الخميس 16 كانون الثاني (يناير) 2014

العراق امتحان وحدتنا العسير

الخميس 16 كانون الثاني (يناير) 2014 par صالح عوض

ثمن إضافي جديد تدفعه الفلوجة والأنبار وديالى على جهادها ومقاومتها للإحتلال الأمريكي سنوات طويلة انه الهجوم من قبل جيش المالكي وقيامه بقصف المدن والبيوت وقتل الآمنين بحجة الهجوم على القاعدة، مستفيدا في ذلك من الدعاية الدولية ضد القاعدة.. وذلك بعد سنوات من الظلم والقهر الذي انصب على أهل هذه الديار الكرام.

وكلنا نتذكر أن حكومة المالكي ودستوره وتركيبة حكومته من مخلفات الاستعمار الأمريكي للعراق وهو مشروع للانتقام والفساد الإداري والمالي الذي يزكم الأنوف.. فهل هذا الذي يدور من حرب مجنونة تصفية حسابات بين منطقة كسرت أنف الأمريكان من جهة ومخلفات الاستعمار من جهة اخرى؟

الفلوجة والموصل وكل الأنبار في مواجهات دامية ولم يستطع المالكي ان يحسم الأمور في أيام كما كان يردد، بل تفاجأ الجيش الحكومي المشبوه أن النار تشتعل تحت قدميه في الموصل وتكريت والأنبار.. ولعل الشعارات التي اطلقها المالكي لإثارة نعرات طائفية ادخلت الأزمة إلى حلقة من الصعب الخروج منها، فمثلا ما معنى ان يقول المالكي: “إننا نخوض حربا مقدسة.. وأن حربنا هي حرب الحسين ضد يزيد.. وأن بيننا وبينهم بحر من الدم.. وإنها حرب وجود أو لا وجود.. إنها حرب اسلام ضد كفر.. إن هؤلاء المتظاهرين ليسوا عراقيين.. نقول لهم انتهوا قبل أن تنهوا”، ما هذا الجنون؟

وانه ليس منطقيا إحالة الأمر كله على الدول الإقليمية المشبوهة بدورها في تأجيج الصراع الطائفي.. صحيح أن هناك جهات عراقية مرتبطة بأجندات خارجية، ولكن لا ينبغي اختزال المشهد في هذه الصورة المختزلة.. فإن الاعتصامات التي تواصلت لأشهر عديدة كانت سلمية ولم تحمل سلاحا ولها مطالب محقة على رأسها اطلاق صراح النساء والرجال -600 ألف معتقل- من سجون تنتهك أدنى حقوق الإنسان وأعلاها.

ورغم ان هناك أصواتا معتبرة من شيعة العراق تدعو إلى إيقاف هذه الكارثة، وتقدم مبادرات إيجابية نحو الأنبار، متحررة من التصنيف الطائفي، إلا أن هذه الحرب المجنونة التي يطلقها المالكي ستلقي بظلالها الكارثية على العراق، بل على المنطقة كلها..

قد اندلعت الحرب بين العشائر في الأنبار والموصل مع جيش المالكي المعتدي، وهي حرب قذرة يموت فيها عراقيون عكس ما يقول المالكي.. ويندق إسفين في المكون العراقي رغم محاولات محترمة من عراقيين شيعة وسنة علماء ومراجع لإبعاد شبهة الطائفية عما يجري.

لقد كانت الفلوجة مقبرة أحلام الجيش الأمريكي.. وهي لن تستسلم لمنطق المالكي أو قوته.. وإن كان قدر الفلوجة والأنبار قيادة الكفاح الأسطوري ضد المخطط الأمريكي وإسقاطه وإفشاله استراتيجيا ومنعه من التحرك ضد المنطقة، كما صرح بذلك مسئولون امريكيون كبار، فها هو قدر الفلوجة مجددا ترسمه رجولة أهل الأنبار الاستثنائية، يواجه منطق المالكي الشرير ليحسم معركة هي الأخيرة على أرض العراق ضد بقايا المشروع الأمريكي.. فوحدة العراق مطلب أساسي لنهضة الأمة ووحدتها.. وكسر رياح الطائفية المسلحة فريضة على كل مسلم وكل عربي وكل عراقي.

العراق يا مولد أبينا إبراهيم عليه السلام، ومهد الأنبياء الكرام والأئمة الأطهار.. يا معقل الحرف الأول في أبجدية العلم، ويا أول قوانين البشر، ويا إلهام الفنانين والشعراء والفقهاء، نحن لا نخاف عليك، بل نخاف من خوفنا عليك.. أنت نموذج وحدتنا الاسلامية العظيمة يا عراق جعفر الصادق وأبو حنيفة النعمان ومنبع الإجتهاد وتنوعه.. إننا لن نخطئ التقييم والموقف.. ولن نكون يا عراق مع أصدقاء أمريكيا وحلفائها ضد من قاتل أمريكا ومشروعها، فمد إلينا يديك.. أخرجنا من نار الفتنة واجعلها بردا وسلاما.. وأفرد سيفك عاليا يا سيف ذي الفقار.. فكم نحن نحتاجك الآن.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2165592

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2165592 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010