الخميس 24 نيسان (أبريل) 2014

«الأقصى» في زمن الغفلة والتهويد

الخميس 24 نيسان (أبريل) 2014 par مها محمد

أن يكونوا على باطل لا يعني ألا يعملوا من أجل باطلهم، وغايتهم التي تبرر كل وسائلهم القذرة.
هم يعلمون يقيناً أنهم راحلون، وأن الأرض المقدسة ستلفظهم يوماً ما، لكنهم كما تعلموا وتعودوا، يعملون لآخر لحظة من أجل تنفيذ مخططاتهم، وإطالة أمد بقائهم الاستعماري الظالم، لا تثنيهم نبوءات كتابهم المقدس، ولا المتبصرون من علمائهم، وإن كانوا من المتطرفين في يهوديتهم... ولا عجب أن هذا ما حقق لهم النجاح طويلاً علينا، ولعل حجم الخذلان العربي لقضية الأقصى هو ما يغريهم بالمزيد.

سيطر الصهاينة على القدس بعد نكسة عام 1967، ومنذ ذلك التاريخ والصهاينة يعملون على تهويدها، ويخططون لاستباحة المسجد الأقصى، وهدمه بأساليب خبيثة تفاديا ًلاستثارة الشعوب الإسلامية، وبشكل متدرج يهدف لتهويد القدس، وتقليص الوجود العربي إلى 22٪ مقابل 74٪ من اليهود، خاصة مع تفوق الزيادة السكانية للعرب على اليهود، ولم يعد يخفى على أحد ما يقوم به الصهاينة من حملات شرسة، وأساليب قمعية للتضييق على من بقي من العرب في القدس، ومحاولة تهجيرهم، أو مصادرة ممتلكاتهم، بالإضافة إلى التضييق عليهم في كل جوانب الحياة، بينما ينعم المواطن اليهودي بكل الحقوق والتسهيلات، كذلك يعمل الصهاينة بكل ما استطاعوا على تدمير الإنسان المقدسي بأساليبهم القذرة عن طريق المخدرات، ونشر الإباحية، وكل ما يهدم الأخلاق.. كل ذلك يواجهه المواطن الفلسطيني الأعزل من كل شيء سوى إيمانه بقضيته وحده.

وبما أن المسجد الأقصى هو بوابة الهوية الإسلامية للقدس وركازها يعمل اليهود كما ذكرنا بانتظام على استباحته، والمضي في سبل هدمه وإزالته، وقد كشف الشيخ رائد صلاح الحارس الأول لقضية الأقصى والمتحدث باسمه، منذ عام 2008 عن الخطة الكاملة للصهاينة، التي تتلخص في عمل المزيد من الحفريات الجديدة، والتي تؤدي بدورها إلى هدم الأقصى، وإقامة دور عبادة يهودية على أسواره.

وقد وجه الشيخ رائد صلاح الدين نداءات عديدة للدول الإسلامية، والمسلمين لإنقاذ الأقصى من مخططات اليهود لما له من مكانة عظيمة لديهم، إلا أن هذه النداءات لم تلاق أي صدى، ولم يجد اليهود أي مقاومة داعمة من المسلمين لاخوانهم في فلسطين مما جعل الصهاينة الجبناء لا يتورعون عن المضي في خططهم، والإقدام مراراً، وتكراراً على محاولة اقتحام الأقصى، واستباحته كما فعلوا مع الحرم الإبراهيمي، وجعل ذلك أمراً واقعاً.

ولعلنا نذكر عام 2000 عندما قام الهالك شارون باقتحام المسجد الأقصى، ومازال اليهود المتطرفون يقومون على إثره بمحاولات، تلو الأخرى لاقتحام الأقصى، يتصدى لهم المرابطون الشجعان من أهل فلسطين الذين نذروا حياتهم للدفاع عنه، وقدر الله لهم أن يكونوا حماته حتى تستفيق الأمة، وتستعاد فلسطين.

الشيخ رائد صلاح الدين والمرابطون عن الأقصى، هم ثلة شرف هذه الأمة في فلسطين، استطاعوا بما يملكونه من حق وثبات أن يقهروا صلف الصهاينة، ويبقوا في أذهانهم أن هناك شعبا لن يقهر، وحقا لن يضيع.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165626

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2165626 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010