كسر الصمت : المقاومة الفلسطينية تدك المستوطنات بـ 130 صاروخاً

اختارت فصائل المقاومة الوقت الذي يناسبها للرد على اغتيال العدو الصهيوني عددا من الشهداء الذين سقطوا في الضفة المحتلة وثلاثة من مجاهدي سرايا القدس قضوا خلال تصديهم لتوغل في قطاع غزة أول من أمس. ويبدو أنفصائل المقاومة و «سرايا القدس» فاجأت الاحتلال بوابل غزير من الصواريخ التي تساقطت في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة على الرغم من وجود ما يسمّى القبة الصاروخية.

ولوحظ أن الطائرات الحربية« الإسرائيلية» لم تقم بأي رد فعل سريع خلال القصف أو بعده لساعات عدة، وشن ليلاً سلسلة غارات استهدفت مواقع لـ«الجهاد الإسلامي» و»حركة حماس» في تصعيد خطير للأوضاع الميدانية ترافق مع تصعيد سياسي تمثل بسلسلة تهديدات أطلقها قادة الاحتلال استدعت رداً من فصائل المقاومة التي أكدت تضامنها عملياً بالرد على العدوان وتحميل حكومة حماس للاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تصعيد الموقف.

وقالت سرايا القدس في بلاغ عسكري مقتضب بعد الغروب «إنها تواصل ردها على جرائم الاحتلال»، موضحة أنها قصفت مستوطنات الاحتلال بأكثر من 130 صاروخاً وقذيفة وذلك على دفعات عدة.

وأكد الناطق باسم سرايا القدس أبو أحمد أنه لو لم ترد السرايا على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لكان الأجدى بها أن تجلس في بيوتها». وأضاف إن «سرايا القدس» أجبرت أكثر من مليون مستوطن صهيوني للدخول إلى الملاجئ، متوعداً بأنها ستوسع نطاق الرد العسكري في حال استمر العدوان الصهيوني على غزة. وقال إن «كسر الصمت جاء رداً على اغتيال الشهداء في رام الله وغزة».

وأعلنت كتائب«الشهيد عبدالقادر الحسيني» ذراع حركة التحرير الوطني الفلسطيني« فتح» وكتائب «الشهيد أبو علي مصطفى» التابعة لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«كتائب المقاومة الوطنية» التابعة لـ«الجبهة الديمقراطية» إضافة إلى «كتائب شهداء الأقصى» لواء «الشهيد نضال العامودي» انضمامها لحملة «الرد على العدوان الصهيوني». وتبنت إطلاق 14 صاروخاً على أهداف للاحتلال في محيط قطاع غزة.

وكان القائد العام لكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني «أبو صهيب زقوت» قال في بيان وصل الموقف نسخة منه أن الكتائب لن تبقى صامته أمام الجرائم اليومية التي ينفذها العدو الصهيوني منذ ـكثر من خمسة عشر شهراً بحق جماهير شعبنا وأراضينا ومقدساتنا والتي كان آخرها إغتيال مواطنين فلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والتصعيد البربري ضد أبناء شعبنا . واننا في كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني نعلن عن إنطلاق حملة “كسر الصمت” للرد بكل قوة على جرائم العدو الصهيوني وإنتقاماً لدماء الشهداء والتزاماً منا بما عاهدنا الله والشعب عليه ، أن نبقى حراساً لهذا الوطن مدافعين عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا ، ولنلقن العدو الصهيوني درساً على جرائمه البشعة والنازية التي ينفذها يومياً بحق أبناء شعبنا البطل .

و قال في تصريحه : أدعوا جميع مقاتلي كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني وجميع وحداتنا المقاتلة بالرد على جرائم العدو وقصف المغتصبات والمواقع العسكرية الصهيونية بوابل صواريخهم وتلقينه درساً قوياً ليفهم بأن الدم الفلسطيني غالٍ جداً ، وأن القتل سيقابله القتل والقصف سيقابله القصف وأن قطعان مستوطنيه وجنوده القتله لن يهنئوا بالأمن والامان ما لم يعيشه أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان . وكانت قد أعلنت كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني مساء اليوم مسئوليتها عن قصف المغتصبات والمواقع الصهيونية بأكثر من 15 صاروخاً من نوع 107 ، وذلك رداً على الجرائم التي ينفذها الاحتلال بحق ابناء شعبنا .

كثافة الرد الصاروخي أصاب الاحتلال بالذهول، وعندما استفاق من ذهوله، أوعز إلى طائراته الحربية بشن سلسلة من الغارات الليلية مستهدفة مواقع لـ«سرايا القدس» و»كتائب عز الدين القسام» في رفح وخان يونس وغزة، ما أسفر عن تدمير بعض المباني وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالمنازل السكينة. وقال جيش الاحتلال انه شن نحو 29 غارة على القطاع، كما قرر الاحتلال إغلاق معبري كرم أبو سالم التجاري وبيت حانون بذريعة الرد على الصواريخ.

وأقرت وسائل إعلام العدو بأن الصواريخ أصابت المستوطنات وقالت «هآرتس «أن 8 صواريخ أصابت مبان بشكل مباشر وألحقت أضراراً جسيمة. وقال جيش الاحتلال« الإسرائيلي» إن عدداً هائلاً من الصواريخ أطلق من القطاع، وزعمت إذاعة العدو أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض ثلاثة منها فقط!
وقال ضابط محلي في جيش العدو لـ»راديو الجيش»: «إنه وابل لم نشهد له مثيلاً منذ عامين». وأطلقت صافرات الإنذار في أجزاء من جنوب الأراضي المحتلة وبئر السبع لتحذير المستوطنين للنزول إلى الملاجئ.

وعقب الرد الصاروخي، عقد قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو جلسة لاتخاذ قرار بشأن البدء بعملية عسكرية في قطاع غزة، بحضور القائم بأعمال رئيس أركان حرب الاحتلال من دون الإفصاح عن أية نتائج.