الأحد 9 آذار (مارس) 2014

جرائم “إسرائيلية” متعمدة

الأحد 9 آذار (مارس) 2014 par أحمد مصطفى علي

تشكل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، على الرغم من كل أبعادها الإنسانية المؤلمة، ورقة ابتزاز بيد المفاوض “الإسرائيلي”، الذي يُصعد انتهاكاته بحقهم بشكل ممنهج، ويمارس ضغوطاً شتى على أوضاعهم اللاإنسانية وظروف اعتقالهم، لإخضاع الفلسطينيين لشروطه والحصول على مزيد من التنازلات في عملية التسوية .
مسألة إطلاق الأسرى، خاصة الذين يعانون أمراضاً مزمنة، يجب أن تتم بمعزل عن عملية المفاوضات العبثية، كونها حقاً فلسطينياً لا يتم مقايضته بقضايا أخرى، وورقة رابحة للقضية الفلسطينية، ولا ينبغي أن تتحول إلى سيف مسلط من قبل الكيان الصهيوني على رقبة المفاوض الفلسطيني .
الأسرى المرضى، ولا سيما المصابون منهم بالأمراض المزمنة، هم الحلقة الأضعف في هذا الكفاح غير المتوازن، ويدين “إسرائيل” وطواقمها الطبية ومسؤولي مصلحة السجون، لارتكابها جرائم حرب متعمدة بحقهم، لأن كل يوم يمر عليهم في زنازين الاحتلال تزداد أوضاعهم الصحية سوءاً، نتيجة الإهمال الصهيوني المقصود لتأمين العلاج الطبي المناسب لهم، وهي جريمة كبرى، يُحتم على السلطة الفلسطينية تقديم كل ما تمتلكه من وثائق وتقارير طبية، إلى كل الجهات الدولية والإنسانية، لأن ما يجري بحق الأسرى لا يمكن السكوت عنه .
“إسرائيل” التي تتعمد قتل الأسرى في سجونها، بإهمالهم طبياً، حتى تتفشى الأمراض في أجسادهم، إلى أن يصلوا إلى مرحلة يستحيل علاجها، تتحمل المسؤولية الكاملة عما يحدث لهم، خاصة مع وجود أكثر من ألف وخمسمئة حالة مرضية، بينها ثمانون حالة صعبة، يعانون أمراضاً مختلفة، لا يحتمل بقاؤها في سجون الاحتلال، وتحتاج إلى علاج فوري وعمليات طارئة، إضافة إلى استشهاد العديد منهم في ظل التقصير الطبي المقصود .
فضائح الاحتلال وانتهاكاته بحق الأسرى عموماً، جرائم متعمدة، تفرض على الجامعة العربية الخروج عن صمتها تجاه معاناتهم، وإطلاق حملة دولية للتضامن معهم وفضح ممارسات الكيان ومدى الانحطاط الذي وصلت إليه داخل المعتقلات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الإنسانية وأبسطها، فضلاً عن اعتداءات القائمين على السجون المتكررة على الأسرى، وعقد دورة استثنائية لمجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة خاصة بقضية الأسرى، لإلزام “اسرائيل” بتطبيق كافة المواثيق واتفاقيات حقوق الانسان ذات الصلة .
لا يوجد بيت فلسطيني إلا ويعاني بشكل أو بآخر، من آثار جرائم الاحتلال، بحق الأسرى، الذين يبلغ عددهم أكثر من خمسة آلاف، وعلى القيادة الفلسطينية وقف مفاوضاتها العبثية مع الجانب “الإسرائيلي”، ما لم يعالج هذ الملف، وتحديداً الحالات المرضية الحرجة منها، وإطلاقهم، حتى يتسنى لهم العلاج المناسب، إضافة إلى الإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام، الذين يعانون أوضاعاً صحية سيئة بعد مضي أيام طويلة على إضرابهم .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 33 / 2178386

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178386 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40