ذكر جورج حبش أنه تم تنظيم سلسلة من الندوات تحدث فيها كبار المتحدثين ويذكر منهم الشاعر العربي الكبير عمر أبو ريشة. كانت مشاعر جورج وقناعاته تتبلور تجاه أن القوة هي الطريق الوحيد لاسترداد الحق ومن هنا كان تحركه مع مجموعة صغيرة من الشباب الموجودين في بلاد الشام والمشرق العربي لتشكيل «كتائب الفداء العربي».

وقامت تلك الكتائب في بعض العمليات حينها وضرب بعض المؤسسات الصهيونية في العالم العربي. بعد ذلك انكشف تشكيل الكتائب وبدأت تتبلور لدى جورج فكرة وأهمية العمل من خلال الجماهير وبين صفوفها وهذا ما قاد إلى بداية التفكير بتأسيس حركة القوميين العرب.

تخرج الحكيم من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1951 متخصصاً في طب الأطفال وظل في الجامعة الأميركية معيداً وفي أحد الأيام تم التخطيط إلى القيام يتظاهرة فأحيطت الجامعة بالإجراءات الأمنية وأغلقت أبوابها لمنعها. وكانت الطريقة الوحيدة للتحدي والنجاح في خروج جورج والشهيد وديع حداد وغيرهم لخلع أحد الأبواب بالقوة. علمت إدارة الجامعة أن أحد أساتذتها يحرض الطلاب على التظاهر ويخلع الابواب فبادر جورج وقدم استقالته من الجامعة.

بعد الاستقالة تم الاتفاق على أن يغادر جورج إلى عمان من أجل افتتاح عيادة له هناك عام 1952 وأن يلحق وديع حداد به بعد فترة. في عمان افتتح جورج عيادته الطبية الأولى. وأصبح الأردن هو المركز الذي يشرف من خلاله على حركة القوميين العرب التي بدأت تتشكل في بلاد الشام والخليج. كما تم التخطيط إلى ضرورة شق مجرى للعمل بين الجماهير من خلال بعض الوسائل وأهمها:
- افتتاح عيادة مجانية.
- العمل في أحد نوادي الشباب.
- افتتاح مدرسة لمكافحة الأمية.
- إصدار مجلة أطلق عليها اسم مجلة الرأي.

وتابع جورج هذه النشاطات في الأردن مع نخب سياسية وثقافية كمقبل مومني وسالم النحاس وغيرهم وفي الوقت نفسه أشرف على النشاطات الأخرى في بلاد الشام.

بعد ذلك عمل الحكيم على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور في نشوء حركات أخرى في العالم العربي وفي عام 1956 عقد المؤتمر التأسيسي الأول في الأردن وتم اختيار اسم حركة القوميين العرب.

بعد قيام الوحدة بين مصر وسورية وتصاعد المدّ الناصري والتفاف الجماهير العربية حول قيادة عبد الناصر طرح بعض مسؤولي الحركة سؤالاً حول مبرر استمرار وجود الحركة. وقتها مثل جورج وجهة نظر أكدت على ضرورة وأهمية تنظيم حركة الجماهير عبر إطار سياسي. وأن عبد الناصر يمثل القيادة الرسمية للجماهير العربية والحركة واجبها تنظيم وتعبئة هذه الجماهير للنضال من أجل تحقيق الشعارات التي رفعها عبد الناصر.

ظل جورج يعمل في مجال دراسته حتى عام 1957 وفرّ بعدها من الأردن إلى دمشق وصدرت بحقه أحكام عدة بين الأعوام 1958 و1963 انتقل بعدها من دمشق إلى بيروت.

في صيف 1959 تم تأسيس أندية لحركة القوميين العرب في كلٍ من ليبيا السودان اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي ومناطق أخرى من الخليج العربي.

