بعد حرب الزيتون حربُ التجريف والعدو يمارس “بهجة التنكيل”...

حرب التجريف

أقدمت قوات الاحتلال، على جرف منزل سكني، ومنشآت زراعية في القدس ونابلس بالضفة الغربية . وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، هدمت في ساعة مبكرة من صباح أمس بناية سكنية مكونة من أربعة طوابق تعود ملكيتها للمواطن أمين الشويكي في حي بيت حنينا شمال القدس بذريعة عدم الترخيص . كما أزالت قوات الاحتلال، منشآت للمزارعين في خربة الطويِّل التابعة لبلدة عقربا، جنوب شرق مدينة نابلس .

وقال مسؤول في سلطة رام الله إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الخربة من دون سابق إنذار، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، وشرعت بعمليات هدم وتجريف، طالت منزلاً ريفياً، وجداراً وخزان مياه فيها .

في غضون ذلك، شدد أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو للإعلام العربي، أمس، على أن “إسرائيل” ملتزمة بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس، وأنه لا أساس للاتهامات الفلسطينية بوضع خطط لتقسيم المسجد الأقصى . وقال جندلمان، تعقيبا على “تحذيرات فلسطينية من خطط “إسرائيلية” لتقسيم المسجد الأقصى”، إن “إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس، والتي هي مقدسة للديانات الثلاث، اليهودية والإسلامية والمسيحية” .

الاقصى مسرح العاب

وأصبح لافتا تحوّل ساحات المسجد الاقصى والحرم الشريف إلى هواية اقتحام وتدنيس لكل المستوطنين حيث اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة بحراسة شرطية مشددة، وذكر شهود عيان ان شرطة الاحتلال سمحت بإدخال 63 مستوطناً إلى الأقصى على 3 دفعات، الدفعة الأخيرة ضمت 40 من طلبة وأساتذة معاهد دينية، وقاموا بجولة من باب المغاربة إلى ساحة المسجد القبلي وباب الرحمة والأسباط وصولاً إلى باب القطانين، خروجا من باب السلسلة . وأضافوا ان العشرات من المرابطين وطلبة مصاطب العلم رددوا الهتافات تنديدا ورفضا باقتحامات الأقصى .

الاطفال تحت القنص اللاهي

أصيب طفل فلسطيني بجروح خطرة، أمس، برصاص جنود الاحتلال في بيت لحم بالضفة الغربية . وقال مصدر طبي فلسطيني إن الطفل أحمد رياض صباح (16 عاماً) أصيب بعيار ناري في الظهر إثر إطلاق نار من قوة من الجيش “الإسرائيلي” اقتحمت، بلدة تقوع شرق بيت لحم، وأضاف أن المصاب نقل لمشفى محلي ووصفت حالته بأنها خطرة .

من حق الاهل أن يفرحوا

أعرب فلسطينيون عن سعادتهم لإطلاق الدفعة الثانية من الأسرى في إطار مفاوضات التسوية، وجهزت عائلة الصباغ في مدينة جنين شمال الضفة الغربية بيتها منذ صباح أمس، لاستقبال المهنئين بإطلاق سراح ابنهم محمد الذي سيفرج عنه ضمن الدفعة الجديدة التي تشمل إطلاق سراح 26 أسيراً .

وحرص والد محمد (70 عاما) على ترتيب البيت صباحاً قبل التوجه إلى مدينة رام الله ظهرا رغم معرفته بأن عملية الإفراج ستتم بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء . وسيطلق سراح الأسرى من سجن عوفر العسكري قرب رام الله بينما سيطلق سراح الأسرى القادمين من قطاع غزة عند معبر ايريز عند المدخل الشمالي لقطاع غزة .

ويقول أحمد الصباغ “لم أصدق أن ابني محمد سيكون من ضمن الذين سيفرج عنهم في هذه الدفعة، هذا الأمر بالنسبة الي حلم، اشعر كأنني ولدت من جديد” .

واعتقل محمد الصباغ وهو في السادسة عشرة من عمره وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل “إسرائيلي” . ويشير الأب ان العائلة جلست تترقب اعلان لائحة الدفعة الثانية من الأسرى على الإنترنت حيث أطلقت الأم الزغاريد عندما ورد اسم ابنها على القائمة .

وقدمت عائلة غنيمات من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية إلى رام الله لاستقبال اثنين من ابنائهما مصطفى وابن عمه زياد اللذين اعتقلا عام 1985 .

ويعتبر زياد ومصطفى من أقدم الأسرى الذين سيفرج عنهم ضمن الدفعة وكانا يبلغان من العمر 23 عاما عند اعتقالهما وسيخرجان وهما في الخمسينات من العمر .

وتقول قريبتهما أحلام “السعادة تغمر العائلة رغم السنوات الطوال التي فقدها زياد ومصطفى في الأسر” . ومن هؤلاء 21 أسيراً من ابناء الضفة الغربية أما الخمسة الآخرون فهم من أبناء قطاع غزة . وينتمي 19 منهم إلى حركة فتح و4 إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و3 لحركة حماس .

وفي قطاع غزة، بدأت عائلة شبير استقبال المهنيئن بإطلاق سراح ابنهم حازم شبير الذي اعتقل عام 1993 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة . ويشير والده قاسم شبير (75 عاما) انه تعافى من مرضه بعد سماعه أخبار الإفراج عن ابنه . وقال لوكالة فرانس برس “خروج حازم أعاد لي صحتي حيث كنت ارقد في فراشي في الشهور العشرة الأخيرة أعاني من المرض وبعد ان سمعت باطلاق سراح ولدي وجدت نفسي فجأة وبعفوية اتحرك في كل البيت” . وقام شبان بتعليق الاعلام الفلسطينية في الشارع ونصبوا خيمة لاستقباله .

من ناحية أخرى، طالب مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان المنظمات الدولية والمراكز النسوية عبر العالم بالعمل من أجل الإفراج وإبراز معاناة 16 أسيرة فلسطينية لا يزلن معتقلات في سجون الاحتلال في أوضاع وصفها بأنها لا إنسانية .

وانتقد مدير المركز فؤاد الخفش في بيان أمس دور المؤسسات النسوية في فلسطين وفي العالم لعدم إبرازها الجانب المشرق من حياة المرأة الفلسطينية المناضلة والتي كانت ولا تزال شريكة في النضال وبناء الدولة وصاحبة دور نضالي وطني بارز .