تايلند تقمع مهجّري سوريا والكيان يفتتح رسميا كنيس الأقصى

تقدم عشرات الفلسطينيين، الذين تقطعت بهم السبل في تايلاند بعد فرارهم قبل عام من سوريا، بالتماسات إلى الأمم المتحدة أمس، لتسريع عملية منحهم وضع لاجئ .واحتشد الفلسطينيون من أصحاب الالتماسات ومعظمهم من الأطفال، أمام مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بانكوك في محاولة لجذب الانتباه لمحنتهم التي تزداد شدة .

وقال طمان تميم (37 عاماً) المتحدث باسم الفلسطينيين القادمين من سوريا: “نحن نحتاج إلى الاعتراف بنا كحالة خاصة ليس لنا وطن نعود إليه” . وأضاف “كنا مثل الزائرين في سوريا ولم ننحز إلى أي طرف، ولذلك عندما اندلعت الحرب قررنا الهرب”، وتابع “رغم أنه لم يكن لدينا جوازات سفر منحتنا تايلاند تأشيرات للسفر إلى بانكوك، حيث سعينا على الفور للحصول على وضع لاجئ من المفوضية” .

وفر نحو 300 فلسطيني إلى تايلاند هرباً من جحيم القتال في سوريا خلال العام الماضي، بعد أن منحتهم السفارة التايلاندية في دمشق تأشيرات دخول .ورغم مرور عام لم تبت المفوضية حتى الآن في حالاتهم لكي يكونوا مؤهلين لإعادة الاستيطان أو على الأقل تجديد تأشيراتهم في تايلاند، وقال تميم “يوجد الآن 25 فلسطينياً في السجن لأنهم لا يملكون تأشيرات”

من ناحية أخرى أكد شيخ الأزهر د .أحمد الطيب، أن موقف الأزهر ومصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية والدفاع عنها بالغالي والنفيس على أرض الواقع وفي المحافل الدولية . جاء ذلك خلال استقباله محمود عباس والوفد المرافق له، واستعرض اللقاء القضايا المحلية والدولية محل الاهتمام المشترك، حيث تطابقت وجهتا النظر بين الأزهر الشريف ودولة فلسطين .

وناشَد شيخ الأزهر الفصائل الفلسطينية أن تكون على قلب رجل واحد لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الفلسطينيين والقدس الشريف . وجدد دعوته للباحثين بتبني قضية فلسطين في أبحاثهم، وكذلك المساندة الإعلامية القوية لخدمة القضية ونشر الوعي والثقافة حول دولة فلسطين وبيت المقدس .

وكان الأخير قد بحث أمس، بمقر إقامته في القاهرة مع كاثرين آشتون، المفوضة الأوروبية العليا للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، التطورات الراهنة التي تشهدها القضية الفلسطينية في ضوء تعثر المفاوضات مع الجانب “الإسرائيلي” .

وأطلع آشتون على مستجدات العملية السلمية والجهود المبذولة لإنقاذها، بسبب المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام، بفعل التعنت “الإسرائيلي” ورفضها وقف الاستيطان ونتائج الاجتماع الذي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أول أمس . وشدد على أن الاستيطان يشكل العقبة الأساسية أمام الاستمرار في مفاوضات جادة، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى دور أكثر فاعلية في عملية المفاوضات .

هذا فيما أصيب ثلاثة شبان فلسطينيين، أمس، برصاص قوات الاحتلال بينما كانوا يعملون في جمع (الحصى اللازمة للبناء) في محيط معبر بيت حانون “إيرز” شمال قطاع غزة . وفتح جنود الاحتلال النار على الشبان الثلاثة ما أدى إلى إصابتهم بعيارات نارية .

ووصفت مصادر في مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال القطاع إن الحال الصحية للشبان الثلاثة ما بين البسيطة والمتوسطة .وقصفت قوات الاحتلال بثلاث قذائف مدفعية مناطق شرق بلدة القرارة جنوب القطاع، عقب تعرض قوة “إسرائيلية” لإطلاق نار من نشطاء فلسطينيين بالقرب من موقع “كيسوفيم” العسكري . وذكرت مصادر “إسرائيلية” أن القوة كانت تقوم بأعمال الدورية على السياج، مشيرة إلى أن إطلاق النار لم يسفر عن وقوع إصابات .

