الثلاثاء 1 نيسان (أبريل) 2014

أردوغان.. انتصار ضد التيار

الثلاثاء 1 نيسان (أبريل) 2014 par صالح عوض

انتصر حزب العدالة والتنمية التركي، في انتخاب المحليات على مستوى تركيا، محققا فارقا معتبرا عن نسبة فوزه السابقة..

وفي مشهد مثير ظل ملايين الأتراك في الشوارع يتابعون حدثا تاريخيا في عمر الدولة التركية، ولم يكن المشهد تركيا فقط بل كان الإقليم كله مشاركا في المشهد، فكثير من عواصم الوطن العربي والعالم الإسلامي، كانت تعد أنفاسها مع الفرز لأصوات الناخبين الأتراك، في دمشق والقاهرة وطهران وبغداد وسواها كان الجميع يعد لاحتملات ما بعد أردوغان، والأمر نفسه يتمدد نحو العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

لقد جاء الفوز لحزب العدالة والتنمية، ليقول بوضوح إنه لم تنجح كل التحديات الخارجية التي تكالبت على حكومة أردوغان، أوروبيا وإسرائيليا وبعض الإقليم ومن الداخل، حيث حركة فتح الله غولن، ومحاولته كسر الجسور بينه وبين أردوغان، واشتراكه في حملة لشيطنة الحكومة في ظل الإفصاح عن ملفات للفساد، واشتراك بعض الاعلاميين والسياسيين في حملة تسريبات القصد منها زعزعة الحكومة والإطاحة بها.

يستطيع أردوغان القول إنه انتصر في ظل علاقة متجمّدة مع إسرائيل، وفي ظل برود مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل علاقات متميزة مع إيران اقتصاديا ووسياسيا وأمنيا، وفي ظل دعمه للقضية الفلسطينية بصوت عال، ويستطيع أردوغان أن يقول إنه انتصر رغم المرجفين والمحاربين، ورغم خيانة البعض له وانسحابهم من الاصطفاف معه..

فلماذا فاز أردوغان رغم ذلك كله؟ هذا سؤال يدور في صدور كثير من حكّامنا وزعماء بلادنا العربية والإسلامية، والجواب يأتي بسرعة أن العلاقة مع الشعب وتقديم الخدمات الحقيقية له، والاقتراب من همومه وآلامه وآماله هو الضمان الوحيد للفوز، وأنه لا ينبغي الاتكال على صداقة الأمريكان وعملائهم هذا الركن الأول لانتصار أردوغان، أما الركن الثاني فهو بوضوح ذهاب أردوغان إلى أهدافه بوضوح وقوة ومن غير تردد..

لقد شخّص أردوغان، خصومه بوضوح الذين ثاروا ضده بعد أن تلقوا إشارات دولية، فلم يتردد ولو لحظة واحدة في تعريتهم وفضح مؤامرتهم، والاستفادة من كل عناصر القوة لديه لإسقاطهم. لقد كان أمينا على خياره وسلطته، ولم يترك الأمر هملا بلا ضابط.

يفوز أردوغان بنسبة مرتفعة ترشحه إلى أغلبية في البرلمان، وستكمل حركته برنامجها الإصلاحي والاقتصادي، وستكون سنوات العهدة القادمة كافية لتوضيح الأهداف المنجزة والمحتمل إنجازها، وبهذا يكون الفوز على أرضية الاستقلال والقرار المستقل.

إن فوز أردوغان، له انعكاسات عديدة على خطاب الأحزاب العربية، وعلى سياسات كثير من الدول العربية والإسلامية، وعلى صانع القرار الغربي وكيفية تطوير خطابه وخططه ضد المنطقة..

وستظل تجربة أردوغان المنتصرة نمودجا للدراسة والعبرة.

أكيد أن هناك تحديات سيولدها هذا الانتصار داخليا وخارجيا، ولكن المهم أن انتصارا قد تحقق وليس أهم من ذلك إلا المواصلة على سلّم الانتصارات.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2166056

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2166056 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010