الأربعاء 23 نيسان (أبريل) 2014

رأي اليوم: عباس يعتبر المحرقة اكبر تراجيديا في التاريخ الحديث.....

. نختلف معه بقوة ونرى ان نكبة فلسطين هي الاكبر والاخطر ويجب التوقف عن مجاملة اليهود على حسابها
الأربعاء 23 نيسان (أبريل) 2014

ذكر الحاخام مارك شنايير نائب رئيس الكونغرس اليهودي العالمي بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اخبره بانه سيصدر بيانا في ذكرى المحرقة يتقدم بالتعازي لليهود، وقال الحاخام شنايير الذي التقى الرئيس عباس في مقره برام الله في تصريحات صحافية بعد اللقاء، ان الرئيس عباس اكد له “ان المحرقة هي اكبر تراجيديا في التاريخ الحديث”.
ندرك جيدا ان الرئيس عباس يتصرف هنا كسياسي، مثلما يتصرف ايضا كشخص يحاول الدفاع عن نفسه فيما يتعلق بكتابته بحث اكاديمي حصل بمقتضاه على شهادة الدكتوراة من جامعة موسكو كان عنوانها “العلاقات السرية بين المانيا النازية والحركة الصهيونية” كشف فيها عن علاقات واتفاقات بين الجانبين، ولكن ان تأتي هذه الدبلوماسية على حساب الثوابت الفلسطينية والحقائق التاريخية فهذا ما لا نستطيع اقراره او السكوت عنه.
كنا نتوقع من الرئيس عباس بيانا بحل السلطة الفلسطينية بعد وصوله الى قناعة راسخة بانتهاء حل الدولتين وضرورة الانتقال الى حل الدولة الواحدة ثنائية القومية، مثلما صرح لصحيفة “المصري اليوم” وليس بيانا حول المحرقة اليهودية التي مر عليها اكثر من سبعين عاما.
لا نعترض على تعاطف الرئيس الفلسطيني مع اليهود ضحايا هذه المحرقة البشعة، فهي تراجيديا فعلا، ولكنها ليست اكبر تراجيديا في التاريخ الحديث، فالمجاملة لها اصول، ولكن لا يجب ان تكون على حساب الشعب الفلسطيني ولا اي تراجيديا تاريخية اخرى.
اكبر تراجيديا في التاريخ الحديث هو ما ارتكبه ضحايا النازية من اليهود الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني الاعزل وبمساعدة بريطانيا الاستعمارية وصمت العالم باسره.
فليسى هناك تراجيديا في نظرنا ابشع من اقتلاع شعب من وطنه، والقذف به الى المنافي والغاء هويته الوطنية والانسانية، وزرع مستوطنون جاءوا من مختلف انحاء العالم مكانه، وارتكاب المجازر في حقه على مدى اكثر من ستين عاما متواصلة.
الرئيس عباس قال للحاخام شنايير انه امر سفراء في بولندا والمانيا وروسيا بالمشاركة في مراسم احياء ذكرى المحرقة، ولكن امر الحاخام اتباعه بوضع اكاليل زهور على نصب ضحايا مجازر دير ياسين والقبية والجندي المجهول تضامنا مع ضحايا الشعب الفلسطيني على ايدي الغزاة الاسرائيليين لارضنا؟
اساليب التمسكن والتذلل للاسرائيليين واليهود على مدى العشرين عاما الماضية من توقيع اتفاقات اوسلو ومفاوضات السلام والتطبيع لم تحقق مليمترا واحدا من التقدم، ولم تغير مواقفهم وكراهيتهم تجاه العرب والفلسطينيين بل زادتها شراسة وعنفا واستيطانا، ولذلك من حقنا ان نطالب بتوقفها لانها ليست من طباع الشعب الفلسطيني وقيمة التي انعكست عشرات الآلاف من الاسرى منذ اندلاع شرارة الصراع مع الغاصبين.
ننتظر من الرئيس عباس ان يفي بوعوده التي طالما تعهد بها وكررها في مناسبات عديدة حتى فقدت اهميتها ومصداقيتها، وهي اعلان فشل العملية التفاوضية والغاء كل ما ترتب عليها، اي حل السلطة وانهاء التنسيق الامني، واعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل السلام المغشوش المضلل اي دولة محتلة وشعب يقاوم الاحتلال.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2178631

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178631 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 46


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40