الأربعاء 5 آذار (مارس) 2014

نتنياهو والحليف الأمريكي

الأربعاء 5 آذار (مارس) 2014 par أمجد عرار

بإمكاننا أن ننزع اسم باراك أوباما وأن نضع بدلاً منه جورج بوش بعد كلمتي الرئيس الأمريكي، ونحن نستمع لتصريحات الرئيس الحالي بعد لقاء نتنياهو . الأسطوانة ذاتها والمواقف ثابتة في تبنيها شبه المطلق لمواقف “إسرائيل”، وكما جرت العادة تصدر تصريحات من البيت الأبيض توحي خداعاً بما يشبه الضغط السياسي، قبل لقاء أي مسؤول “إسرائيلي”، وسرعان ما تتبخّر قبل اللقاء، ما أن يلمس الجانب الأمريكي عدم اكتراث من محدثه “الإسرائيلي” ويسمع منه ما معناه “لقد دفناه معاً” .
أوباما كرر الكلام عن حل الدولتين باعتباره ما زال ممكناً، ولم يقل كيف وما هو دور أمريكا في تحويل هذا “الممكن” إلى واقع، طالما أن عمر الفكرة المطروحة يوازي عمر الرئيس الأمريكي نفسه . لم يحد أوباما عن نهج سالفيه في الإشادة برئيس الوزراء “الإسرائيلي” والثناء على نهجه في المفاوضات مع الفلسطينيين، ولم يفته كذلك تكرار دعوة الطرفين لاتخاذ قرارات صعبة للتوصل إلى “اتفاقية سلام”، مع أن الترجمة الوحيدة لكلمة “الطرفين” هي ممارسة الضغوط على الجانب الفلسطيني .
أوباما بدا منسجماً مع مواقفه الانتخابية واللاحقة وهو يجدد التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على أمن واستقرار “إسرائيل” واستمرار تفوّقها على أسلحة الدمار الشامل التي يخزّنها أطفال المخيمات الفلسطينية في ألعابهم، وهو لم يكذب ولم يجامل حين ذكّره بنيامين نتنياهو بعدم وجود دولة صديقة للولايات المتحدة مثل “إسرائيل” .
نتنياهو لم يخيّب ظن حليفه الأمريكي به، وهو بعد أن أعطى أوامره لجيشه بتصعيد العدوان عبر القصف على غزة والاغتيالات في الضفة، والتدنيس في المسجد الأقصى، أعاد إلى مسامع مضيفه معزوفة الاعتراف الفلسطيني ب “إسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي”، وغمز من قناة الإعلام الذي تحدث، كما كل مرة عن ضغوط أمريكية محتملة، ورد بالقول إن ما أسماه “الشعب الإسرائيلي” يتوقع منه أن يكون قوياً ويواجه الضغوطات . ولذلك فهو يعتبر أن مطالبته للفلسطينيين بالرضوخ لمطالبه مقابل “لاشيء” بمنزلة “عرض سخي” وعلى الجانب الفلسطيني أن يأخذه على محمل الجد . ما يمكن أن نعتبر أن نتنياهو “أفحمنا” به هو قوله بأريحية الواثق بنجاح كيانه به، وهو أن الشرق الأوسط مكان معقد وفيه مشكلات كثيرة، وأن المكان الآمن الوحيد فيه هو “اسرائيل” .
من الطبيعي جداً أن يقول نتنياهو وغيره من المسؤولين ووسائل الإعلام والمحللين في الكيان هذا الكلام، فالبنادق استدارت لتتوجه من يد العربي إلى صدر العربي، ومن زناد المسلم إلى رأس المسلم، ليصبح الكيان المغتصب للأرض العربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خارج دائرة الصراع، بل ولدى بعض المنظّرين الفلسطينيين والعرب في دائرة الأصدقاء، بحيث يشاركون في ندواته ومؤتمراته ونشاطات جامعاته التي يقاطعها كثير من الأكاديميين البريطانيين، في مفارقة مخجلة ومقرفة .
طالما أن فلسطين أصبحت صداعاً ووجع رأس، بنظر بعض الإعلاميين العرب من أنصار “إملأ فمه ذهباً”، فإن من المنطقي أن يتبجّح نتنياهو بهذه المواقف إلى أن يأتي الوقت الذي يكتشف فيه، هو والواقعون في غرامه من المأجورين، أنهم نظروا إلى النصف الفارغ من الكأس .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165400

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165400 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010