الأحد 9 آذار (مارس) 2014

دحلان وحماس.. أي إتفاق؟

الأحد 9 آذار (مارس) 2014 par صالح عوض

حماس ودحلان الخصمان اللدودان منذ أكثر من ثلاثين عاما، يمدان جسور المودة والتحالف مجددا بينهما وكفرصة أخيرة لهما ضمن حسابات ضيقة وهما في أشد لحظاتهما ضعفا وإنهاكا في ضوء معطيات تحفز الجهتين ليتقدم كل طرف نحو الآخر لعقد صفقة لن تقف عند حدود ما أعلن عنه من أهداف اجتماعية وإنسانية تخص المواطنين في قطاع غزة.. بل لها أهداف وبواعث سياسية صادرة عن توجهات إقليمية ودولية للضغط على الرئيس الفلسطيني في سياق الضغوط الأمريكية والإقليمية عليه فيما يخص العملية السياسية.
من المعروف ان خصومة حماس لم تكن مع الرئيس عباس الذي دافع عن اشتراكها في الانتخابات وان انقلابها على الوضع في غزة لم يكن بحجج لها علاقة بالرئيس.. فهي حسب روايتها ثارت وانقلبت على دحلان ومجموعاته.. إلا أنها بعد تحقيقها فوزا ميدانيا على دحلان تمدد عملها العسكري واعتبرت ان انتصارها تم على فتح كلها وعلى السلطة ومؤسساتها وهنا دخلت حماس الدوامة ووهم الانتصار.
أما دحلان الذي شارك بسوء تقديره وإدارته في ما حصل في غزة فقد توسعت دائرة مبغضيه في قطاعات واسعة من أبناء فتح وقياداتها، حيث طالت إساءاته الكثير منهم بعد أن ظن انه بإمكانه تجاوز تقاليد العمل السياسي الفلسطيني بفرض نفسه بعنجهية في دائرة صنع الموقف والقرار شجعه في ذلك ما أنيط به من مهمات أمنية سابقا.. إلا انه اصطدم بواقع جديد في المقاطعة، حيث كان لابد من تقييم لما حصل من كارثة وكان من الأولى به أن ينسحب من العمل السياسي تاركا للقيادة ترميم أوضاع كان سببا في خرابها.
بعد سنوات طويلة على الانقلاب اكتشفت حماس أنها لم تبرح مكانها، بل انهارت سمعتها وأصبح شأنها في التسلط مذموما مدحورا فلقد تغولت على الناس وارتكبت حماقات لا تغتفر مع عائلات وقطاعات اجتماعية وسياسية.. وفي نهاية الأمر قادتها سياستها إلى إرهاق قطاع غزة بحصار يشتد خناقه يوما بعد يوم.. ودحلان يكتشف انه أصبح بعيدا عن دائرة الفعل رغم كل ما يحاول أن يتلبسه من بريستيج ولم تجده نفعا وسائل إعلام محلية ودولية حاولت النفخ فيه.. يتحرك الآن من خلال مجموعته لفرض حالة سياسية في الساحة الفلسطينية فمرة يتحدثون عن حوار مع الرئيس ومرة عن حوار مع حماس.. محاولا اختطاف غزة مجددا والعزف على وتر جهوي.
الآن يجيء التقاء دحلان-حماس.. وبموجبه أرجعت حماس رموزا من مجموعة دحلان إلى غزة وهو يظن أن هذه نقطة ارتكاز مهمة لترتيب صفوفه في غزة ومنها يرتفع صوته، كما أنها بوابة جديدة لحماس تظن أنها تضمن بعض الانفراج في وضعها الاقتصادي والسياسي.. يتحرك دحلان بالموادعة بينه وحماس لإقناع أطراف دولية بأنه ذو حظوة وقوة في الساحة الفلسطينية في إطار البحث عن بديل.. لكن لن ينجح دحلان فالواقع المحلي والإقليمي قد تجاوزه، وستكتشف حماس أنها أخطأت للمرة المليون عندما تصر على الصراع الجانبي أو الالتقاء الجانبي ولن تخرج من الدوامة إلا إذا خفضت من لغتها العدائية ولعبها السياسي الأهوج.. ومدت يدها بلا شروط للانخراط في الإطار العام وبعد ذلك كل شيء يتم مناقشته في إطار الوحدة.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2178775

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2178775 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40