مصادر فلسطينية و«اسرائيلية» تؤكد بدء المفاوضات المباشرة خلال اسابيع

ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية اليوم الاثنين عن مصادر سياسية «اسرائيلية» قولها إن المفاوضات المباشرة ستنتطلق في الأول من الشهر المقبل، بعد أن توصلت الحكومة «الاسرائيلية» والإدارة الأميركية الى تفاهم بضرورة الانتقال الى المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن، وأن الرئيس الأميركي يضغط بكثافة على قيادة السلطة الفلسطينية للموافقة على الدخول للمفاوضات المباشرة.

ونقلت صحيفة «الأيام» الفلسطينية اليوم ان المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط، السيناتور جورج ميتشل، سيصل الى المنطقة، على الارجح يوم الجمعة المقبل حيث سيستقبله رئيس سلطة رام الله، محمود عباس، يوم السبت، وسط تقديرات بأن تتركز محادثاته مع الفلسطينيين و«الاسرائيليين» على متطلبات اطلاق المفاوضات الفلسطينية - «الاسرائيلية» المباشرة بعد ان قال الرئيس الاميركي باراك اوباما لعباس في مكالمتهما الهاتفية الاخيرة، إنه يرغب ببدء المفاوضات المباشرة في اقرب وقت.

واشارت المصادر ذاتها للصحيفة الى ان الرئيس الاميركي، الذي أكد لعباس التزامه الشخصي بالعمل من اجل اقامة الدولة الفلسطينية، ابلغ عباس بأن المبعوث الاميركي سيعرض عليه «خطوات» يأمل ان يكون تنفيذها يساهم في اتخاذ قرار فلسطيني ببدء المفاوضات المباشرة.

ويسود الاعتقاد بأن الادارة الاميركية بلورت هذه «الخطوات» مع «الاسرائيليين» خلال المحادثات التي اجراها رئيس الوزراء «الاسرائيلي»، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الاميركي اوباما والمسؤولين الاميركيين بمن فيهم ميتشل خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن قبل ايام والتي اكد خلالها انه لن يطرح اياً من مواقفه فيما يخص قضايا الحل النهائي الا خلال المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين.

وبحسب المصادر فإن الرئيس الاميركي لم يحدد هذه الخطوات غير ان الاعتقاد السائد هو انها ذات الخطوات الخمس الخاصة ببناء الثقة والتي كانت الادارة الاميركية تحدثت سابقاً عنها في خريف العام الماضي وتشمل وقف الاجتياحات «الاسرائيلية» للاراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية بمعنى العودة الى وضع ما قبل 28 ايلول العام 2000 والافراج عن معتقلين وتمكين سلطة رام الله من تنفيذ مشاريع في المناطق المصنفة (ج) وازالة الحواجز وتوسيع مدى حرية الحركة وتوسيع رقعة المناطق التي تسيطر عليها سلطة رام الله وادخال متطلبات السكان في غزة.

ووصفت المصادر الفلسطينية فترة الاسابيع القليلة المقبلة بأنها حرجة وسيتخللها العديد من الاجتماعات لعل ابرزها اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية نهاية الشهر الجاري، علماً أنها اللجنة التي اقرت المحادثات غير المباشرة لفترة 4 شهور والتي من المرتقب ان تجتمع مجدداً في شهر ايلول على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

ولكن انعقاد هذه اللجنة، التي ستبحث في مصير المحادثات غير المباشرة، يأتي في وقت بدأ فيه عدد من الاطراف العربية إعلان تململه من المحادثات غير المباشرة التي لم تفض الى اية نتيجة.

بالمقابل فقد بدأ مسؤولون فلسطينيون بالحديث صراحة عن متطلبات الانتقال الى المحادثات المباشرة وهي اساساً ثلاثة امور وهي ان تكون المرجعية التي ستجري على اساسها المفاوضات واضحة وهي حدود الرابع من حزيران 1967 (ما يعني تقدماً في ملفي الحدود والأمن) استناداً لقرارات الامم المتحدة والمبادرة العربية للسلام التي تشكل مضمون مرجعية المفاوضات، وان يكون هناك سقف زمني واضح لاتمام المفاوضات وثالثاً، ان يكون هناك وقف تام للانشطة الاستيطانية خلال المفاوضات.