الأحد 4 تموز (يوليو) 2010
في تأبين القائد الراحل محمد داوود (أبو داوود)

تموز أنا لا أحبك...

الأحد 4 تموز (يوليو) 2010 par أيمن اللبدي

بيني وبينك يا تموز ثأر عتيق، فأنا لا أحب تموز، وتموز لا يحب فلسطين..

هل كنا ننتظر أن يغادرنا الكبار إلا في تموز؟ هكذا هو تموز مع فلسطين ورجالات فلسطين...

في الثاني منه هذا العام غادر أبو داوود، غادرت معه علامة خاصة لا تغادر إلا مع المعلمين الكبار، مثلما غادرت يوم الثامن منه، عام 1974 مع سيف الدين الحاج أمين الحسيني علامة خاصة، ومثلما ارتقت في الثامن منه ،عام 1972 علامة غسان وفي الثاني والعشرين منه عام 1987 علامة ناجي، هذا حال تموز معنا....

قبل أن يأتي تموز يعلن قلبي الاستنفار، فهو لا يعرف أين بالضبط ستكون هذه المرة علامة تموز الجديدة، فإن مرَّ دون أن يأخذ منا، فهو يعدُّ العدة كي يأخذ في عامه القادم ثمناً أغلى، فتموز لا يمرُّ دون أن يقبض منا، أو يعدنا بقبض، أو يدهمنا بباب ضياع ..

تموز لا يرحم...

في العاشر منه عام 1986 كبّلوا الميثاق في القاهرة، فاستبدلوا القومي بالوطني، وكنا نظنها على طريق التخصيص، فجاءت على طريق التنصّل والتلخيص...

وفي الخامس والعشرين منه عام 1982، وقّع الشهيد أبو عمار اعترافاً بما تطلبه صانعة مصائبنا، وراعية ضياعنا وتشرّدنا، حكومة بريطانيا وإدارة الولايات المتحدة الأمريكية، عبر جولات مندوبها فيليب حبيب، وكان سنده أنها جزء من التكتيك على طريق فلسطين، فاكتشفنا معه أنها كانت جزءً من التفكيك....

ولا أدري إن كانت فهمت غنم عبدالله حداد، وإن كانت فهمت فعلاً فكم مرة حكى لها القصة، وإن كانت فهمت وأفهمته، تراه لم َ لمْ يعد كما وعد، عساه يفهمنا؟ أم أنه بقي هناك في عدن يبحث أصلا عن الغنم التي أضاعها التحريك...!

تموز هذا ليس بالعاديِّ، فلا يقولنَّ أحد لنا إنه عادي...

في تموز إن لم تنهار الجمال الصبورة وتقع، تنهار المتاريس الصلبة وتقع، وإن لم يحدث هذا تسقط فيه حبات القلب، تسقط عكا في الحادي عشر منه عام 1191، وتسقط القدس بيد الصليبيين اول مرة في العام 1099 .....
أنا لا أحبك يا تموز...

هذا العام اخترت قامة عالية، وهامة شمّاء ، ووجداناً نقياً، ونفساً أبيةً، اخترت معلّما في الصلابة، اخترت واحداً من مدرسة الكبار، مدرسة أبو يوسف وكمال ووليد أحمد نمر ومدرسة الأقرب أبو جهاد، مدرسة الذين وهبوا أرواحهم قبل دمائهم وأجسادهم، على طريق فلسطين، ومن أجل تراب ورفعة وعزة فلسطين، وللذين آمنوا بهم مكبلين مضيّعين، فحملوا البنادق، وحملوا معها الوصايا...هكذا كانوا، وهكذا بقوا، وهكذا ذهبوا...

هؤلاء جميعا آمنوا إيمانا واحداً، وكنت منهم يا أخي أبا داوود، كنت في هؤلاء المؤمنين، وبقيت في هؤلاء المؤمنين، ورحلت من جوار مؤمنين مثلك أنت أخوهم الأكبر، إلى جوار مؤمنين قبلك سبقوك إلى ربهم الأعظم والأكبر، ما بدّلت، ولا موّهت، ولا ساومت، ولا أوهمت، ولا استهونت.....

رحلت يا محمد...

لكنك باقٍ مع علامة البقاء، ترحل علامة معك، وتبقى علامة خلفك، وعلامتك أقوى من أن تنالها يد النكران، فلست على هذه اليد بآسف، وليست هي بالمأسوف عليها، فإنما هي يد غيرها، وخنجر عدوّك وعدوّ فلسطين ، في ظهركما معاً، كما هي في ظهرانينا، إنها يد تعض الأصابع من الندم، على أنها فوّتت فرصة خيانة سابقة، وهي يد تأكل نفسها غيظاً وكمداً على أنها لم تكن من السابقين في تجارة الأوطان، وهي يدٌ تتنكّرُ لجلدها فلا عليك منها، إنها يد غيرنا في جسدنا، فتخيّل يا أخي الحبيب، كيف تكون هذه اليد !

يا أبا داوود...

الوطن يسجّل باسمك غيمة، ويسجّل باسمك نشيداً، ويخترع باسمك رواية، ويحفر باسمك درباً ، لا تنتظر شارعاً ولا ميداناً ولا مدرسة من يد غيرنا، فهؤلاء يخشون على ذهابهم، فذهابهم كحضورهم سيكون مجرّد فقاعة، وتبقى أنت ومن على دربك ويبقى الوطن، رحمك الله يا أبا داوود...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2165426

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع مواد  متابعة نشاط الموقع سرد وحكاية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165426 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010