الثلاثاء 25 شباط (فبراير) 2014

عندما يزور نتنياهو جرحى عصاباته!!

عامر التل
الثلاثاء 25 شباط (فبراير) 2014

منذ بداية الأزمة في سورية، قلنا مرارًا إنّ ما يجري فيها مؤامرة تستهدفها أرضًا وشعبًا. وانخدع الكثيرون بما تبثّه قنوات الفتنة من أكاذيب وتلفيقات لا أساس لها من الصحّة على أرض الواقع. رغم أنّ هذه الفضائيات اضطرّت لمرّات عديدة للاعتذار عن أخبار وصور بثّتها، كون هذه الصور كانت قد التقطت في دول أخرى وقبل سنوات، وجرى تسويقها على أنها في سورية!
بعد توالي الأحداث، تراجع الكثيرون عن مواقفهم التي جاءت بناءً على الخداع الاعلاميّ، وتأكد للجميع أنّ ما يجري ليس بثورة، وأنّ من يقوم بها ليسوا بثوّار.
وتوالت فضائح هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم «ثوّارًا»، وكان آخرها قبل أيام، الزيارة التي قام بها رئيس وزراء العدوّ لجرحاهم في المستشفى الميداني الذي أقيم فلسطين المحتلة، قرب الحدود مع سورية.
وكانت الاتهامات لنا أنّنا نقف إلى جانب سورية من باب «النفاق» أو «العمالة» أو «التشبيح» كما وصفنا البعض من الكتبة في الصحف الأردنية. وأنّ وقوفنا إلى جانب سورية فيه تحدٍ للرأي العام الأردنيّ. لكن الأيام أثبتت أن غالبية الأردنيين يقفون إلى جانب سورية، ويرفضون المؤامرة عليها والتدخل في شؤونها الداخلية، لأنّ سورية بتصدّيها للمؤامرة تدافع عن الأردن وسورية وكل المنطقة، ولأن نجاح المؤامرة على سورية، يعني أن تتحول المنطقة كلّها إلى محمية «إسرائيلية»، وأن نتحوّل كمواطنين إلى عبيد لدى العدو الصهيوني.
وكرّرنا مرارًا أنّ دفاعنا عن سورية هو دفاع عن الأردن، وجاءت الأحداث لتؤكّد أنّ أحد أهداف الحرب الكونيّة على سورية يأتي من باب ضرب قوى المقاومة لتصفية القضية الفلسطينية لمصلحة العدو الصهيوني وعلى حساب الأردن. لذلك ليس مستغربًا أن نجد كلّ القوى والدول المعادية للمقاومة تصطف مع أعداء الأمة وسورية الداخليين والخارجيين.
إنّ زيارة نتنياهو لجرحى العصابات الإرهابية أكدت قصر نظر البعض وعمالته، فأين «الإخوان المسلمين» من هذه الزيارة، أليس الأجدى أن تقوم بإعادة تقييم مواقفها من هذه «الثورة» التي تؤكد كل يوم عمالتها وارتباطها بالمشروع الأميركي ـ الصهيوني؟ أليس مطلوبًا من هذه الحركة التي ملأت الدنيا صراخًا، أن تعترف بأنها أخطأت وأنها تتراجع عن تأييدها لهؤلاء العملاء؟ لكننا على ثقة بأنّ «عصابات الإسلام الأميركي» لن تتّخذ أيّ موقف بهذا الاتجاه، لأنها مرتبطة بتنفيذ المشروع الصهيو ـ أميركي في المنطقة. ولهذا، تقوم بإثارة الفتن المذهبية والطائفية عبر استهدافها حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، واستهدافها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة للمقاومة.
لقد سقطت ورقة التوت الأخيرة التي كانت تغطي عورات «جماعات الإسلام السياسي الأميركي» والأنظمة العربية والدول الغربية المتباكية على دماء السوريين، وهم من يقومون بقتل السوريين وتدمير سورية.
أين حماة السيادة الأردنية الذين يهاجمون سورية دولةً وقيادةً كلّما دافع السفير السوري في عمّان، أو أيّ مسؤول سوريّ، عن بلده وقيادته. أين هم ممّا قاله أحد الجرحى الذين التقاهم النتن حين هاجم الأردن وقال أن معاملة الأردن كانت سيئة، بينما وجد في «إسرائيل» العناية الممتازة ؟!
هل تدرك الحكومة الأردنية أنّها مهما قدّمت من مساعدات في عمليات تهريب الأسلحة وتدريب هؤلاء الإرهابيين، لن تسيطر على قرارهم؟ فقرارهم عند «إسرائيل» وأميركا لا عند السلطات الأردنية التي تقدّم لهم ما يُطلب منها.
إن الحكومة الأردنية بدعمها هؤلاء الإرهابيين تهدّد أمن الأردن واستقراره، وتعمل ضدّ مصلحة الأردن، لأنّ هؤلاء الذين تدعمهم لا يملكون قرارهم. فهذا القرار عند العدو الصهيوني الذي يتربص بنا من خلال فرض ما يسمى تسوية نهائية للمسألة الفلسطينية على حسابنا.
إنّ سورية التي علّمت العالم الأبجدية تعلّم العالم الآن أبجدية الصمود والتصدّي والمقاومة، لكل وحوش الدنيا الذين جمعتهم أميركا والعدو الصهيوني وآل سعود وقطر وتركيا وغيرهم من دول المنطقة والعالم وهي في طريقها للانتصار على صهاينة الداخل والخارج، وستنهض من بين الدمار كطائر الفينيق، وستكون للرئيس الدكتور بشار الأسد الكلمة الفصل في شؤون المنطقة والعالم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4 / 2165551

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165551 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 29


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010