السبت 18 كانون الثاني (يناير) 2014

أعباء “أوسلو”

نواف ابو الهيجاء
السبت 18 كانون الثاني (يناير) 2014

ابرمت «اتفاقية اوسلو» بين الطرفين الصهيوني والفلسطيني في 13 من ايلول العام 1993. وبعد مرور اكثر من عشرين عاما والمفاوضات الفلسطينية ــ الاسرائيلية جارية منذ نحو خمسة اشهر برعاية الولايات المتحدة الاميركية يرتفع سؤال عن مصير «اوسلو» عما تحقق منها صهيونيا وفلسطينيا.
قضت الاتفاقية بما يأتي:
1 - قيام حكم ذاتي فلسطيني خلال خمس سنوات في الضفة والقطاع مع مجلس تشريعي.
2 - يبدأ انسحاب القوات الصهيونية من المدن الفلسطينية السبع المحتلة بعد شهر من ابرام الاتفاقية.
3 - الامن الداخلي من مهام قوة شرطة فلسطينية مع وجود لجنة مشتركة للتعاون الامني.
4 - للمجلس التشريعي الفلسطيني حق الولاية على كل الضفة الغربية وقطاع غزة... ماعدا القضايا المتروكة للمفاوضات.
5 - الامن الخارجي والعلاقات الخارجية والمستوطنات من مهام السلطة الفلسطينية في المناطق التي سينسحب منها الجيش المحتل.
هذه اهم النقاط التي اتفق عليها سواء في نصوص الاتفاقية او في البروتوكولات الملحقة بها ومنها بروتوكول باريس او «اوسلو 2».
بعد مرور كل هذا الزمن ماذا انجز من اتفاقية اوسلو؟ فلسطينيا اقدمت السلطة على انتخاب مجلس تشريعي في العام 1996، كما انجزت تشكيل جهاز شرطة وتشكيل جهاز امني. والتزمت السلطة بالتعاون الامني مع الكيان المحتل الى حد جعل اجهزة الامن الفلسطينية والشرطة الفلسطينية اجهزة حماية لأمن الاحتلال. ولم تقدم السلطة على أي اجراء مناقض لما ورد في «اوسلو».
الصهاينة اعادوا نشر او تموضع قواتهم في الضفة الغربية اولا ومن ثم اقدموا على عملية انسحاب احادي الجانب من قطاع غزة تحت وطأة ضربات المقاومة المسلحة هناك في العام 2005.
العدو الصهيوني اقدم على اعادة اجتياح الضفة الغربية والقطاع في العام 2000 بعد اندلاع انتفاضة الاقصى. وبقيت قواته محتلة لكل الضفة الغربية حتى اليوم وهي تقوم بالقمع والملاحقة والاعتقالات والقتل وتدمير البيوت ومصادرة الاراضي... الخ من الممارسات التي يعرفها العالم كله. كما انها اقدمت على بناء الجدار العازل العنصري الذي التهم نسبة من اراضي الضفة الغربية وتوسع الاستيطان وتضاعف عما كان عليه قبل «اوسلو» بحيث وصل عديد المستوطنين في الضفة الغربية ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل الاتفاقية. وانكر الاحتلال على السلطة الفلسطينية حق الولاية على اراضيها ـ اكانت من الفئة (أ) ام ( ب ) ام (ج) وتعاملت مع الارض والانسان في الضفة على اساس انها هي الولية والمسؤولة تماما عنهما، وجردت السلطة من كل صلاحياتها، حتى أن رئيسها إن اراد السفر حصل على موافقة الاجهزة الامنية للاحتلال. اما بالنسبة لمفاوضات الوضع النهائي التي كانت الاتفاقية قد حددت لها السنة الرابعة من ابرامها فهي اليوم قيد البحث في المفاوضات الحالية التي تتركز على القضايا المعروفة (الامن والمستوطنات والحدود والقدس واللاجئين والاسرى والقضايا ذات الاهتمام المشترك).
ما نفذ من الاتفاقية اقتصر عمليا على التعاون الامني بين الطرفين لأنه يخدم الامن الصهيوني. وبعد مرور اكثر من عشرين عاما على ابرام الاتفاقية فالوضع الراهن يقول ان فترة المفاوضات تلك كانت مضيعة للوقت والجهد وادت الى الانقسام الفلسطيني بين الضفة والقطاع المخنوق بالحصار الصهيوني منذ الانسحاب منه.
اتستغرب السلطة ان يقال اليوم ان المفاوضات كانت عبثية؟ على ماذا حصل الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة خلال العشرين سنة الماضية؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2178420

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178420 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40