في الذكرى العشرين لمجزرة الحرم الابراهيمي كنيست العدو يناقش الاستيلاء على الأقصى وأبناء القدس يردون بالاعتصام فيه

 اشتباكات في الحرم

هذا وبثت وكالة الأنباء الفرنسية منذ الصباح أخبار الاشتباكات داخل الحرم ففي حين قالت الفرنسية أن الشرطة« الاسرائيلية» دخلت صباح الثلاثاء الى باحة المسجد الاقصى في القدس القديمة لتفريق متظاهرين فلسطينيين كما اعلن ناطق باسم الشرطة لوكالة فرانس برس.
وقال الناطق ميكي روزنفيلد ان “قواتنا دخلت الى الموقع واستخدمت وسائل تفريق التظاهرات اثر رشق فلسطينيين حجارة على زوار” مضيفا ان “توترا شديدا” يسود قبل مناقشات مرتقبة في الكنيست مساء حول مشروع تقدم به نائب لبسط السيادة الكاملة على الاقصى.

وتواصل صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة صفحات ائتلاف شباب الانتفاضة وصفحة قاوم بث فعاليات التصدي لشرطة العدو وقطعان مستوطنيه في الحرم والحارات القديمة من القدس بينما تصادف اليوم الذكرى العشرون لمجزرة الحرم الابراهيمي الشريف حيث دعت الحراكات الشبابية الفلسطينية لاحياء هذا اليوم بالتصدي للعدو في المدن والمخيمات والقرى وكافة نقاط الاحتكاك مع مستوطنات العدو والشوارع التي يسلكها المغتصبون.

