الجمعة 2 تموز (يوليو) 2010

لقاء فياض وباراك يكسر عزلة اسرائيل

رأي «القدس العربي»
الجمعة 2 تموز (يوليو) 2010

اكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان رسمي نبأ اللقاء الذي سيعقد بين سلام فياض رئيس وزراء السلطة وايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي، وقالت ان هذا اللقاء يأتي استمراراً للاتصالات الفلسطينية الاسرائيلية الميدانية من اجل التخفيف من معاناة المواطنين.

امور عديدة يمكن فهمها من هذا البيان الذي بثته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية، أولها : ان الاتصالات «مستمرة» ولم تنقطع بين السلطة والجانب الاسرائيلي، وثانيها : انها تتناول قضايا سياسية مثل رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر، وثالثها : ان هذه اللقاءات تتم على اعلى المستويات في الجانبين، فليس هناك اعلى من السيد فياض وظيفياً غير الرئيس محمود عباس، اما باراك فيحتل المركز الثاني في الحكومة الاسرائيلية بعد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء.

السلطة قالت على لسان رئيسها وفي اكثر من مناسبة ان المفاوضات المباشرة مع الطرف الاسرائيلي متوقفة بسبب اصرار اسرائيل على المضي قدماً في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، وانها تنخرط حالياً في مفاوضات غير مباشرة وتصر على ضرورة تحقيق تقدم كشرط للانتقال الى المفاوضات المباشرة.

نسأل، وبكل براءة، الرئاسة الفلسطينية ان تعطينا تفسيراً مقنعاً لما يحدث، وان تجيب على سؤال محدد وهو : أليست هذه المفاوضات التي يجريها السيد فياض مع ايهود باراك تصب في خانة المفاوضات المباشرة، ام ان الرجلين سيتحدثان مع بعضهما البعض من خلف حجاب؟

واذا كانت هذه المفاوضات مباشرة، وهي قطعاً كذلك، فهل جرى تحقيق اي تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي تجري حالياً بين السلطة واسرائيل عبر المبعوث الامريكي السناتور ميتشل، بحيث يتم الانتقال الى مفاوضات فياض باراك المباشرة، وما هو هذا التقدم وطبيعته اذا كان قد حصل فعلاً، فمن حق الشعب الفلسطيني على القيادة التي تقول انها تمثله، وتتحدث باسمه ان توضح له هذه المسألة.

فقهاء التبرير في السلطة سيقولون لنا ان لقاء فياض مع باراك ليس مفاوضات، وانما يأتي في اطار بحث الامور الحياتية للمواطنين الفلسطينيين في مناطق السلطة، لان المفاوضات الحقيقية تتم بين مسؤولين آخرين في الجانبين، مثل الدكتور صائب عريقات عن الجانب الفلسطيني واي طرف آخر تختاره الحكومة الاسرائيلية.

نسأل وبالبراءة نفسها عن الفرق بين الدكتور عريقات الذي لا يحمل لقب وزير والدكتور سلام فياض الذي يوصف بانه رئيس الوزراء، فمن المفترض ان يكون الدكتور فياض أعلى شأناً من الدكتور عريقات، وأكثر صلاحية للتفاوض، فهو يسيطر على اهم سلاحين في السلطة، وهما سلاح المال بصفته وزير المالية وكل الاموال تمر عبره، وسلاح الامن الذي يشرف على ادارته بالمشاركة مع الجنرال الامريكي دايتون.

وربما يجادل الفقهاء انفسهم، او احدهم، بالقول ان الدكتور عريقات عضو اللجنة التنفيذية في المنظمة، وهو رئيس دائرة المفاوضات، ثم ان المقصود في المفاوضات هو المفاوضات السياسية حول قضايا التسوية، ومفاوضات باراك فياض تدور حول امور حياتية بحتة.

جميل جداً، فاذا كان الحال كذلك ما دخل الدكتور فياض في رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر، وابعاد نواب المجلس التشريعي من القدس المحتلة، اليست هذه قضايا سياسية؟

السلطة الفلسطينية تمارس التضليل مجدداً، فهي تنخرط في المفاوضات مع الاسرائيليين منذ زمن بعيد، بل لا نبالغ اذا قلنا ان هذه المفاوضات لم تتوقف مطلقاً، رغم استمرار الاستيطان في القدس المحتلة، وتكفي الاشارة الى ان لقاء فياض باراك يتزامن مع اعلان اسرائيل عن هدم منازل في القدس المحتلة لاقامة حديقة عامة، والاستعداد لبناء فندقي بسعة 1600 غرفة في وسط المدينة المقدسة.

حكومة نتنياهو محاصرة منبوذة في العالم بأسره بعد مجزرة سفن اسطول الحرية، والسلطة الفلسطينية تتطوع للاتصال بها والتفاوض معها، وكسر عزلتها الدولية وتبييض وجهها. انه امر مؤسف بكل المقاييس.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2181368

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181368 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40