الأربعاء 7 تموز (يوليو) 2010
أنا خط سياسي وعباس خط سياسي عكسه ولا خلافات شخصية

القدومي : لا بد من المقاومة وحل السلطة ونتينياهو إلى جهنم

سنعقد مؤتمرنا الشرعي في الخارج ومنظمة التحرير الآن هيكل فارغ المضمون
الأربعاء 7 تموز (يوليو) 2010

شن عضو الجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس الدائرة السياسية «وأمين سر حركة فتح» فاروق القدومي هجوماً على المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين السلطة الفلسطينية واسرائيل متوقعاً فشل هذه المفاوضات كما شن هجوماً على السلطة الفلسطينية ودعا لحلها وقال انها لا تمثل الشعب الفلسطيني .

وفي حديث لـ «العرب اليوم» في عمّان اكد القدومي رفضه الاعتراف بقرارات المؤتمر السادس لحركة «فتح» الذي عقد العام الماضي كما اكد رفضه الاعتراف بشرعية القرارات التي اتخذها الرئيس محمود عباس والمتمثلة يتنحيته عن منصب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير في اعقاب الاتهامات التي وجهها القدومي العام الماضي لعباس وللقيادي في حركة «فتح» محمد دحلان بالمسؤولية عن اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وقال القدومي ان اجراءات عباس بحقه كانت انتقامية مشيراً الى ان عباس اوقف ايضاً مخصصاته المالية منذ ثمانية اشهر.

واستبعد القدومي حدوث مصالحة فلسطينية مشيراً الى ان قضية المصالحة تحتوي على الكثير من التناقضات.

فيما يلي نص الحوار :

- هل تعتقد بامكانية تحقيق مصالحة فلسطينية ؟

القدومي : المصالحة الفلسطينية تحتوي على الكثير من التناقضات مما يجعل حصولها امراً عسيراً والسبب في ذلك ان الاوضاع في الضفة الغربية تختلف عنها في غزة ، فالاحتلال لا زال قائماً في الضفة الغربية مع ما يصاحب ذلك من اجراءات امنية واعتقالات واستمرار للاستيطان والتهويد كما ان السلطة الفلسطينية لا تملك حرية العمل او التصرف وهي محكومة بالاتفاقات الامنية مع اسرائيل.

ولكن في قطاع غزة الأمر مختلف فلا يوجد احتلال ولا توجد مستوطنات ولكن يوجد حصار، والمتنفذزن في القطاع المحاصر ما زالوا يحملون سلاح المقاومة ويتصدون للاحتلال الاسرائيلي ولا يعترفون باوسلو ولا باسرائيل، اما في الضفة الغربية فقد استسلموا لواقع الاحتلال ويتعاونون معه باسم حفظ الامن، كما انهم لا يحركون ساكناً امام مشاريع الاستيطان والتهويد.

هذه الوقائع المتناقضة تجعل من المستحيل تحقيق المصالحة بين فريقين لا يلتقيان على أي شيء وبالشروط التي يضعها كل فريق من الصعب بل من المستحيل تحقيق مثل هذه المصالحة.

- هل تعتقد ان اطراف اقليمية تحول دون تحقيق المصالحة وتتدخل للضغط على الفرقاء الفلسطينيين؟

القدومي : امريكا واسرائيل هما الطرفات اللذان عملا على خلق الشقاق الفلسطيني القائم مما ادى الى خلق اوضاع في الضفة الغربية وغزة لا تنسجم مع الوحدة الوطنية.

- في ضوء تعذر تحقيق المصالحة الفلسطينية، ما هو الحل من وجهة نظرك؟

القدومي : اذا اردنا ان ننقذ القضية الفلسطينية التي بدات تنزلق نحو التصفية فلا بد من عقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني من اجل انتخاب قيادة فلسطينية مسؤولة في الخارج، لأن كل المؤسسات الفلسطينية القائمة حالياً هي مؤسسات فقدت شرعيتها لأنها جاءت من خلال الاحتلال وهي تنسق معه تحت مسمى المفاوضات.

- طرحت مشروع تأسيس جبهة وطنية فلسطينية تضم كافة الفصائل بما فيها حركة «حماس» لاعادة الاعتبار لدور منظمة التحرير الفلسطينية، اين وصل مشروعك في هذا الاطار؟

القدومي : اود ان اذكر انه ومن اهم قرارات اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة عام 2005 كان تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولكن السلطة الغت هذا القرار واستمر الوضع الى ان وصلنا الى الخلاف القائم حالياً، لذلك طرحت مشروع من اجل عقد المجلس الوطني ولكن مع الأسف الشديد لم نتمكن من تحقيق ذلك، وكتبت للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حول هذا المشروع عام 2008 فلاقى استحسان منه، ولكن ايضاً لم نصل الى اية نتيجة وعلى ما يبدو فان الاطراف المعنية تتمسك بالسلطة وهذا مع الأسف قضى على اي امل لتفعيل دور منظمة التحرير بحيث تبقى مجرد شعار واذا قيل ان منظمة التحرير في الداخل هي منظمة سيادية فهذا كلام غير سليم، هذه منظمة مفرغة من سيادتها، انها كيان لا يمتلك قراره وخاضع لسيادة اخرى، لكننا في الخارج نمتلك بالفعل كل هذه الاشياء السيادية، ونقول لنتنياهو اذهب الى الجحيم وهو ما لا يستطيع ان يقوله اي من الموجودين في الداخل ونقول ان اسرائيل دولة عنصرية ولا بد من مقاومتها بالسلاح.

