أبو اللطف إلى أين..؟

تعقيباً على صيغة بيان نعي أبي اللطف للمرحوم ابي داود، وخلوها من صفاته او القابه التي ظل الى اخر لحظة يتشبث بتردادها. وتعقيباً على ما نسب الى غنيم الأب من اقوال تزعم ارتداد ابي اللطف اخيراً ودخوله تحت مظلة اوسلو وعباس. وعلى رسالة ابي اللطف لرئيس وزراء السلطة سلام فياض .... اقول :

بعد نكبة اوسلو، وبعد انتكاسة بيت لحم خصوصاً، كل شيىء صار ممكناً في فتح لأسباب شتى اولها غياب القيم، ثم انقلابها الى الضد، ما ادى الى ارتداد فتح وتحولها من حركة تحرر وطني الى جهاز قمع بيد الاحتلال، واداة انتحار وتصفية للقضية.

اشير اولاً الى ان ظاهر علاقة غنيم بالقدومي يوحي بقطيعة تامة بينهما، وان كانت امارات الابقاء على شعرة معاوية بينهما ظلت قوية وظاهرة للعيان، منها ان غنيم قبل ان يلقي عصا الترحال ويحل ضيفاً على عصافير السجون الذين صاروا له ولغيره من الأبوات انداداً، نَقَدَ صاحبه ابا اللطف مبلغاً هاماً اختُلف في تفسير مبرراته. ولربما كان مستحقات متخلدة بالذمة - ان بقي لقيادات فتح بقية من ذمة - وهناك مؤشرات تدل ان عيني غنيم بقيت ترقب القدومي بكل عناية وعلى مدار الساعة.

وقد كنا المحنا الى مؤشر قد يكون مفصلياً، تمثل حسب ما افادنا به وقتها اكثر من مصدر مطلع من تونس، في قبول عباس خلال زيارته لها قبل مدة استقبال ابن القدومي رامي، رغم انه حسب نفس المصادر رفض مقابلة اي من افراد الجالية، وفيهم كثير من معارفه ومرافقيه، وان ابن القدومي تقدم اليه اثناء اللقاء بمطالب مادية، احاله فيها عباس على سفيره بتونس، وقيل ان القدومي نفسه الذي كان غادر للتو الى قطر، كان على علم بالزيارة، بل قال بعض من اتهمناه وقتها بسوء الظن ان القدومي هو من ارسل ابنه في مهمة لعباس حفاظاً على السرية لانهما يعدان لأمر ما على نار هادئة وفي كنف السرية التامة. وقد جلبت الزيارة للقدومي انتقادات واثارت حول ثباته تساؤلات غذاها انكار مستشاره عبدالهادي تصريحات نارية له كان اطلقها قبل ايام تتعلق بالسلطة.

على كل، ان غداً لناظره لقريب. ولا يستبعد ان يكون مطلِق الخبر رام ارباك خصوم السلطة، او تضخيم غنيم بادعاء انه “دجن” قيادياً مؤسساً ومعارضاً في حجم القدومي، مثلما دُجِنَ هو وسِيقَ الى بيت دايتون للطاعة. علماً بانه لم يُجمِع مَنْ حول غنيم على انه طيلة ثلاثة عقود قد افلح في تنظيم رجل واحد، بل قد ترك التنظيم يقيناً الاف بسببه.

كنا نكبر في ابي اللطف على الاقل زهده في مخصص اللجنة التنفيذية، اما وقد هانت عليه مهانة مخاطبة من طالما نعته هو بـ “كرزاي فلسطين”، ونعته رئيس الكيان الصهيوني بـ “بن غوريون فلسطين”، فان مصابنا به جلل.

كان من حقه ان يطالب بحقوقه كأي بشر، ولكن أن يمد يده إلى فياض رئيس وزراء السلطة، الغريب عن فتح والمنظمة واطرها وتاريخها ومبادئها، وأبو اللطف مسؤول مؤسس، فهذا عيب وهوان واحباط.

أما أن يطري فياضاً ويثني عليه، فداهية عظيمة وطامة كبرى، وأن لم يكن جديداً من أبي اللطف، وللتاريخ اقول : قبل سنوات شن أبو اللطف حملتة الشعواء المشهورة على فياض ونعته بما نعته، ولما ارسل له حوالة بـ ٥٠ الف دولار على ما أذكر، بعث اليه أبو اللطف رسالة شكر واطراء مكنني وقتها زميل دراسة كان يعمل مع فياض من نسخة منها كي اقطع الشك باليقين.

أختم بثلاثة اسئلة للسيد أبو اللطف فاقول : ألم يكن بامكانك أن تخاطبه عن طريق محاسبك لتصون تاريخك وتحفظ ماء وجهك؟ أو أن تخاطب السيد النشاشيبي رئيس الصندوق القومي.. أي الجهة التي تتبعها مالياً؟

ثم ما هو انطباعك حول تناقض شهاداتك في فياض؟ وحول تطابق شهادتك الأخيرة فيه مع شهادة بيريس؟ هل يشرفك أن تتقاطع شهادتك لفياض مع شهادة بيريس الذي اهاننا بها جميعا ونكس رؤوسنا بين الأمم؟

وألا تعتقد أن الأمر يقتضي منك توضيحاً عاجلاً وفصيحاً؟

اخيراً : هنيئاً لفياض بفيض كرم ولطف بيريس وابي اللطف، وثقتهما.

ورحم الله ابا الطيب، فقد خرج يوماً إلى جبل جرش، فنزل بطبريا بأبي الحسين علي بن أحمد المري الخراساني، وكانت بينهما مودة لا إلى غاية، فقال :

لا افتخار إلا لمن لا يضــــام مدرك أو محارب لا يـنام

مــن يهن يسهل الهوان عليه مـــــا لجرح بميت إيــلام

والسلام.