 إعلان العدو

وكانت أعلنت رئاسة الكنيست «الإسرائيلية» أمس، عن إدراج موضوع «السيادة على المسجد الأقصى» على جدول أعمال الهيئة العامة اليوم، بعد أن سقط الموضوع في الأسبوع الماضي، بسبب موجة الغضب والاستنكار الواسعة.
وكان النائب المتطرف «موشيه فيغلين» قد قدم هذا الطلب على الهيئة العامة للكنيست أواخر الشهر الماضي، ويقضي بموجبه بسط السيادة «الإسرائيلية» على المسجد الأقصى، رافضاً أن تكون السيادة للمملكة الأردنية الهاشمية.
وعلى الرغم من أن القرار اتخذ في قاعة خالية من النواب باستثناء ثلاثة، أحدهم رئيس الجلسة والآخر «فيغلين» ونائب آخر، إلا أن رئاسة الكنيست سارعت، على غير جاري العادة، إلى التجاوب مع القرار، الذي عادة ما يستغرق التجاوب معه أشهراً عدة.
ودخل الحاخامات اليهود على خط اليمين اليهودي المتطرف لإعادة طرح مشروع فرض سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى أمام الكنيست، تزامنا مع تهديد المستوطنين باقتحامه اليوم.
في السياق ناشد النائب طلب أبو عرار، الأوساط الدولية والعربية والإسلامية، وخصوصاً الملك الأردني عبد الله الثاني، بالعمل الحثيث على الضغط على «إسرائيل» من أجل التراجع عن طرح مثل هذه الأمور، واحترام قدسية المكان، والسماح بإجراء الصيانة اللازمة للمسجد وأروقته، وبناء مرافق جوهرية لخدمة الفلسطينيين».
كما اعتبر أبو عرار السماح لعضو الكنيست المتطرف موشي «فيغلين» بدخول الأقصى يوم الأربعاء الماضي، جائزة له لتأجيل طرح موضوع السيادة، علماً أنّ «فيغلين» خلال زيارته دخل قبة الصخرة، «الأمر المرفوض جملة وتفصيلا».
وثمّن أبو عرار الموقف الأردني الثابت تجاه الأقصى.
 التحريض ضد «الأونروا»
وعلى صعيدٍ مختلف، أكد المتحدث باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين «الأنروا»، عدنان أبو حسنة، أن «الأونروا» تدرس المناهج التي تعتمدها الدول المضيفة في المناطق التي تعمل بها كافة، رافضاً الادعاءات التي تطلقها «إسرائيل» بين الفينة والأخرى بحق «الأونروا».
وكان عضو الكنيست «الإسرائيلي»، يوني تشيتبون، من حزب «البيت اليهودي»، قد قرَّر عقد محاضرة خاصة أمس، في الكنيست لمناقشة المناهج التعليمية التي تُدرّس في مدارس «الأونروا»، التي تضم ما يقارب نصف مليون طالب فلسطيني.
وأوضح أبو حسنة في تصريحات صحافية، أن «إسرائيل» تُشكك دائماً في مناهج «الأنروا»، وتقوم بتحريض كبير عليها، منوهاً إلى أن هذه القضية تُطرح في العديد من المقالات، إضافة إلى دعوة عضو الكنيست.
وشدَّد على أن «الأنروا» ليس لها مناهج خاصة، فهي تدرس المناهج التي تعتمدها الدول المضيفة في كل مناطق العمليات التي تعمل فيها، وليس لها علاقة بما تحتويه المناهج والمواد فيها.
وقال: «لا نحرض على العنف أو السامية في مدارسنا، وكل هذه مجرد ادعاءات تطلق بين الفينة والأخرى».
وفي رده، حول تأثير توزيع عضو الكنيست الدعوة على مسؤولين من قنصليات غربية ودبلوماسيين من جميع البلدان المانحة «للأونروا»، أوضح أبو حسنة أن المعركة مع «إسرائيل» مستمرة وليست وليدة الصدفة، وهذا الصراع في جميع المحافل الدولية.
وأشار إلى أن «الأنروا» يجب أن لا تملك مناهج تقررها فالسلطة الفلسطينية هي المعتمدة كمنطقة مضيفة في المناهج التي تدرس في المدارس وذلك حسب التفويض من الجمعية العامة، فـ «الأنروا» تلتزم بالمناهج، والحديث لا يكون مع «الأنروا».
وشدَّد أبو حسنة، على أن «الأنروا» علاقاتها جيدة مع المانحين ويتفهمون دائماً طبيعة العمل ومدى التزامها بقيم الأمم المتحدة وتراث الدول المضيفة.
 ازدياد أعداد المستوطنين
من ناحية أخرى، أكد مكتب الإحصاء الصهيوني، أن عام 2013 الماضي سجل ارتفاع بنسبة 4.3 في عدد المستوطنين الموجودين في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة الاغوار وداخل الكتل الاستيطانية الكبرى.
