الأحد 2 آذار (مارس) 2014

إحباط السلطة.. وبدائل نتنياهو

عبد الرحمن ناصر
الأحد 2 آذار (مارس) 2014

بينما تسيطر حالة من الإحباط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يعاود وزير الخارجية الأميركي جون كيري التأكيد مجدداً على التزامه الثابت بأمن الكيان الصهيوني، عباس الذي قدم كل تنازل ممكن، دون أن يجد صدى لكل ذلك، بدأ يتحدث عن التوجه إلى المنظمة الدولية في حال فشل التوصل إلى اتفاق، ولذا فإن رئيس حكومة العدو الصهيوني، كلف خبراء بإعداد تصورات بديلة لانسحاب أحادي الجانب، يذكر بمخططات أولمرت القديمة.
جملة التطورات المتعلقة بخطة كيري، تؤكد أن المسعى الأميركي لا يزال متواصلاً، وذلك في ظل قناعة واشنطن بوجود فرصة كبيرة، تحقق للصهاينة ما يريدون، وتوجه ضربة قاسية للقضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني.
أولويات كيري
وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال إن “أمن إسرائيل، في أعلى سلم الأوليات لديه”، مشيراً إلى أنه يسعى للوصول إلى “مستقبل آمن من غير صراع” بين الجانبين الفلسطيني و“الإسرائيلي”.
كيري أضاف في مقابلة مع محطة تلفزة صهيونية “لست مهووساً، لكن أقوم بعملي على أكمل وجه، وهدفي في هذه المرحلة تقديم المساعدة للإسرائيليين”، وقال: “إن أمن إسرائيل في سلم الأولويات لدي، هذه القضية تعد من القضايا المهمة لدى الولايات المتحدة”.
وحول النقد الذي وجهه له مسؤولون كبار في حكومة نتنياهو، ومنهم وزير الاقتصاد نفتالى بينيت ووزير الحرب موشيه يعلون، ووصفه بالمسيحي المهووس قال كيري: “لا أريد التشاجر كالأطفال، أنا هنا صاحب تجربة أستطيع عبرها التركيز على القضايا المهمة”، وتابع “من يعرفني عن قرب يدرك أنني حين أصمم على شيء أقوم بكل ما أستطيع من أجل تحقيق الهدف”.
وتابع وزير الخارجية الأميركي: “لم يقل لي أحد تنازل عن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنهم حذروني من أن هذا الأمر قد يكون مستحيلاً أو مهمة معقدة”، مشيراً إلى أن الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، بشأن جدية كل طرف في عملية السلام، يدفعه لمواصلة جهود التسوية، وقال كيري: “ما أريده هو مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى السلام، الأمن، مستقبل آمن من غير صراع”.
وكان الوزير الأميركي عقد لقاء مع رئيس السلطة محمود عباس في العاصمة الفرنسية، ظهرت بعده حالة من الإحباط، عكستها تصريحات لمسؤولين في السلطة الفلسطينية، وبحسب مصادر إعلامية مقربة من السلطة، فإن “ما عرضه كيري في لقاءاته بالرئيس عباس في باريس لا يمكن قبوله من أي فلسطيني”، وحسب المصادر نفسها، فإن ما عرضه كيري لا يلبي الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الرئيس الفلسطيني “محبط” مما طرحه وزير الخارجية الأميركي في إطار سعيه لبلورة اتفاق إطار يطرحه على الجانبين الفلسطيني و“الإسرائيلي” خلال الفترة القادمة.
وألمحت المصادر إلى أن ما طرح من قبل كيري على عباس في باريس، لم يأخذ بعين الاعتبار محتوى الرسالة التي وجهها الرئيس الفلسطيني، للرئيس الأميركي باراك أوباما في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولا حتى الرسالة التي وجهت لأوباما وكيري وأطراف اللجنة الرباعية في كانون الثاني/ يناير الماضي، والتي تحدد الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني.
اتفاق الإطار
اللقاء الباريسي كما بات معروفاً خصص لعرض ما بات يعرف باتفاق الإطار، الذي أعده الوزير الأميركي وفريقه، وينوي طرحه في صيغة نهائية، على السلطة الفلسطينية وحكومة العدو في الفترة القريبة القادمة، ورغم تسرب معطيات تفيد بأن ما ضمنه كيري في مقترحه، قد صمم بعناية لخدمة حكومة العدو، ويلبي كافة مطالبها واشتراطاتها، فإن الصهاينة يرفضون صيغة كيري، بينما هي لا تقدم شيئاً ينقذ ماء وجه السلطة، والتي لم تجد مناصاً من رفضها في صيغتها القائمة، مقابل سعي الوزير الأميركي لإقناع الطرف الفلسطيني بتمديد مدة التفاوض لما بعد نهاية أبريل/ نيسان المقبل، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون حتى الآن، ويطالب الوفد الفلسطيني المفاوض، كما بات معروفاً، بأن يتضمن اتفاق الإطار المنوي عرضه آليات للتنفيذ.
ووفق مصادر فلسطينية، فإن كيري “ما زال يلقي بالأفكار يميناً ويساراً وينتظر ردود الفعل عليها من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ليعود لتعديلها وللبحث عن نقطة توازن ترضي بشكل أو بآخر الطرفين”، وقد رجح السفير الأميركي في دولة الاحتلال، دان شابيرو، أن يتضمن اتفاق الإطار للمحادثات بين حكومة نتنياهو والسلطة الفلسطينية “الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية”، ونسبت إذاعة العدو الصهيوني، إلى شابيرو قوله، “إن الولايات المتحدة كانت تقول دائماً إن إسرائيل هي دولة يهودية ويجب أن تبقى كذلك”.