هذا وخطا الكيان الصهيوني خطوة جديدة في طريق تهويد القدس، حيث زرع مجسماً للهيكل المزعوم في خاصرة المسجد الأقصى، وإذ قرر فرض عقوبات اقتصادية على الفلسطينيين، أبدت واشنطن موقفاً “متفائلاً” عندما رأت أن الفجوة التفاوضية بين الجانبين الفلسطيني و“الإسرائيلي” تضيق .
وقررت “إسرائيل” فرض عقوبات اقتصادية على الفلسطينيين بعد خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانضمام لعدد من المنظمات والهيئات والاتفاقيات الدولية، ودعا وزير “إسرائيلي” بارز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى ضم مساحات شاسعة من المستوطنات في الضفة المحتلة قائلا إن محادثات السلام مع الفلسطينيين ماتت .

لكن مصدراً “إسرائيلياً” أكد ما نشرته وسائل إعلام من أن الجانبين يدرسان اتفاقاً محتملاً لمد المحادثات المتعثرة بعد الموعد النهائي المحدد لها في 29 أبريل/ نيسان الحالي حتى بداية العام المقبل .

وفي وقت لاحق قالت الخارجية الأمريكية إنه يجري إحراز تقدم في المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ولكنها نفت أنباء من المنطقة عن التوصل لاتفاق . ونقلت “رويترز” عن جين ساكي المتحدثة باسم الوزارة قولها للصحفيين “فريقنا المفاوض ما زال يجري مفاوضات مكثفة مع الطرفين . لقد عقدوا اجتماعاً آخر (أمس) . الفجوات تضيق ولكن أي تكهنات بشأن التوصل لاتفاق سابقة لأوانها في الوقت الحاضر” .

افتتح الكيان الصهيوني رسمياً، أمس، مطلة مجسم الهيكل المزعوم المقامة على سقف المدرسة اليهودية وكنيس - إيش هتوراه- نار التوراة- على بعد أمتار قليلة غرب المسجد الأقصى المبارك . وحذرت “مؤسسة الأقصى”، من مخاطر هذه الخطوة واعتبرتها خطراً مباشراً على المسجد الأقصى لاسيما أن هذا المجسم يتسع لمئات الزائرين وأنه يقع قرب ساحة البراق ضمن مخطط تهويدي للمقدسات في القدس المحتلة . وأضافت أن “ائتلاف الهيكل” دعا أيضاً أطفال اليهود وعائلاتهم لاقتحامات عائلية للأقصى أيام 16 و17 و20 إبريل الحالي بمناسبة عيد الفصح العبري . وفى السياق ذاته، دعت حركة عائدون إلى “جبل الهيكل” (وهو المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى) إلى اقتحام جماعي للأقصى، وتقديم قرابين الهيكل عشية العيد الذي يبدأ الاثنين المقبل .

يأتي هذا فيما صعدت “إسرائيل” سلب أراضي الفلسطينيين وهدم منازلهم وإطلاق لجام المستوطنين لتنفيذ اعتداءات وجرائم بحقهم . وأعلنت سلطات الاحتلال، مصادرة المئات من الدونمات الزراعية في بلدة الخضر وقرية نحالين في بيت لحم تحت ذريعة أنها أراضي دولة يمنع الدخول إليها، في حين أغلقت قوات الاحتلال الطرق الزراعية الواصلة إلى أراضي عرق صافي وخلة كمونة شرق بلدة بيت أمر شمال الخليل .

وأعلنت “إسرائيل” عن مصادرة قرابة 1000 دونم من أراضي قريتي سلواد وعين يبرود شرق رام الله، لإقامة محطة تنقية للمياه العادمة لمصلحة مستعمرة “عوفرة” .وعلق على ذلك الخبير الفلسطيني لشؤون الاستيطان، خليل التفكجي قائلاً إن “إسرائيل” تريد إقامة محطات لتنقية المياه العادمة فوق أراضي المواطنين والضغط لتنفيذ مشاريع مشتركة لمصلحة المستوطنات والسماح بربط القرى الفلسطينية المجاورة بهذه المحطات من اجل إسباغ الصفة الشرعية على إقامة هذه المستعمرات .

واستغلت “إسرائيل” إعلان القيادة الفلسطينية بدء الانضمام للمنظمات والاتفاقيات الدولية وممارسة حق الانضمام لهذه المؤسسات والاتفاقية، للإعلان عن سلسلة إجراءات عقابية بما في ذلك منع اللقاءات الثنائية وحصرها في شخصيات سياسية مثل تسيبي ليفني فقط، في حين أعلنت، خلال اليومين الماضيين مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في بيت لحم والخليل وشرق رام الله، ما يؤشر إلى أن “إسرائيل” تريد معاقبة الفلسطينيين بمزيد من مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات .