الجمعة 16 تموز (يوليو) 2010

من نصدق واشنطن أم رام الله؟

الجمعة 16 تموز (يوليو) 2010

عندما يعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان حكومة بلاده «شديدة الثقة» باستئناف المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية في رام الله والجانب «الاسرائيلي»، فان علينا ان نتوقع بدء هذه اللقاءات في غضون اسابيع معدودة، ان لم تكن في غضون ايام.

فالناطق الامريكي لا ينطق عن هوى، ولا بد انه يملك المعلومات المؤكدة عن قبول الطرفين المعنيين بالانتقال الى المفاوضات المباشرة، وان المسألة مسألة «اخراج» وتهيئة الظروف الملائمة، وربما الرأي العام الفلسطيني ايضاً، لمثل هذه النقلة الجديدة مثلما جرت العادة.

المتحدثون باسم السلطة في رام الله قالوا انهم لن يذهبوا الى المفاوضات المباشرة، الا اذا جرى تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة، وردت الحكومة «الاسرائيلية» بشكل ايجابي على تفاهمات، جرى التوصل اليها في زمن حكومة «كاديما» برئاسة ايهود اولمرت حول حدود الدولة الفلسطينية المنتظرة، وأكدوا انهم لم يتلقوا اي رد في هذا الصدد، مثلما لم يتم تحقيق اي تقدم في المفاوضات غير المباشرة.

الرئيس الامريكي باراك اوباما اكد بعد لقائه مع بنيامين نتنياهو في البيت الابيض قبل عشرة ايام على ضرورة الانتقال الى المفاوضات المباشرة، متبنياً دون مواربة مطالب ضيفه «الاسرائيلي»، ومؤكداً في الوقت نفسه على معارضته اي خطوة، يمكن ان تلحق الضرر بأمن «اسرائيل».

وكان لافتاً ان الرئيس الامريكي اتصل بالرئيس محمود عباس في رام الله بعد لقائه بنتنياهو، وطالبه ولا نقول أمره، بالعودة الى المفاوضات المباشرة، مشدداً في الوقت نفسه على التزامه بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

لا نعتقد ان الرئيس عباس يستطيع ان يرفض طلباً او امراً للرئيس الامريكي، لأن هذا الرفض يعني نهايته وسلطته، ووقف كل انواع الدعم المالي والسياسي لها. فالدول المانحة تقدم مساعداتها للسلطة بالقطارة، بحيث تدفع رواتب جيش موظفيها شهراً بشهر، واي تأخر في دفع الرواتب، يعني اشعال نار انتفاضة في الشارع ضدها، وانضمام نصف او حتى اكثر من ثلاثة ارباع موظفيها الى حركة «حماس» فالسلطة لم تعد سلطة «تحرير» وانما سلطة دفع رواتب، تماماً مثلها مثل وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) التابعة للامم المتحدة، مع فارق بسيط وهو ان وكالة الغوث تتبع المنظمة الدولية، والسلطة تتبع واشنطن واللجنة الرباعية.

التحركات التي ستتم في الأيام القليلة المقبلة ستنصب حول كيفية ايجاد «المخرج» للسلطة للعودة الى المفاوضات المباشرة، تماماً مثلما مهدت لجنة متابعة السلام العربية الطريق لها، اي للسلطة، للانخراط في المفاوضات غير المباشرة دون تلبية شروطها في وقف الاستيطان وهدم البيوت في القدس المحتلة.

السناتور جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي وصل بالامس الى المنطقة، ولا بد انه يحمل في جعبته عدة «صيغ» لانقاذ ماء وجه السلطة ورئيسها، وتسهيل نزوله من على الشجرة التي صعد اليها برفضه المفاوضات المباشرة. ولا بد ان اللقاء المتوقع بين الرئيس عباس ونظيره المصري حسني مبارك في شرم الشيخ يوم الاحد (اذا سمحت صحة الاخير بذلك) سيبارك المطلب الامريكي، وقد يوعز لوزير خارجيته احمد ابو الغيط للدعوة لاجتماع طارئ لوزراء خارجية لجنة المتابعة المذكورة لمباركة العودة الفلسطينية «غير الحميدة» للمفاوضات المباشرة.

دار ابي سفيان ما زالت على حالها، ولم يتغير أي شيء، فـ «اسرائيل» تطلب، وواشنطن تأمر، والعرب يوفرون الغطاء، والسلطة تنفذ.

- رأي صحيفة «القدس العربي» اللندنية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2178710

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178710 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40