وفي العام 1961 تزوج الحكيم من فتاة مقدسية هي هيلدا حبش وأنجبا ابنتين. وفي العام نفسه انفك عقد الوحدة بين مصر وسورية. فقامت التظاهرات والتحركات الجماهيرية المطالبة بإعادة الوحدة وإسقاط الانفصال ولعبت الحركة دوراً في تحريك الشارع العربي وبشكل خاص في سورية.

في هذه الفترة تم اعتقال الحبش ثم أفرج عنه. وعام 1963 حصل انقلاب جاسم علوان في دمشق والذي كان يستهدف إعادة الوحدة الفورية مع مصر وكان الحبش أحد المتهمين بالتخطيط إلى الانقلاب.
اختفى جورج لمدة تسعة شهور غادر بعدها إلى لبنان لقيادة الحركة. وفي بداية عام 1964 غادر إلى القاهرة لمقابلة جمال عبد الناصر وتكونت بينهما علاقات صداقة ومودّة حيث طرح حبش عليه موضوع الكفاح المسلح في جنوب اليمن والكفاح المسلح في فلسطين ودار نقاش طويل حول الموضوعين كانت نتيجته بدء الكفاح المسلح في جنوب اليمن الذي انتهى بطرد القوات البريطانية وكذلك الاتفاق على بدء الإعداد للكفاح المسلح الفلسطيني على أن تتم عملية التنفيذ في اللحظة المناسبة.
بعد خروجه من الأردن ركز جهوده نحو القضية الفلسطينية ولعب دوراً في تبني الثورة الفلسطينية للفكر الماركسي اللينيني.

تأسيس الجبهة

في كانون الأول عام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع وديع حداد وأبوعلي مصطفى وآخرون حيث شغل منصب أمينها العام. وقامت الجبهة على تبني المبادئ اللينينية بعد استغناء جمال عبد الناصر عنها وإعادة برمجة دعمه إلى عرفات.
روّج حبش في إطار قيادته للجبهة الشعبية للأعمال المثيرة والتي أخذ بعضها شكل عمليات اختطاف طائرات «إسرائيلية» وتفجير بعض خطوط النفط والغاز وهجمات على السفارات «الإسرائيلية» في عواصم غربية عدة وكانت أبرز العمليات خطف طائرات في الأردن عام 1970 إبان حرب أيلول الأسود بين الفدائيين والجيش الأردني.
بعد أحداث أيلول الأسود انتقل حبش إلى لبنان كغيره من الشخصيات الفلسطينية في العمل النضالي في تلك الفترة وخرج منها عام 1982 ليستقر في دمشق.
ظل حبش في موقعه أميناً عاماً للجبهة حتى العام 2000 حيث ترك موقعه طوعاً وخلفه في هذا الموقع مصطفى الزبري المعروف بأبو علي مصطفى والذي قامت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» باغتياله في 27 آب 2001.

موقفه من «أوسلو»

يعد الحكيم من ألدّ المعارضين للاتفاقيات المبرمة بين الفلسطينيين و»إسرائيل» فيما يعرف باتفاق «أوسلو» وكان يرى أن الحلول المنفردة للأطراف المتنازعة مع «إسرائيل» شيء مرفوض ورأى أن نتائج «أوسلو» رجحت إلى مصلحة «إسرائيل» بشكل حاسم وظل حبش رافضاً تقديم طلب إلى «إسرائيل» للعودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزَّة حتى وفاته.

سنواته الأخيرة

منذ العام 2003 إتخذ حبش من الأردن مكانا لإقامته وذلك بعد مشاكل صحية عانى منها وفي 26 كانون الثاني 2008 توفي في العاصمة الأردنية عمّان بسبب جلطة قلبية وذكرت تقارير أخرى أنه توفي بسرطان البروستات ولكن السفير الفلسطيني في الأردن عطا الله خيري أكد أن سبب الوفاة كان جلطة. وكان حبش قد أدخل إلى مستشفى الأردن في العاصمة الأردنية قبل أسبوع من وفاته عقب تدهور صحته ودفن في عمان.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 284 / 2180672

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2180672 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40