وأضاف السفير الأميركي، أنه يجب على الطرفين أن يتخذا قرارات لم يتخذوها بعد، وأن يناقشا، من بين جملة من القضايا، مصير المستوطنين الذين سيبقون في الجانب الثاني من الحدود.. وأشار إلى إمكانيات كثيرة في هذا الخصوص، ولكنه لم يصرح بأي تفاصيل، وقال شابيرو، “إن الإدارة الأميركية تدرك أنه يوجد في الحكومة الإسرائيلية والكنيست من يعارض فكرة حل الدولتين، إلا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قال إنه ملتزم بهذا الحل وأنه يلقى قبولاً من الجمهور الإسرائيلي”، حسب قوله.
إحباط السلطة
المتحدث الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قال في أعقاب اللقاء الباريسي إننا لن نوافق على أي اتفاق، سواء اتفاق إطار أو نهائي، ما لم يتضمن المواقف الفلسطينية والعربية الثابتة المستندة للشرعية الدولية، وأوضح أبو ردينة في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن الموقف الفلسطيني الثابت والدائم هو موقف الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية: “لا دولة دون القدس الشرقية عاصمة لها، ولن نعترف بدولة يهودية، وأن الاستيطان غير شرعي، وأن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على حدود العام 1967، ويجب إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، وأن يتم إطلاق سراح الأسرى”.
أما رئيس السلطة فأكد في باريس أن الدبلوماسية الأميركية فشلت “حتى اللحظة” في انجاز “اتفاق - إطار يرمي إلى إنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي”، وقال عباس إثر لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الرئاسة الفرنسية “حتى اللحظة لم يتمكن الأميركيون من وضع إطار لهذه الأفكار، رغم أن الجهود المبذولة جدية جداً”، وكان عدد من مسؤولي السلطة الفلسطينية، قد تحدثوا في الآونة الأخيرة، عن رفض تمديد التفاوض، كما تقدم، وشددوا على أن الخيار البديل يكمن في التوجه إلى المنظمة الدولية، والتي تتمتع فيها فلسطين بوضع “العضو المراقب”، وهو ما يرفضه الصهاينة، وما حذر منه كيري مراراً.
ويبدو أن حكومة العدو تأخذ إمكانية التوجه نحو المنظمة الدولية بنظر الاعتبار، هي من أجل ذلك شرعت في تحضير بدائل من بينها الانسحاب أحادي الجانب، وعلى نحو يذكر بالاقتراحات القديمة لرئيس حكومة العدو السابق إيهود أولمرت.
بدائل نتنياهو
صحيفة معاريف، ذكرت أن اثنين من مستشاري بنيامين نتنياهو السابقين، يعكفان على الإعداد بشكل منفرد لبلورة خطة انسحاب أحادي الجانب من أراضي الضفة الغربية، تستثني الاستيطان، وتمكن “إسرائيل” من تقويض أي جدوى من توجه الفلسطينيين للمؤسسات الدولية في حال أقدموا على مثل هذه الخطوة.
وزعمت الصحيفة أن هذا الإجراء يتم من دون التنسيق مع نتنياهو، وأنه لا علم لأي منهما بطبيعة الخطة التي يعدها الآخر، وأنهما قاما بهذه المبادرة بمبادرة ذاتية بعدما توصلا إلى قناعة بأن مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري ستفشل، وكشفت الصحيفة عن أن أحد المستشارين هو “يوعاز هندل” الرئيس السابق لجهاز الإعلام الحكومي في مكتب نتنياهو، وأوضحت أنه يعمل على خطته بالتعاون مع أحد السياسيين الأميركيين.
ووفقاً لما أوردته معاريف، فإن الخطتين ترتكزان على ضرورة القيام بانسحاب ملموس “للجيش الإسرائيلي” من الضفة الغربية، مع الاحتفاظ بالمناطق الحيوية والضرورية “لأمن إسرائيل”، وأن ما يجمع بين هاتين الخطتين هو عدم الحديث عن حل، بل عن إجراء تبادر له “إسرائيل” لتحديد حدودها بحسب احتياجاتها، وأشارت الصحيفة إلى وجود اختلاف بين الخطتين، يتعلق بالنظرة لمستقبل المستوطنات، ففي الوقت الذي لا يرى فيه هندل ضرورة إخلاء أي من المستوطنات في إطار الإجراء الأحادي، فإن الخطة الثانية ما زالت غامضة بهذا الخصوص.
ووفقاً للصحيفة فإن المستشار الثاني الذي يعمل على خطة حول ذات القضية، ورغم أنه يرفض الكشف عن خطته، إلا أنه يأمل بتنفيذ مثل هذا الإجراء “الانسحاب الأحادي وفقاً لاحتياجات إسرائيل ورؤاها”، ويقول إنه وفي مثل هذه الحالة “حال حدوث الانسحاب الأحادي” فإن الفلسطينيين حتى لو توجهوا لمؤسسات الأمم المتحدة فإنهم سيفشلون.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178090

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178090 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40