ووفقاً إلى معطيات مكتب الإحصاء لشهر كانون الأول من عام 2013 التي نشرها موقع «المستوطنين 7»، فقد بلغ عدد المستوطنين 375 ألف مستوطن حيث أضيف لعدد المستوطنين خلال العام المنصرم 15,400 مستوطن.
وقال المكتب: «السبب في زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية يعود إلى الفكر الأيدليوجي الذي يتحلى به المستوطنون، فقد طرأت أكبر زيادة في عدد المستوطنين في مستوطنة «مودعين» قرب القدس المحتلة إذ بلغت 3376 مستوطناً».
بدوره، قال الأمين العام لـ «حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية» وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، مصطفى البرغوثي: «إن «إسرائيل» استغلت اتفاق «أوسلو» لتوسيع الاستيطان».
وكشف في تصريح صحافي أمس، عن ارتفاع عدد المستوطنين من 160 ألف عند توقيع اتفاق أوسلو إلى 650 ألفا : «أضف إلى ذلك تقطيع الأراضي الفلسطينية إلى مناطق أ، ب، وج ، وضم وتهويد القدس».
وأفاد أن المفاوضات سمحت بـ«توسع نطاق المستوطنات، إضافة إلى جدار الفصل العنصري الذي أقيم في عمق 25 كيلومتراً داخل الضفة الغربية وضم مساحات واسعة من الأراضي وعزل القدس وسيطر على مصادر المياه وهدم المنازل في أسوأ أشكال الفصل العنصري».
واستدرك البرغوثي، «أن المفاوضات لن تؤدي إلى نتيجة، بل تستغلها «إسرائيل» غطاءً للتوسع الاستيطاني، وحديث نتنياهو أمس بأنه سيبذل كل الجهود للحفاظ على الاستيطان دليل واضح على نيّات حكومة الاستيطان والمستوطنين».
ديون وزارتي الصحة والمالية
وفي سياقٍ منفصل، تعهد وزير المالية في حكومة الضفة، شكري بشارة، أمس، بصرف دفعة مالية لصالح اتحاد موردي الأدوية والتجهيزات الطبية في فترة لا تتجاوز النصف الثاني من شهر آذار المقبل.
جاء ذلك خلال استقبال وزير المالية بشارة، لرئيس اتحاد موردي الأدوية والتجهيزات الطبية هيثم المسروجي، حيث وضعه الأخير في أجواء معاناة الشركات المنضوية في إطار الاتحاد، بسبب الديون المتراكمة لها منذ سنوات على وزارتي المالية والصحة.
كما بحثا عدداً من الاقتراحات والأفكار المقدمة من الاتحاد، بغية إيجاد حلول لهذه القضية، بما يضمن استمرار التوريدات.
وقال الاتحاد: «إن التأخير في صرف الديون المستحقة نتيجة توريد الأدوية والتجهيزات الطبية لوزارة الصحة الفلسطينية، سبب أزمات مالية خانقة للشركات المعنية»، وأشار إلى أن الديون المتراكمة جعلها تتوقف عن استمرار التوريد قسراً، بسبب عدم توفر الأموال اللازمة لشراء احتياجات وزارة الصحة من أدوية ومستلزمات طبية.
يذكر أن الاتحاد يسعى منذ أشهر إلى وضع ترتيبات متفق عليها يتم من خلالها صرف دفعات من الديون المستحقة، التي أصبحت تفوق قدرات وإمكانات الشركات الموردة، التي تقوم باستيراد الأدوية والتجهيزات من الشركات الأم مباشرة من الخارج، وتزويدها للمؤسسات الصحية الفلسطينية ضمن المواصفات الصحية المعمول بها عالمياً.
 اعتقالات
من جهتها، سمحت الرقابة العسكرية «الإسرائيلية» أمس، بنشر نبأ اعتقال قوات الاحتلال ممثّلة بجهاز «الشاباك» والشرطة والجيش «الاسرائيلي» خلال الأشهر الماضية، مجموعة فلسطينية مكونة من 15 شابا ممن وصفتهم بنشطاء في «الإرهاب» من سكان قرية بيت عور التحتا قرب رام الله.
وتتهم قوات الاحتلال الشبان الفلسطينيين بعمليات إلقاء زجاجات حارقة وقذف سيارات المستوطنين المارة على طريق 443 بالحجارة ما أدى في بعض الحالات إلى إصابات بشرية وأخرى مادية في ما سبق لجزء من المعتقلين أن أمضوا فترات اعتقال على ذات الخلفية.
ونقل موقع «معاريف» عن مصادر في جهاز «الشاباك» ادعاءها بأن التحقيقات التي جرت مع الشبان أسفرت أيضا عن اعتقال خلية عسكرية تابعة لحركة حماس كان قد قام أفرادها بمحاولة زرع عبوة ناسفة بهدف تفجيرها ضد قوات الجيش المارّة على الطريق 443.
واعترف، وفقاً للمصادر «الإسرائيلية»، ثلاثة من المعتقلين بعضوية الخلية التي خططت لتنفيذ عمليات بينهم الشاب مصعب إبراهيم بدران، البالغ من العمر 27 عاماً الذي اعترف بتأسيس الخلية حسب الادعاء «الإسرائيلي».