الجمعة 13 كانون الأول (ديسمبر) 2013

الممنوع الفلسطيني الأخطر!

الجمعة 13 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par نواف أبو الهيجاء

المفاوضات جارية بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني بإشراف أميركي مباشر وجدي وشبه يومي. ويذكر وزير الخارجية الأميركي المكلف الملف التفاوضي بأن المفاوضات تشهد تقدما. أما ما هو التقدم فهو أمر غير معلن إلا من بعض التسريبات التي لا تبشر شعب فلسطين بأي خير. فلا السيادة على الأرض كاملة ولا الانسحاب إلى خطوط الرابع من يونيو 67 ولا القدس ولا اللاجئين ولا الأسرى ولا المياه أو الثروات الطبيعية في البر والبحر. كلها ملفات شائكة فلسطينيا، ولكنها في المنظور الصهيوني واضحة عبر كلمة واحدة هي (لا).
القصد أن المفاوضات جارية أعلن عنها يوميا أم لم يعلن. هي جارية في السر وكما في العلن. والمشكلة الأخطر تتمحور حول الواقع الفلسطيني العام الذي لا يشجع على الذهاب إلى المفاوضات إلى جانب الوضع العربي الأكثر هشاشة وضعفا. ثمة ممنوعات فلسطينية في مقدمها (العودة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية – السلاح الفلسطيني الأمضى). فالانقسام الفلسطيني مكرس إن في القطاع بسلطة حركة حماس أم في رام الله بسلطة تقودها حركة فتح. ويبدو أن الطرفين (طربان) على هذه الحال المأساوية. فالشعب الفلسطيني هو الخاسر الوحيد في كل ما يجري. فالاحتلال (مسرور) بأمرين أساسيين. الأمر الأول هذا الانقسام المريع. والثاني: التعاون الأمني المستمر مع السلطة الفلسطينية. وهذا التعاون هو الذي منع حتى اليوم اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة بالرغم من توفر الظروف كافة لمثل هذه الانتفاضة. القدس تهود والأقصى مهدد في كل لحظة والعنف الصهيوني مستمر والاستيطان على قدم وساق .. والبطش والقتل الصهيونيان أصبحا مادة خبرية يومية لا أكثر. والحصار المفروض على غزة يتطور تدريجيا ليخنق الأهل هناك، وهو مادة يومية تلوكها الأخبار بلا جدوى وانقطاع.
إذا كل الظروف الموضوعية والذاتية تنذر باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، ولكنها عصية حتى اليوم وهذا هو ثمرة من ثمار التعاون الأمني اليومي بين السلطة وأجهزتها والاحتلال وأجهزته.
يعني هذا أن الخاسر الدائم منذ الانقسام وحتى اليوم هو شعب فلسطين وقضيته. والتزام السلطة بالمفاوضات وشروطها حتم عليها سحب الملف من الأمم المتحدة وتسليمه للإدارة الأميركية التي تحرص على أمن الكيان الصهيوني حرصها على أمن الولايات المتحدة.
ذهاب السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات وفي ظل الانقسام كما في ظل الرفض شبه الجماعي الفلسطيني للخطوة يعني أنها تسلم المفاتيح للعدو الصهيو ـ أميركي بصرف النظر عن الرفض أو الغضب الشعبي الفلسطيني وحتى الغضب الفتحاوي.
إلى أين المسار اليوم والظرف الفلسطيني خاضع للممنوع الأخطر وهو وحدة الموقف والوحدة الوطنية؟ أليست هناك حاجة لمناقشة عامة فلسطينية لاستراتيجية مرحلية تنقذ الشعب والقضية من المنحدر الراهن؟ ألا يتوجب اليوم أن نتوقف جميعا ونعيد النظر في المسار كله في ظل تأكدنا أن المفاوضات لن تؤدي إلى إحقاق أي من حقوقنا الوطنية التاريخية في فلسطين؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165834

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165834 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010