الاثنين 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013
ضمن مسابقة “إعلاميون في مواجهة الفساد”:

تحقيق للصحافية الفلسطينية مجدولين حسونة يفوز بالمرتبة الأولى على مستوى الوطن فلسطين

تقرير: عامر أبو عرفة| فلسطين
الاثنين 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

هذه المرة الثانية التي تفوز بها الصحافية الفلسطينية مجدولين حسونة من مدينة نابلس بجائزة عن تحقيق صحفي لها يكشف قضية فساد. فبعد فوزها بجائزة أفضل صحافية متقصية على مستوى الدول العربية لفئة الشباب العرب وحصولها على هذا اللقب من مؤسسة تومسون فاونديشن البريطانية ها هي مجدولين تتألق مرة أخرى وتفوز بالمرتبة الأولى على مستوى الوطن في مسابقة “إعلاميون في مواجهة الفساد” والتي نظمتها هيئة مكافحة الفساد بالتعاون مع مركز الإعلام في جامعة بيرزيت لتضع قضية جديدة وخطيرة على طاولة المسؤوليين من خلال عملها الإعلامي.

مجدولين حسونة، تلك الصحافية التي ارتبط اسمها مع المظلومين، كُتِبَ عنها في الإعلام أنها أشجع إعلامية فلسطينية على الإطلاق، وبعض الكُتاب العرب قالوا أنها صاحبة القلم والذراع الذي لا يلين، دائما تجدها على استعداد بالتضحية بوقتها وجهدها ومالها من أجل الحقيقة والقضية والوطن، صوتها بات صوتا فلسطينيا حرا لا لون له إلا لون الوطن بكامل أطيافه وأحزابه وكل ذلك بسبب ذكائها ومهنيتها العالية وشجاعتها.

تفوق وإبداع

أصبح لدى مجدولين خبرة طويلة في مجال التحقيقات الصحافية والتي تعمل بها منذ كانت طالبة في كلية الإعلام، فهي تجمع بين التفوق في الدراسة حيث كانت الأولى على كلية الإعلام مع مرتبة الشرف والتفوق في مجال العمل الإعلامي الذي أثبتت براعتها فيه من خلال تحقيقاتها وتقاريرها الصحافية والتي تتميز بالأسلوب الملفت والصياغة الدقيقة والكلمات القوية والجرأة في الطرح الأمر الذي جعل الكثير من الناس في كافة أنحاء المجتمع الفلسطيني يضع كامل ثقته فيها ويتوجه لها من أجل طرح قضاياهم في الإعلام، فمعها لن يضيع حق المظلومين.

صحفية جريئة وصحافة جبانة

رغم كل هذه المميزات لم تأخذ مجدولين حقها وقامت السلطات بمحاربتها بسبب ما تكتبه من مقالات وتحقيقات اجتماعية وسياسية. تعرضت لمحاولة اعتقال واستدعاءات، واعتقلت أجهزة أمن الدولة أشقاءها من أجل الضغط عليها، فصلت من وظيفتها في جامعة النجاح الوطنية بسبب ضغط الأجهزة الأمنية على الجامعة، وحُرمت من منحة التفوق لإكمال الماجستير، ورفضت المؤسسات الحكومية توظيفها وحاربت الصحف الفلسطينية تحقيقاتها.

تقول مجدولين حسونة:“الصحف الفلسطينية ترفض نشر تحقيقاتي لأنه وعلى حد تعبيرها تجلب لهم المشاكل، وكل مرة يرفضون نشر تحقيق يفوز بجائزة، في المرة الأولى رفضوا نشر تحقيق يتعلق بالأخطاء الطبية وقال لي مسؤول إحدى الصحف بالحرف الواحد ( أنتِ صحفية جريئة ونحن صحافة جبانة) ففاز التحقيق بجائزة عالمية، والأمر نفسه تكرر هذه المرة أيضا حيث رفضت صحيفة القدس نشر تحقيق بالغ الخطورة رغم انبهار المحررين والعاملين بالصحيفة به وبقضيته من حيث الأسلوب والطرح. وفوز تحقيقاتي أكبر دليل على وجود مشكلة في صحافتنا الفلسطينية بالإضافة إلى عدم تقبل وجود ثقافة التحقيق الصحفي والإكتفاء بنقل الخبر دون معالجة المشاكل التي يترتب عليها”.