- كنت من اشد المعارضين لمؤتمر حركة «فتح» السادس الذي عقد العام الماضي، ألا زلت على موقفك؟

القدومي : المؤتمر السادس للحركة غير شرعي ولم يغير شيئاً، ونحن واخوتنا جميعاً في الخارج والكثير منهم في الداخل لا يعترفون بشرعية هذا المؤتمر ولا بنتائجه، لذلك يبقى الامر على ما هو عليه، كل مؤسسة في الداخل تفقد شرعيتها ما دامت في حضن الاحتلال الاسرائيلي، بمعنى آخر لا تملك الحرية في التصرف ولا الحرية في قيادة الشعب ولا تملك السيادة، لهذا فاننا سنقوم مع الاخوة في «فتح» الذين يؤمنون بعدم شرعية المؤتمر السادس للدعوة الى عقد مؤتمر آخر في الخارج، ما زلنا نجري مشاورات مع جميع الذين يؤمنون بحركة «فتح» وبنظامها الداخلي ومبادئها وبسياستها واستراتيجيتها، هذا ما نسعى اليه، اما في الداخل فنعتقد ان هناك انحرافاً كاملاً نحو التسليم بواقع الاحتلال.

- بعد تصريحاتك الشهيرة العام الماضي والتي اتهمت فيها الرئيس عباس والقيادي في «فتح» محمد دحلال بالمشاركة في تصفية الرئيس عرفات، توترت الاجواء مجدداً بينك وبين الرئيس ابو مازن الذي اتخذ بحقك اجراءات عقابية منها اعفائك من منصب رئيس الدائرة السياسية للمنظمة، ولكن لاحقاً حاول الرئيس عباس الاتصال بك من خلال وسطاء لتلطيف الاجواء بينكما، الى اين وصلت الامور بهذا الاطار؟

القدومي : اولاً انا ارفض الاعتراف بأية قرارات اتخذها ابو مازن وغيره بحقي، هذه قرارات غير شرعية فقد انتخبت عام 1988 كوزير خارجية لدولة فلسطين من المجلس الوطني في دورته الخامسة عشرة وانتخب ابو عمار رئيساً لدولة فلسطين ولا شيء ولا أي شخص يستطيع ان يغير بهذه القرارات سوى المجلس الوطني، واود ان اؤكد ان الدائرة السياسية لم تحل وانا امارس كافة مهامي في الدائرة السياسية وفي العمل السياسي، واريد ان اشير هنا الى ان الاجراءات العقابية معي مستمرة حيث تم ايقاف مخصصاتي المالية منذ ثمانية اشهر.

- وعلاقتكم مع ابو مازن؟

القدومي : خلافي معه خلاف سياسي، انا اؤيد المقاومة وارفض الاعتراف باسرائيل كما ارفض المس بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وابو مازن عكس هذا الخط تماماً ولا يمكن لي ان التقي معه، واقول له، هداه الله، انا لا اكرهه ابداً.

- يحذر مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية مثل الرئيس عباس من خطورة العودة للمقاومة المسلحة على المشروع الوطني الفلسطيني، كيف تنظرون لدعوات اسقاط المقاومة المسلحة؟

القدومي : اذا اردنا ان نحقق تقدماً على طريق تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فلا بد من عملية تغيير في النهج الفلسطيني، وعدم الاعتماد على مشاريع التسوية التي تقدم من الولايات المتحدة واسرائيل، ان الحكومة الحالية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تريد السلام، فهي تدعي ان الارض الفلسطينية كلها يهودية، فعلى ماذا نتفاوض؟ ولهذا السبب فان التعامل مع اسرائيل يجب ان يكون من خلال الكفاح اليومي والمقاومة، العمل يجب ان يكون من خلال المقاومة، وعدم الاعتماد على الانظمة العربية، واذا قرأنا التاريخ نجد ان الانظمة العربية في معظمها هي التي سمحت بأن تأخذ اسرائيل هذه المساحة من الوجود داخل المنطقة، وانا ادعو الشعب الفلسطين لانتفاضة ثالثة، فهناك احتلال اسرائيلي ما زال قائماً، وانا استغرب كيف يدعي البعض ان المقاومة المسلحة خطر على الشعب الفلسطيني، اسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة ولا تعمل حساب إلا لهذه اللغة.

- كيف تنظر للمفاوضات غير المباشرة؟

القدومي : لا شك في ان التسوية السياسية فاشلة منذ ان بدأت، والسبب في ذلك هو ان الولايات المتحدة تدعم اسرائيل ولا يمكنها ان تكون وسيطاً نزيهاً لتنفيذ اي اتفاق او مشروع تسوية، وللأسف ان السلطة الفلسطينية تسير في بحر هائج ولا تتقن السباحة، وهذه السلطة تفتقد الذاكرة التاريخية لتتخذها عبرة لتحدد مواقفها عندما تفاوض اسرائيل، هذه المفاوضات ستؤدي الى تسويات مهينة.

- دعوت في السابق لحل السلطة الفلسطينية، هل ما زلت متمسكاً بهذا الموقف؟

القدومي : نعم ، لا بد من حل السلطة الفلسطينية، هذه السلطة التي تعتمد على المعونات المالية المقدمة للشعب الفلسطيني من الدول الاوروبية وامريكا والدول العربية، هذه السلطة تقود مفاوضات عبثية وهي لا تمثل الشعب الفلسطيني، كما انها سلطة لا صلاحيات لها وعملها لا يتعدى عمل المجالس البلدية، والاهم من ذلك انها لا تمثل الشعب الفلسطيني.

- المصدر : صحيفة «العرب اليوم» الأردنية.

التاريخ : 2/7/2010



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2180695

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2180695 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40