رد الفعل “الإسرائيلي” الهستيري على المصالحة بين الفلسطينيين، لم يكن مستغرباً، بل كان متوقعاً . إذ إن “إسرائيل” تنظر إلى أي خطوة فلسطينية باتجاه لم الشمل أو التنسيق خطراً على استراتيجيتها القائمة على الاحتلال ومصادرة الأرض والتوسع والتهويد، لأن أي توحيد للجهد الفلسطيني سوف يعيق هذه الاستراتيجية ويتصدى لها، في حين أن تشتيتاً لهذا الجهد يعطي “إسرائيل” الفرصة للمضي في مفاوضات عقيمة، من دون أي رد فلسطيني جدي وفاعل .
إذا كان رد الفعل “الإسرائيلي” على المصالحة الفلسطينية مفهوماً، فإن رد الفعل الأمريكي يبدو مثيراً للاستهجان، لأنه يتماهى إلى حد بعيد مع الموقف “الإسرائيلي”، إذ يعتبر الخطوة الفلسطينية عاملاً معيقاً لجهود التسوية .
موقف يثير السخرية والاستهجان في آن . كيف تعيق المصالحة الفلسطينية عملية التسوية؟ وهل ممنوع على الشعب الفلسطيني أن يوحد قواه وجهوده؟ وهل حالة الانقسام هي الحالة النموذجية المطلوبة كي تظل “إسرائيل” تفرض شروطها، وكي يظل الموقف الفلسطيني التفاوضي ضعيفاً ومن دون سند شعبي وموقف موحد؟
بل لعل السؤال الأهم رداً على الموقف الأمريكي: هل عملية التسوية تمضي قدماً، ولا وجود لشروط وعراقيل “إسرائيلية” حتى يقال إن المصالحة الفلسطينية تعيقها؟
والسؤال الآخر: لماذا لا تتجرأ الإدارة الأمريكية على اتهام “إسرائيل” بعرقلة المفاوضات، من خلال إصرارها على استمرار الاستيطان ورفض كل قرارات الشرعية الدولية، ووضع العراقيل أمام قيام “الدولة الفلسطينية” من خلال شروط تعجيزية لا يمكن أن يقبل بها أي عاقل .
لعل “الوسيط” الأمريكي “النزيه جداً” الذي أثبت فشله في القيام بدوره وجد الفرصة كي يتهم الضحية بعرقلة ما يسمى عملية التسوية، لأنه شريك للجلاد في إهدار الحقوق الفلسطينية والتآمر على الشعب الفلسطيني .
إن الموقف الأمريكي المعادي للوحدة الوطنية الفلسطينية يفضح النوايا الأمريكية الحقيقية تجاه هذا الشعب .
السبت 26 نيسان (أبريل) 2014
الخليج:المصالحة والموقف الأمريكي
السبت 26 نيسان (أبريل) 2014
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
10 /
2182168
ar المرصد صحف وإعلام ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
26 من الزوار الآن
2182168 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 23