الأربعاء 11 كانون الأول (ديسمبر) 2013

سفراء القدس الشريف

الأربعاء 11 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par د. تحسين الاسطل

اشتدت في الآونة الأخيرة الهجمة الإسرائيلية المتطرفة على المسجد الأقصى ، والذي يتواكب مع هجمة موازية تستهدف الأرض الفلسطينية ، ومن المتوقع أن يشتد هذا العدوان كلما تواترت الأخبار عن تقدم في المفاوضات ، رغم قناعتنا الراسخة أن السلام لا يمكن أن يتحقق في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية .
الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية التي تحمل في ظاهرها عنوان منظمات اليمين الإسرائيلي المتطرف وغلاة المستوطنين، فيما هي في حقيقية الأمر من تخطيط ودعم كامل من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تريد أن تدمر المفاوضات، وإشعال الساحة الفلسطينية في الجدل حول المفاوضات وجدواها، فيما التخطيط للاستيلاء على المسجد الأقصى والأرض الفلسطينية يسير بكل هدوء، وأصبح مشهد اقتحام المسجد الأقصى كل يوم خبر عادي، فيما قبل سنوات قليلة كان الإسرائيليون يفكرون ألف مرة قبل السماح للمستوطنين بدخول المسجد الأقصى.
ما يتعرض له المسجد الأقصى والقدس كل يوم يحتاج إلى تحرك وطني شامل، من اجل الدفاع عنه وحمايته من خطة تقسيمه كما المسجد الإبراهيمي الشريف بالخليل، ونحن اليوم أمام اختبار حقيقي للإجابة على سؤال ماذا سنفعل للمسجد الأقصى وللقدس قبل وقوع الكارثة، فلا يمكن أن تقوم لنا قائمة إذا سرق المسجد الأقصى زمانا أو مكانا وإجبارنا على تقسيمه بغطرسة وقوة الاحتلال كما حدث في حائط البراق المقدس.
وفي ظل الواقع الذي نعيشه، واستخدام المتاح لنا من إمكانيات، لابد من التركيز على الدبلوماسية الفلسطينية، وسفاراتنا بالخارج التي تمتلك من أدوات الضغط، وحشد المؤيدين والداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني، من خلال وسائل الدبلوماسية المعروفة للتحذير من خطورة الممارسات والاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية التي ستدفع المنطقة حتما إلى مرحلة جديدة من العنف، ستكون أكثر دموية من سابقاتها، لان الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يصمت أمام سرقة والاستيلاء على مقدساته.
وبالإطلاع على خريطة مؤسسات العمل الدبلوماسي في فلسطين، تبين وجود 42 مكتب ثمتيلي لدول عربية وأجنبية تقيم علاقات مع دولة فلسطين، كما يوجد عشرة قنصليات للدول الغربية، فيما يوجد 106 بعثة دبلوماسية فلسطينية في دول العالم، وهذا يعكس النجاح الكبير في تبادل العلاقات بين دولة فلسطين ودول العالم، والذي أتضح بشكل جلي خلال التصويت على الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، والذي يمكن أن يحقق نتائج ايجابية مشابهة في حملة دبلوماسية مستمرة للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس الشريف كعاصمة وحيدة لدولة فلسطين.
وحبي الله مدينة القدس وفلسطين بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، والتي وتتعرض إلى شتى صور الاعتداءات والانتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي بهدف تهويدها، غير آبهة ولا مكترثة بمعطيات تلك المقدسات ودلالاتها التاريخية والدينية، ولا بالحقوق التاريخية التي تجسدها أو بوضعها القانوني والاعتباري في القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
والإعلام الدبلوماسي احد الوسائل والأساليب التي يمكن أن يكون لها دور كبير في الدفاع عن قضية القدس، وحماية المدينة المقدسة من التهويد الإسرائيلي، من خلال العمل الدءوب داخليا وخارجيا لخدمة القضية العادلة للمدينة المقدسة، وتعزيز النشاط الدبلوماسي الذي يقوم به السفراء اتجاه القدس، فالسفير هو الإعلامي الأول بالسفارة وعليه أن يعمل من اجل جمع البيانات والإحصائيات والخرائط حول الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة، وما تتعرض له من عمليات تهويد، واحاطة الدول المضيفة بها.
ومع وجود أكثر من 600 حاجز إسرائيلي تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى المدينة المقدسة للدفاع عنها، لابد من تشجيع السياحة الدينية بالقدس للوفود من الدول العربية والإسلامية والصديقة، والعمل على إنجاز التأشيرات اللازمة لزيارة القدس من قبل السلطة الفلسطينية وليس دولة الاحتلال، للتغلب على شبهة التطبيع التي يتخذها بعض السياسيين ذريعة لتحريم زيارة القدس الشريف، والتواصل مع رجال الدين المسلمين للحديث عن المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس، وتعريف المسلمين بها، لربط المسلمين والمسيحيين في الدولة المضيفة بالمدينة المقدسة.
وهنا لابد أن يكون هناك دور حقيقي لمنظمة المؤتمر الإسلامي تجاه القدس الذي أنشأت من اجله، وإشراك ورجال الدين المسلمين والمسيحيين لحث المسلمين والمسيحيين على زيارة القدس، والتأكيد أن زيارتها هو أفضل دفاع عنها وحمايتها من التهويد، ونشر الفتاوى التي تجيز زيارة المسجد الأقصى، فيمكن تفهم عدم زيارة الأقصى في ظل الاحتلال، ولكن لا يمكن الصمت وترك الأقصى وحيدا وهو يسرق حجرا حجر أمامنا، وخير الدفاع عنه أن يبقى عامرا بزواره والمصلين به على مدار الساعة، في ظل غياب الفعل الحقيقي للدفاع عنه وحمايته.
ففي الفترة الأخيرة زار المسجد الأقصى عدد من الوفود العربية وكان من ضمنهم صحفيون وكتاب، استجابة لدعوة نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وكانت سعادتهم لا توصف وهم يصلون في المسجد الأقصى، ولمسوا عن قرب التهديدات والأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى، وكتبوا وحثوا الناس على زيارة الأقصى والدفاع عنه ، وكانوا خير سفراء للمسجد الأقصى وللقدس الشريف ، فإذا غابت الجيوش والفعل الحقيقي للدفاع عن القدس لابد من وجود شعبي فاعل من الدول العربية والصديقة للدفاع عن القدس.
وخلاصة القول نقول ان الاحتلال استطاع ان يفرغ المسجد الأقصى من أهله من الضفة الغربية وقطاع غزة بفعل الإجراءات التعسفية ومئات الحواجز التي تمنع الفلسطينيين من الوصول الى القدس، ومن هنا لابد من إحباط مخططات الاحتلال في افراغ المسجد الأقصى، من خلال الوفود العربية والإسلامية التي يجب ان تكون موجودة باستمرار في المسجد الأقصى ومدينة القدس ،
والله من وراء القصد



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165538

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165538 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010