الأربعاء 11 كانون الأول (ديسمبر) 2013

قطبا الانقسام وتيار ثالث

الأربعاء 11 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par أمجد عرار

لا بد أن المسرح السياسي الفلسطيني سيسدل الستار على الفصل الانقسامي الطويل . لا خطوات على طريق إنهاء هذا الانقسام المدمّر ولا حديث عن المصالحة، حيث إن جولات كيري التفاوضية تأكل الأجواء وتستهوي الاهتمام الرسمي الفلسطيني أكثر من المصالحة، رغم عقمها وخوائها . من المنطقي الاستنتاج أن خيبة الأمل شعبياً من طرفي الانقسام ربما تكون إحدى العوامل التي تمكن تياراً ثالثاً، من اجتذاب الشارع الفلسطيني، وربما قيادته في مراحل لاحقة في مسيرة الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية للقضية الفلسطينية التي باتت مهدّدة في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى .
في أواخر الستينات، كانت التيارات القومية واليسارية، طرفاً ونداً في المشهدية الفلسطينية في وقت كان ملتهباً بالمشاعر القومية على إيقاع الحالة الوجدانية والسياسية التي رسّختها قيادة مصر الناصرية، وكذلك في وقت كانت المعادلة الدولية أكثر توازناً . في ذلك الوقت كانت قيادة العمل الوطني الفلسطيني تشبه الحكومة والمعارضة، حيث كانت حركة فتح، وما زالت تملك المساحة الأوسع في الهيئات القيادية، أي المجلسين الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكانت المعارضة القومية واليسارية تفعل فعل الكوابح التي تخفّف من تسارع القيادة المتنفذة للمنظمة في مسار التسوية السياسية على حساب الثوابت الوطنية .
بعد خروج الثورة الفلسطينية من لبنان إثر الاجتياح “الإسرائيلي” في صيف ،1982 ورغم أن الكثير من الفصائل الفلسطينية لم تغادر الساحة اللبنانية، فإن تأثيرها في مسار التسوية تراجع بشكل ملموس، حيث استفاد التيار المتنفّذ في منظمة التحرير الفلسطينية من الأجواء الناجمة عن خروج الثورة من لبنان، وكذلك الهالة العاطفية التي اكتسبتها المنظمة من تصديها، مع القوى الوطنية اللبنانية للاجتياح “الإسرائيلي” .
ولعل تشرذم اليسار الفلسطيني، وإصرار بعض التنظيمات الصغيرة التي تصنّف نفسها كيسار، على التأرجح بين قطبي المشهد الفلسطيني، وبقائها بعيدة عن الاندماج في إطار واحد، منع ظهور تيار وطني فاعل يشكل بديلاً قيادياً لحالة التسوية البائسة .
ومن الواضح أن كل هذه العوامل وغيرها من المؤثرات الإقليمية والدولية والمالية، ساهمت في مواصلة القيادة المتنفّذة لمنظمة التحرير نهجها المساوم، وانحدار برنامجها من التحرير إلى عملية تسوية مفتقدة للضوابط والمحددات، وصولاً إلى اتفاق أوسلو الذي لم تلتزم به “إسرائيل” رغم إجحافه وتمثيل الجزء الأكبر منه مصالح “إسرائيل” وضبابية الأجزاء الأخرى، الأمر الذي مكّن “إسرائيل” من الاختباء تحته وهي تواصل الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس والمقدسات .
في ظل استمرار الانقسام على الساحة الفلسطينية، ومع المآسي التي يشهدها الوضع في الضفة وغزة في ظل قطبي الانقسام، يمكن لتيار موحّد جامع أن يلعب دوراً محورياً في قيادة حالة شعبية فاعلة مناهضة لهذا الانقسام ودافعة باتجاه استعادة الوحدة الوطنية المحطّمة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2178577

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2178577 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40