الاثنين 30 كانون الأول (ديسمبر) 2013

عن (السياسي) في مواجهة (الإرهابي)

الاثنين 30 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par هيثم العايدي

نزيف من الأرواح يتصدر نشرات الأخبار وتتلون المانشتات الصحفية بلون الدم جراء ما يقوم به ارهابيون من قتل وتفجير يطول أبرياء ظنوا أنهم آمنون .. وفي خضم ذلك يخرج علينا الكثيرون بحسن النية أو بسوئها بمبادرات تتحدث عن (الحل سياسي) و(الادماج في عملية سياسية) وغيرها من المصطلحات التي تغفل حقيقة غير غائبة مفادها أن (الإرهابي) لا يكترث بما تخرج به طاولات التفاوض ما دام بعض الجالسين عليها مستمرين في ضخ الأموال في شرايين الإرهاب.
وقد كانت آخر هذه المبادرات في المسألة السورية حينما طرح الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر مبادرة من ثلاثة أسس اعتبرها انها تمثل قاعدة لمحادثات السلام المنتظرة في جنيف.
ولخص كارتر هذه الأسس في إجراء انتخابات حرة واحترام نتائجها ونشر قوات لحفظ السلام.
وأعلن كارتر هذه المبادرة في مقال مشترك مع البروفسور في الجامعة الأميركية روبرت باستور في صحيفة واشنطن بوست حيث قال “لا أحد يستطيع كسب هذه الحرب”، مضيفاً “واضح ان الأطراف يعتقدون انهم لا يستطيعون الخسارة لأنهم يخشون الإبادة وهذا يفسر لماذا ستستمر الحرب ما لم يفرض المجتمع الدولي بديلاً شرعيًّا”.
وعرض كارتر وباستور مبادرة بإطلاق محادثات جنيف على أساس جعل الشعب السوري يتخذ القرار بشأن حكومة مستقبلية في انتخابات حرة تخضع لمراقبة عن كثب من مراقبين دوليين، وضمانة باحترام المنتصرين للأقليات والمجموعات المذهبية ونشر “قوة حفظ سلام قوية” تضمن تحقيق تلك الأهداف.
وقد تكون مبادرة كارتر مثالية اذا ما كان الصراع السوري مقتصرا على مجموعة من السياسيين لا يتخطى خلافهم في وجهات النظر الشجار حو الطاولات أو حتى اشتباكات المؤيدين والمعارضين في الشوارع.
فمبادرة كارتر التي تعتمد كليًّا على اجراء انتخابات وهو أمر لا ترفضه السلطات السورية شريطة أن يكون ناتجا عن توافق بين الأطراف السورية في اطار حوار جامع.
لكن الواقع على الأرض السورية يقول ان هناك جماعات مسلحة تلقت تمويلا خارجيا ودعما مخابراتيا وامدادات لا تنضب من السلاح والمقاتلين هدفها الأساسي هدم أركان الدولة السورية وتحويلها إلى ساحة قتال لأمراء حرب وبدت بوادر ذلك في القتال المستعر بين ما يسمى (الجيش الحر) والجماعات التي تحمل شعارات اسلامية.. فكيف في ظل واقع كهذا أن يختصر حل الأزمة في انتخابات تجري قبل أن يضع السوريون حدا لمعاناتهم مع الإرهاب.
لقد كان السوريون على حق عندما طالبوا بضرورة تركيز مؤتمر (جنيف2) المنتظر الشهر القادم على مكافحة الإرهاب والزام الدول الداعمة للجماعات المسلحة بوقف دعم وتمويل وتسليح هذه الجماعات باعتبار ان مكافحة الارهاب هي اساس الحل السياسي.
وعندما يتحقق للسوريين أملهم بمكافحة الارهاب ولا تكون بلادهم وجهة لإرهابيين من كل بقاع الأرض .. وقتها فقط تكون مبادرة كارتر وغيرها من المبادرات قابلة للتحقيق .. وقتها يمكن الحديث عن (الحل السياسي).



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 39 / 2180629

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180629 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40