من يدير الفتنة المذهبية ولماذا ؟

 موفق محادين

عبر آلاف المنابر والفضائيات والاذاعات ودور العبادة والصحف والمواقع والصالونات تشن حملة كراهية طائفية ومذهبية إجرامية مروعة «سنة – شيعة مسلمون – مسيحيون.. الخ» ولا تمر مناسبات اجتماعية عادية دون أن يقوم أحدهم بشن هذه الحملة، وتسمع الأفكار والتخرصات المريضة نفسها كانها صادرة عن مطبخ واحد، وهو كذلك فعلا.
فأما هذا المطبخ، فهو واضح وعلني ولا يخفي نفسه، ويضم ممثلين عن جماعات مصالح معروفة بعدائها لأمتنا وقضايانا، هي المترولات الرأسمالية الكبرى والمافيات المرتبطة بها ودوائر اليهودية العالمية التي تتنوع مصالحها من السيطرة على مصادر وخطوط النفط والغاز والموارد والأسواق وبورصات الربا والمضاربة اليهودية…
فحيث يوجد النفط والغاز والموارد والبورصات الربوية توجد أصابع الأمريكان والانجليز والفرنسيين والصهاينة، وسبق للمفكر اليساري اللبناني الشهيد مهدي عامل أن ربط بين جماعات التبعية لهذه المصالح في البلدان العربية. و الطائفية والمذهبية باعتبارها الايديولوجيا الملائمة لهذه الجماعات…
ولا شيء تخشاه هذه الايديولوجيا الاجرامية كما تخشى من بعدين أو مفهومين في خطاب جدلي واحد، هما البعد القومي والبعد الطبقي، وهما الهدف الدائم للطائفية والمذهبية.
وبالعودة إلى مراحل المد القومي وقائد الأمة، جمال عبد الناصر، فإن الايديولوجيا الطائفية كانت سلاح قوى الاستعمار الاوروبي القديم والأمريكي الجديد الذي أسس لهذه الغاية منظمة الحل الاسلامي «الأطلسي»، واطلق الاف المواقع الاعلامية والمعاهد ودور النشر للتحريض على القومية.
وقد وفرت الطفرة «النفطية» لبعض المتورطين في هذه الحملات امكانات كبيرة لهذه الحملة، وحيث وجدت جمهورا لها بسبب التخلف والفقر، فإنها أيضا نجحت في اختراق أوساط أخرى من غير «المؤمنين» تاركة لها حرية اختيار العنوان الذي تشارك فيه بالحرب على القومية والتقدم، فاختارت الليبرالية المزعومة التي لم تكن سوى الوجه الآخر للطائفية والمذهبية في الحرب على الأمة وهويتها وتوقها الى الوحدة والتحرر والتقدم.