الخميس 27 آذار (مارس) 2014

قمة عربية.. لازال في العروق دم

الخميس 27 آذار (مارس) 2014 par صالح عوض

أجل.. لازال في العروق بقية من دم.. فالبيان الختامي لمؤتمر القمة المنعقد بالكويت حافظ على ابقاء القضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة العربية وندد بمحاولات اسرائيل لتهويد المقدسات بالقدس الشريف وأدان السياسة الإسرائيلية المحمومة بخصوص الاستيطان، رافضا الاعتراف بيهودية الدولة، ومطالبا بتقديم العون المادي والمعنوي الكافي للمؤسسات الفلسطينية لتمكينها من تأدية مهامها.

صحيح أن هذا لا يرقى إلى الطموح والأمل الحقيقي بتأدية الواجب تجاه شعب محاصر ومشتت ومضيق عليه أمام عصابات مسلحة بكل انواع الجريمة.. لكن لا بأس، فإن هذا الموقف الكلامي خير من عدمه، فالخوف كبير هذه الأيام ان تفتح جامعة الدول العربية أبوابها للمندوب الاسرائيلي بعد ان فقدت الإحساس تجاه ما يجري من تدمير منهجي للحياة في فلسطين.. إن الموقف من الموضوع الفلسطيني يعني ان بقية من الدم لازالت تسري في العروق.

ولكن غاب عن قمة الجامعة العربية خطوات كان من السهل انجازها وفورا، أولها مصالحات ضرورية في فلسطين وسوريا ومصر واليمن وليبيا والبحرين، فكان من الواجب ولايزال ان تقوم لجان عليا برئاسة من قبل حكام عرب للنشاط على صعيد إصلاح ذات البين، فلا يجوز ان تقف الأمة متفرجة على ما يجري في سوريا او مصر او اليمن.. صحيح ان بعض العرب تورط في تصعيد الأزمات داخل البلدان العربية وهذا ما ينبغي ان لا يكون ابدا..

فعلى صعيد المصالحة العربية للشأن الفلسطيني كان يمكن ان تتخذ الدول العربية موقفا تفصيليا واحدا وتنتهي به الانقسام الفلسطيني وتتابع الجامعة العربية تنفيذه، وتكون الدول العربية ضامنة لذلك وحاميته.. الأمر نفسه بخصوص الشأن السوري.. فلعلنا كأمة وقيادات نرتكب من البشاعة في الخلق والموقف ما يخرجنا من دائرة الإحساس بالانتماء عندما نتردد في التقدم لحل الأزمة السورية.. لقد وصل الأمر إلى واقع كارثي، وستسألنا الأجيال القادمة، وسنقف امام الله بلا حجة ولا مدافع ونحن تركنا سورية تتذابح وتصبح المفسدة أعظم من ان نحمل المسئولية الا الينا جميعا.. لقد كان مطلوبا حلا عربيا شاملا للأزمة يسهم في فض الاشتباك بين المتقاتلبن من جهة، والشروع في إعمار ما خرب وإيواء السوريين المشتتين.

كان على جامعة الدول العربية بمؤتمر قمتها ان تضع حدا بين الفرقاء في العراق.. فلقد تواصلت الحرب الداخلية بعد القضاء على الاستعمار الأمريكي سنوات طويلة، وارتكب الساسة العراقيون الجدد حماقات مدوية أوقعت البلاد في مذبحة مجنونة.. فكان ينبغي الالتفات للعراق، والكلام نفسه ينسحب على ليبيا.

أول الخطوات هو الامتناع عن تزويد عناصر الشقاق بمواد القتل والتدمير.. فإذا كانت جامعة الدول العربية ومؤتمر قمتها لم تفكر ولا تريد ان تفكر بتحرير فلسطين والمقدسات، فهل يمكننا على الأقل ان نوقف تذابحنا المجنون.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165569

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2165569 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 34


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010