هل نشهد مؤشرات مبكرة على نهاية مرحلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع بقاء أكثر من نصف ولايته الثانية؟ وهل يمكن اعتبار نأي بعض الديمقراطيين بأنفسهم عن سياسته الداخلية، في إطار محاولتهم إقناع الناخبين بإعادة انتخابهم لمجلس الشيوخ، وتوجيه البعض الآخر انتقادات حادة لسياساته وإدارته إقراراً بمخاوف الديمقراطيين من فقدان شعبيتهم، وبالتالي انحسار فرصهم في الوصول إلى البيت الأبيض مجدداً؟
رغم أن انتخابات مجلس الشيوخ بعيدة نسبياً، كونها ستجرى في 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلا أن بعض الديمقراطيين بدأوا “مبكراً” حملات إعادة انتخابهم، أو انتخابهم لعضوية المجلس، وأطلقوا تأكيدات على استقلالهم عن سياسات الرئيس الديمقراطي، في سياق محاولات قد تتجاوز مطامحهم إلى هدف حزبهم الأساسي والحيوي في الحفاظ على هيمنته على مجلس الشيوخ .
بعض المرشحين في ولايات محافظة خسرها أوباما في انتخابات 2012 أخذوا نهج الانتقاد لبرامج الرعاية الصحية والطاقة وغيرها، استراتيجية للحفاظ على تأييد الناخبين، وبينهم 3 من الأعضاء الحاليين هم ماري لاندريو من لويزيانا ومارك بريور من اركنسو ومارك بيغيتش من ألاسكا، وإلى جانبهم ناتالي تنانت التي تسعى لملء فراغ السيناتور المتقاعد جاي روكفيلر من فرجينيا الغربية، وهناك أعضاء آخرون يسعون لإعادة انتخابهم ألمحوا إلى أنهم قد لا يقومون بالكثير من الجولات الانتخابية مع الرئيس الأمريكي .
هذا النأي -على أقل تقدير- عن أوباما وإدارته، تدعمه مؤشرات قوية وكثيرة على تراجع منسوب التأييد الشعبي، إذ أظهر استطلاع “رويترز - إبسوس” الذي نشرت نتائجه الخميس الماضي، أن 38% من الأمريكيين ينظرون بإيجابية لأداء أوباما، بينما بلغت نسبة المعارضين 53%، بعدما سبق أن أظهرت استطلاعات أخرى نتائج مشابهة .
القضايا الداخلية هي ما يعني الناخبين الأمريكيين بشكل أساسي، وأحياناً تعنيهم بعض القضايا الخارجية التي تمسهم بشكل مباشر، من قبيل قرارات المشاركة في حروب أو خوضها، أو التدخل في نزاع خارج الحدود، لكن مقياس القبول أو الرضا الشعبي يتأثر على الدوام بانعكاسات السياسات الداخلية على طريقة العيش، وبمقدار تحسين متطلبات الحياة في فترة بحد ذاتها .
أياً كان الأمر، فإن المؤشرات واضحة على صعوبة مهمة الديمقراطيين في استعادة وإقناع الناخبين، والتململ الشعبي من سياسات إدارة أوباما سيفرز تغييراً بالضرورة من خلال صناديق الاقتراع، ولعل البدء بتداول أسماء المرشحين المحتملين لخلافة أوباما، والمنافسة على منصب الرئاسة قبل أكثر من عامين على انتهاء ولايته، يكشف توجهاً مبطّناً إلى تطمين وتهدئة الناخبين، من خلال طرح أسماء قد تكون ما زالت تتمتع بشعبية وتأييد جماهيري .
مأزق كبير يواجهه الحزب الديمقراطي، أمام اقتناع كثيرين بطروحات وانتقادات خصمه الجمهوري الذي يتحدث على الدوام عن تراجع القوة الأمريكية على المستوى العالمي، وترنح السياسة الداخلية للإدارة الديمقراطية، ما يشكل دعاية انتخابية مبكرة جداً، وخطوة أساسية في محاولات الجمهوريين للعودة إلى سدة البيت الأبيض، بعد غياب كان سببه شبيهاً إلى حد ما، بما يواجهه الديمقراطيون حالياً .
الخميس 6 شباط (فبراير) 2014
مؤشرات نهاية مرحلة؟
الخميس 6 شباط (فبراير) 2014
par
محمد عبيد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
18 /
2177885
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
18 من الزوار الآن
2177885 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 10