الاثنين 13 كانون الثاني (يناير) 2014

مخيم اليرموك: يا رب المستضعفين

الاثنين 13 كانون الثاني (يناير) 2014 par صالح عوض

تتكدس أنقاض البيوت المقصوفة فوق أجساد هي أقرب للجثث في مخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق.. عشرات الأموات قضوا وهم يقاومون الجوع وآلام الأمراض في مخيم اليرموك.. وقصف الأبطال من كل فرق الموت من كل الجهات ينصب على الناس المستضعفين في بيوتهم لا يعرفون سببا لاستهدافهم.
هنا مخيم اليرموك عنوان مخيماتنا الفلسطينية بالديار السورية.. هنا الفارين بجلدهم من المجازر الصهيونية علّهم يتكئون إلى أرض تؤمنهم يصبون منها روحهم مقاتلين من اجل العودة إلى ديارهم.. هنا القصص والرواية الفلسطينية المدماة.. وهنا صدور المقهورين لبعدهم عن وطنهم.. وهنا طلائع المقاومة الأولى ورجال الثورة.. هنا الفلسطينيون المعذبون المطحونون.
وعندما نتكلم عن المخيمات يجب ان ننتبه إلى عدة نقاط أساسية، أولها ان سكان المخيمات هم أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة والمقاومة، وأنهم يعيشون قيودا إضافية نتيجة حرمانهم من جواز سفر وتعرضهم بسبب قضيتهم للتتبع الأمني لاسيما في بلد تحكمه حالة أمنية مستنفرة كسوريا وإن كان الفلسطينيون قد تمتعوا بتساو في المعيشة مع إخوانهم السوريين ولم يجدوا من الدولة او الشعب الا كل إكرام.. وأصابهم من النظام مثل ما أصاب إخوانهم السوريين.
في سوريا كان اللاجئون الفلسطينيون والذين يزيد عددهم عن نصف مليون نسمة هم المعين الذي لا ينضب في تزويد فصائل المقاومة الفلسطينية بالمقاتلين والقادة لاسيما عندما استقر مآل الثورة في لبنان، وكانت قوافل الشهداء تتوافد يوميا من ساحات القتال إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وعلى رأسها مخيم اليرموك.
منذ اندلعت الفتنة واجه المخيم قدره، حيث يكون الفلسطينيون هم الضحية الأولى لكل فتنة او حرب بين العرب بشكل مباشر او غير مباشر.. وكان من المفترض ان يجنب الفلسطينيون مخيمهم اطراف الحرب والموقف من اطراف الحرب الداخلية.. الا ان ضغط الطرفين كان قاسيا فأصبح للأسف هناك مقاتلون تابعون للطرفين المتصارعين، ووجدت المعارضة المسلحة السورية ضالتها في الاختباء في المخيم ذي الموقع الاستراتيجي وإن كانت الغالبية العظمى في المخيم ليست مع هؤلاء أو اولئك.
الوضع الآن زاد عن الحد، فلقد سقط عشرات الأسخاص يتضورون جوعا وهرع الأطفال إلى شوارع المخيم يهتفون النجدة النجدة.. يناشدون الفرسان المقاتلون من القوى المتضادة أن أخرجونا من اللعبة القذرة.. لا يعرف هؤلاء الأطفال ان المستهدف هو حقهم في العودة وتبديدهم في الآفاق لتكون استراليا والبرازيل هو السبيل المتاح لمهاجريهم الذين يجدون الموت في البحر ينتظرهم بأنيابه.

مخيم اليرموك تتناوبه المآسي من كل جهة والصواريخ الآن هي أخفها وطأ.. الجوع والمرض والبرد والتشرد وهو يرفع يديه لله رب العالمين: اللهم يا ربنا ورب المستضعفين إلى من تكلنا إلى إخوة يقتلوننا وإلى غربة تقهرنا وجوع يفتك بنا ولا مغيث لنا.. اللهم إن رحمتك أوسع بنا.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2182093

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182093 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40