الأحد 2 آذار (مارس) 2014

إلى بيت المقدس... هل تفعلها إيران؟

الأحد 2 آذار (مارس) 2014 par صالح عوض

ما الذي يجعل إيران تنفرد بالتحدث من حين لآخر عن تحرير بيت المقدس وإزالة الكيان الصهيوني..؟ ألا تدرك إيران أن مجرد هذا الكلام يثير عليها حفيظة الإدارات الغربية لتقوم بتحريش كل أدواتها وعملائها في المنطقة..؟ ثم هل حقيقة أن إيران تمتلك الإرادة والنية والقدرة على السير نحو تحرير بيت المقدس؟ وبعيدا عن هذه الأسئلة نؤكد أننا نفتقد الآن لأي كلمة عن فلسطين.. حتى مجرد الكلام بحدودها الدنيا لا يجرؤ النظام العربي لاسيما في بلدان الربيع العربي النطق به.. في هذا الوقت الأعسر تأتي التصريحات كاملة واثقة مدوية من إيران على ألسنة كبار القادة العسكريين.

أعلن قائد ميليشيا “الباسيج” (متطوعو الحرس الثوري) في إيران الجنرال محمد رضا نقدي أمس، أن قواته تنتظر أمراً من مرشد الثورة علي خامنئي لـ“تحرير القدس” من الاحتلال الإسرائيلي.

أتى ذلك على هامش المرحلة الثانية من مناورات “إلى بيت المقدس” التي ينفذها “الباسيج” في شكل متزامن في 6 محافظات إيرانية.

إن هذا الكلام الصادر عن واحد من أكبر القيادات العسكرية العقائدية في إيران يكشف عن عميق العقيدة الأمنية الإيرانية، إنها بوضوح إنهاء الكيان الصهيوني العنصري من المنطقة، ولا يستطيع أحد القول ان هذا مجرد مزايدة وادعاء، وذلك لسببين مباشرين، الأول ان إيران في غني عن جلب عداوات وتوترات واستفزاز مؤسسات صنع العداء في الغرب وأمريكا على رأسه، ولاشيء يستفز الغرب مثل تهديد اسرائيل.. السبب الثاني لماذا لا تهدد إيران إلا اسرائيل؟ ألا يوجد لها أعداء آخرون يكيدون لها ليل نهار؟

ثم إن هذا الكلام الكبير يأتي في ظل دعم إيران لمنظمات المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالمال والسلاح والتدريب، في حين يتطوع كثير من النظام العربي لإلقاء التهم بالإرهاب والعنف على هذه المنظمات.. فموضوع دعم القضية الفلسطينية بدعم المنظمات المقاومة ليس ميدانا للتنافس أو المزايدة الآن في كل العالم الاسلامي والعربي، انه ميدان لا يدخله أحد للأسف الشديد.. فموقف إيران هنا منفرد ولا يأتي من باب المزايدة على أحد بعد أن أشغل الأمريكان العراق بالعراق ومصر بمصر وسوريا بسوريا.. ومن هنا يؤخذ الكلام الإيراني على اعتبار انه موقف كبير ويحمل في داخله بالإضافة إلى عقيدته الأمنية إرادة ونية واستعدادا.

تعودنا في بلادنا العربية ان نتلقف أي تصريح يأتي من لدن الأجانب باهتمام بالغ.. أما عندما يأتي من طرف إيران البلد الأخ المسلم القوي يصيبنا البكم، بل أكثر من ذلك على حسب المثل الشعبي العربي الذي يقول: “جاء يعاونهم في حفر قبر أبيهم سرقوا الفاس وهربوا”.. لكن يا ليتهم يسرقون الفأس ويهربون غير مأسوف عليهم؛ ولكنهم يشاركون العدو الحرب ضد كل من يرفع لفلسطين شأنا.. يشاركون بفتاواهم وتحريضهم وإثارة الفتن.

شكرا لإيران، البلد المسلم الشريك الكبير في حضارتنا الإسلامية، والحاضن التاريخي لعلمائنا وأئمتنا في الفقه والفيزياء والأدب.. شكرا لإيران التي لازالت في طريق الصمود مع وحشته، وفي حضرة القدس الشريف.. وتولانا الله جميعا برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 49 / 2178610

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178610 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40