الأربعاء 11 كانون الأول (ديسمبر) 2013

إذا لم تستح ..!!

الأربعاء 11 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par زهير ماجد

ظهرت الفضيحة مبكرا، فالرئيس الاميركي أوباما كان يعرف ان الجيش السوري لم يستعمل غاز الاعصاب، بل هي جبهة “النصرة” التابعة لـ “القاعدة” .. لعل كاشف تلك المعلومات صحافي من العيار المعروف بمعرفته وباطلاعه على اسرار الدول .. سيمور هيرش اكد معلوماته، والآخرون صمتوا .. وعند تبيان العين الحمراء اجلت الولايات المتحدة هجومها المتوقع، تمكن الرئيس أوباما من ضبط الساعات الأخيرة، لا بل قيل الكثير حول العوامل التي دفعت بالموقف الاميركي إلى التراجع .. فيما كان العالم يعض على اصابعه، كانت دول ما في الشرق الأوسط، وربما ابرز تنظيماته امام تحالف الاقوياء للرد على الهجوم الاميركي بالطريقة ذاتها التي ساد التكهن ان تقع فيها.ذهبت العراق ضحية كذبة شبيهة بالكذبة السورية اخترعت في الولايات المتحدة، مشى فيها خطوات قاتلة الرئيس الاميركي السابق بوش الابن، فأسقط بلدا بكامله، حطم فيه قوته المركزية، واطاح بجيشه وقواه الامنية، وعبث بمجتمعه وشعبه، لكن الذي حدث ان اميركا لو كانت دولة عادية لانهارت قبل ان تظهر علامات الانهيار على العراق، لكن الصمت حول العراق ليس مثله بالنسبة لسوريا.فالكذبة التي اختارها اوباما كادت ان تتحول إلى كارثة شرق أوسطية لو انه مضى في خيار الهجوم على سوريا .. وصلت إليه الأخبار حول اشكال من الاستعدادات العسكرية في لحظاتها الاخيرة في اكثر من مكان، وجلها موجه الى اسرائيل، واماكن اميركية اخرى.بين أوباما والكذبة حول استعمال الجيش السوري لغاز الاعصاب مسافة قصيرة، لكن السوري كان واقعيا في لحظة الخيار الصعب، قدم بناء عليه خلاصة واقعيته فأقدم على تدمير ما لديه من هذا السلاح، فتم سحب الهجوم الاميركي من التداول.رغم ما وصف به الشاعر أدونيس قرار اوباما بعدم توجيه ضربة إلى سوريا بالتصالحية، فإن الرئيس الاميركي كاد ان يقع في خطأ سلفه، وكاد ان يورط العالم وليس دولته فقط بما قد يهدد هدوءه الموصوف. ومع ان الروس أكثروا من التوضيح بأن لديهم الصور والمعلومات الكافية عن ان “النصرة” من اطلق الغاز القاتل، ظل هاجس النوايا الاميركية مقلقا بالنسبة للروس وللعالم اجمع وللسوريين على وجه الخصوص.مرة جديدة يكشف اميركي صورة وجه دولته البشع وتحديدا في مواقع قيادتها التي نجحت طويلا في تلفيق أكاذيب كم أدت إلى مخاطر على البشرية. ان تلك الديمومة الاميركية في اتباع المتبع الخطر، سيظل قائما عند دولة باتت تشكل خطرا على نفسها قبل غيرها كما قال احدهم، وهي مشكلة القوة الزائدة التي تملك دائما قدرتها على تخريب مشروعية الدول في العيش بسلام وطمأنينة.ومرة تلو المرة، سيظل الكيد الاميركي متمترسا في عقيدة من يحكم الولايات المتحدة التي وصلت إلى حدها الأقصى في القوة، لكنها على تراجع في التسيد وفي احترام العالم لها، وربما هي الآن تعيش اوجاعها الاقتصادية والمالية من خلال سياستها الهوجاء في قتل البلدان والشعوب.فهل بعد ما كشفه هيرش مناسبة لاحمرار وجه أوباما ومن حوله من الكذبة التي عاندت حتى الاستخبارات الاميركية، ام انه اذا لم تستح فافعل ما شئت.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2177806

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177806 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40