قضية التحقيق

التحقيق الفائز بالمرتبة الأولى على مستوى الوطن جاء بعنوان “حليب بمفعول السموم .. موت بطيء للأطفال وتجارة للمسؤولين بالأرواح” ويتحدث التحقيق عن قضية فساد تدخل فيها منظمات دولية وجهات إسرائيلية وفلسطينية.
تقول مجدولين :“أنا أحمل كل المسؤوليين الفلسطينيين والقضاء مسؤولية التحقيق في هذه القضية، ولدي وثائق ومعلومات تدين الفاسدين. تحقيقي الصحفي عرض القضية بشكل موضوعي وتناول رأي جميع الأطراف، وعلى القضاء الفلسطيني وهيئة مكافحة الفساد ومنظمات حقوق الإنسان البحث في القضية، ولدي تفاصيل ومعلومات ووثائق تساعد على كشف عن المتورطين وسأطرحها للإعلام الدولي قريبا جدا”.
وتضيف :“ضحية هذا الفساد المطروح بالتحقيق هم الأطفال ومن بينهم الطفل هادي خضرا من طول كرم والذي تضرر بسبب الحليب وبسبب متاجرة المسؤولين وأصحاب الشركات بأرواح الأطفال من أجل الأمول، وللعلم، التحقيق يكشف أيضا قضية رشوة بحال تم البحث في جوانبه بشكل جيد”.
وتتابع:“أنا وعدت والد الطفل هادي بمتابعة قضيته، واستمر تحقيقي في الموضوع ما يقارب السنتين حتى حصلت على وثائق مهمة ومعلومات خطيرة، وأوجه شكري له لأنه لم يتخلى عن حق طفله رغم تهديده بفصله من عمله في وزارة الصحة أكثر من مرة”.

تسلمت مجدولين شهادتها وجائزتها والتي هي عبارة عن دبلوم في التحقيقات الصحفية لمواجهة الفساد سيعقد في ماليزيا والنمسا لمدة ثلاثة شهور خلال حفل تخريج حضره نقيب الصحافيين عبد الناصر النجار ورئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة، ونائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون المجتمعية د.سامية حليلة ، ورئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام في المؤسسات الحكومية عبد السلام آسيا، وعميد كلية الآداب د.مهدي عرار، ومديرة مركز تطوير الإعلام نبال ثوابتة، إضافة للمدربين والمتدربين في الضفة الغربية، وقطاع غزة عبر تقنية السكايب.

وقدم منسق المراقبة والتقييم في مركز تطوير الإعلام عماد الأصفر مجموعة من الاستخلاصات المتمثلة بأن ّالتحقيقات الاستقصائية شكل صحفي ليس مطلوبا لذاته وإنما لتحقيق أهداف أخرى – غير الشهرة - فالمسؤولية الأخلاقية والمجتمعية للصحافي يجب أن تقوده إلى استخدام الأشكال الصحفية الأخرى لتحقيق رسالته المجتمعية، وأضاف بأنه من الضروري إقرار قانون حق الحصول على المعلومات والى حينذاك أن تبادر الدوائر الرسمية بالتماهي مع بنوده المحتملة عبر لوائح داخلية
.
وفاز بالمرتبة الثانية الصحفي عبد الهادي عوكل من غزة عن تحقيقه “غزة قنابل موقوتة قابلة للانفجار بأية لحظة”، وبالمرتبة الثالثة الصحفي محمد عثمان من غزة عن تحقيقه "هل تحوّلت بلدية غزة إلى دولة داخل القطاع .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2165388

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165388 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010