يتدرب جيش الاحتلال على خطط لاحتلال مناطق في جنوب لبنان بهدف السيطرة على «محميات» حزب الله من أجل منع إطلاق صواريخ كاتيوشا قصيرة المدى باتجاه شمال «إسرائيل» رغم أن التقديرات الحالية تشير إلى أن جميع الأطراف ليست معنية بنشوب حرب جديدة في الصيف الحالي.
جاء ذلك في الوقت الذي تحدث فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «ارتفاع ملموس في التوتر» في جنوب لبنان، متخوفاً من «عودة العمليات الحربية» بين حزب الله و«إسرائيل» ومن «نتائج مدمرة» لذلك على المنطقة.
وقال بان كي مون في تقرير رفعه الى مجلس الامن الدولي حول تطبيق القرار الدولي 1701 ان «خروقات للقرار حصلت» خلال الفترة التي يغطيها التقرير (ستة اشهر) و«لم يسجل اي تقدم في مسألة تطبيق الالتزامات التي ينص عليها القرار».
وذكر المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» الصهيونية عاموس هارئيل الجمعة، أن «نجاحاً (للجيش الإسرائيلي) في الجولة المقبلة يجب أن يستند إلى الدمج بين احتلال منطقة وإجراء مسح جزئي فيها (بحثاً عن صواريخ وملاجئ حزب الله) بقدر ما يسمح الوقت وضرب المواقع الهامة لحزب الله وحكومة لبنان».
وأشار هارئيل إلى أن هذا المنظور العسكري هو جزء من العبر التي استخلصها الجيش «الإسرائيلي» من إخفاقاته خلال حرب لبنان الثانية التي اندلعت في 12 تموز (يوليو) من العام 2006.
ولفت في هذا السياق إلى أن الجيش «الإسرائيلي» بدأ يدرك مؤخراً ضرورة احتلال مناطق في جنوب لبنان، بالرغم من أن ضباطاً في الجيش الأمريكي أشاروا إلى ضرورة القيام بذلك (احتلال مناطق يتم إطلاق الصواريخ منها) خلال لقائهم مع ضباط «إسرائيليين» بعد الحرب مباشرة.
وقالت صحيفة «هآرتس» انّ الاحتلال قام ببناء محمية طبيعية على جبال الكرمل مشابهة تماماً للتحصينات التي اقامها حزب الله في جنوب لبنان، وانّ الجيش بعد مرور اربعة اعوام على حرب لبنان الثانية يقوم باجراء تدريبات لمحاكاة هجوم «إسرائيلي» محتمل ضدّ حزب الله.
واضافت الصحيفة انّ تدريبات الجيش تتركز في اختراق المواقع والتحصينات المشابهة لتلك التي اقامها حزب الله بشكل واسع في لبنان، والتي فشل الجيش «الإسرائيلي» في العام 2006 في اقتحامها، الامر الذي ادّى الى فشله.
وزاد قائلاً انّ قوات الجيش، وفي مقدمتها افراد وحدة النخبة (غولاني) يقومون بالتدرب بشكل مكثف للغاية بهدف تحقيق انجازات كبيرة في المواجهة القادمة مع حزب الله.
ونقلت الصحيفة عن مصادر امنية في تل ابيب قولها انّ المخابرات العسكرية «الاسرائيلية» كانت على علم بالتحصينات التي اقامها حزب الله، قبل اندلاع حرب لبنان الثانية في شهر تموز (يوليو) من العام 2006، ولكن بسبب الفشل فانّ المعلومات عمّا يُسمى «اسرائيلياً» بالمحميات الطبيعية لحزب الله لم يصل الى القوات التي كانت تحارب على الارض الامر الذي ادى في نهاية الحرب الى فشل الجيش في المواجهة، وزادت قائلة انّ شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش (امان) لم تقم بتوزيع المواد المخابراتية عن المحميات الطبيعية للوحدات المقاتلة بادعاء انّ المواد سريّة للغاية.
وكشف النقاب عن انّ الجنود اعتقدوا انّ المحميات الطبيعية لحزب الله لم تكن إلا عبارة عن بعض الخيمات، وبالتالي باشروا بالدخول اليها، ولكن بعد تسجيل عدد من العمليات الفاشلة ومقتل وجرح عشرات الجنود «الاسرائيليين» خلال عمليات المحميات الطبيعية، فهم الجيش انّ المحميات الطبيعية ما هي إلا شبكة للاصطياد وتوقف عن الدخول اليها، بحسب المصادر العسكرية في تل ابيب.
ولا يخفي جنرالات «اسرائيل» اقتناعهم بان الهدوء الذي تعيشه الجبهة الشمالية (مع لبنان) هدوء وهمي منذ انتهاء حرب تموز (يوليو) 2006، وان فشل المفاوضات مع سورية يمكن ان يؤدّي الى توتير الوضع في الجولان.
وفي سياق التوقّعات، تطرح السيناريوهات الآتية، بحسب المصادر الامنية في الدولة كيان الاحتلال : تجدّد المواجهة مع حزب الله، نشوب حرب كلاسيكية مع الجيش السوري، اجتياح واسع لقطاع غزّة من اجل اسقاط سلطة «حماس»، واعادة القطاع الى السلطة الفلسطينية، او شنّ هجوم وقائي على المواقع النووية الايرانية.
ولفتت التقارير «الاسرائيلية» الى انّ هذه السيناريوهات تزامنت مع تقارير امريكية تحدّثت عن موافقة على تبادل معلومات مبكرة عن اطلاق الصواريخ (ايران وسورية) وتمويل مشروعين «اسرائيليين» يقضيان ببناء منظومة رادارية لمواجهة الصواريخ القصيرة المدى وقذائف المورتر من حزب الله.