الخميس 24 نيسان (أبريل) 2014

من هو الأردني والفلسطيني؟

الخميس 24 نيسان (أبريل) 2014 par د. موفق محادين

يطرح سؤال الهوية في البلدان التي تفتقد إلى الاندماج المدني وانجاز الثورة القومية وقاموسها من المفاهيم الأساسية للدولة المعاصرة، مثل الوطن والمواطنة والمجتمع والشعب والطبقة والهوية بالمحصلة.
فالوطن ليس جغرافيا ومساحات كيفما اتفق، والمواطنة والمواطنون غير السكان، والمجتمع الناجز غير المجاميع العشائرية والجهوية والمذهبية وغير الأهالي والجمهور، والهويات غير العصبيات…، وقد أكدت تجربة الدولة المعاصرة أن الدولة الوحيدة التي أنجزت شروطها هي إما دولة السوق القومي البرجوازية، وإما دولة الثورة الاشتراكية على النطاق القومي، وما عداها دول برسم الانفجار المذهبي أو الجهوي او الاقليمي، وذلك ان “الدولة” ظلت ناظما مركزيا خارجيا بالاكراه أو الديماغوجيا لمجاميع ما قبل الدولة وما قبل الشعب وما قبل المجتمع وما قبل الوطن والمواطنة… فعبرت “الهويات” عن نفسها، وبالضرورة عبر العصبيات والكراهية، وهي غير الاختلاف الذي يميز المجتمعات والأوطان الناجزة..
والأسوأ من كل ذلك أن غياب التشخيص المعرفي العقلاني العلمي، وهيمنة الفقر المعرفي وأشباه المثقفين على الحياة العامة لم يقتصر على القوى المتنفذة فيما يعرف بالدولة القطرية التي تتغنى بالاستقلال والسيادة، بل امتد إلى النخب اليسارية وخطابها عن التحرر الوطني الديموقراطي أو التقدمي هروبا من الاستحقاق التاريخي، وهو التحرر القومي ومشروع الأمة.
في ضوء ذلك نؤسس لأية مقاربة حول سؤال الأردني والفلسطيني، وتصبح هوية كل منهما هوية مقحمة لا معنى لها، فالمسألة ليست في أننا أمام شعب واحد أو شعبين، ولو كنا كذلك لما كانت هناك أية مشكلة، اتحادا أو افتراقا، بل المسألة الحقيقية التي تفسر كل هذا التوتر والاحتقان والكراهية، هي أننا “ما قبل الشعب” للطرفين، فلا يبقى أمامنا سوى مقاربة سياسية من دون قدمين.
وانطلاقا من ذلك لا يتحدد الأردني أو الفلسطيني بالمعايير العلمية للهوية “الوطن والمجتمع”، بل وفق معيار سياسي مركزي ينطلق من الموقف من الخطر الخارجي الذي يتهدد الجميع، وهو الكيان الصهيوني.
ومن قبل ومن بعد، وإذا عدنا إلى التاريخ وعلى مدار القرون السابقة كان يقصد بالأردن شمال الأردن وشمال فلسطين “مركزه طبريا، وتتبع له صور ومعظم جنوب لبنان..”، وكان يقصد بفلسطين جنوب فلسطين الحالية والبلقاء وجنوب الأردن باستثناء الكرك والقدس؛ حيث كانتا تابعتين لولاية دمشق مباشرة، الأولى بسبب أهميتها العسكرية بين طريق الحج الشامي وطريق الحج المصري، والثانية بسبب أهميتها الدينية. وكان جند الأردن كما جند فلسطين تابعين لولاية دمشق.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2177716

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

2177716 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40